رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء غرة جمادى الأول 1426هـ - 8 يونيو 2005
العدد 1681

المشوهون!
أحمد حسين

كان ابن خلدون قبل 600 عام يقول "إن الناس على اختلاف المواهب والقدرات يشتركون في الحقيقة الإنسانية الواحدة، وهم لا يكتسبون ما اكتسبوا من مهارات وقدرات علمية وفكرية تميز بين بعضهم البعض إلا بسبب المهارات والممارسة وتراكم الخبرات"· ونحتاج الآن بعد كل هذه القرون الى استعادة هذه البدهية العلمية في التربية والتعليم، وفي ساحات الوعظ والإرشاد، وشاشات التلفزة، لأنها من البدهيات التي طمسها التخلف عن عصر ابن خلدون والعصور التي سبقته وصولا ربماالى العصر الحجري، مع أن العصر الحجري يبدو مظلوما إذا شبهنا به وصفا قائما يفتح فيه الإنسان فمه مندهشا إن قيل لك إن الإنسان أخو الإنسان، ويشــترك معه في حقيقة واحدة·

مناهج التربية والتعليم لا تعلم مع الأسف هذه البدهيات· ولا تقول كما قال الإمام علي "إن الإنسان إما أن يكون أخا لك في الدين أو يكون أخا في الإنسانية"· بل تعلم شيئا مختلفا تماما·

منطلق ابن خلدون وقبله الإمام علي هو أن ثمة كلية تجمع البشر أكبر منهم، حتى وإن اختلفت عقائدهم وأفكارهم وألوانهم ومذاهبهم، وفي هذه الكلية، أو انطلاقا منها تنشأ أخلاق الانتماء الى قيم تربط الفرد بالجماعة والجماعة بالأمة، والأمة بالإنسانية·

عكس ذلك بالطبع هو تربية الفرد على إحساس أنه يعيش في جزيرة، فلكل فرد أو جماعة بالأحرى جزيرتها، أو لكل جماعة قبيلها، أما سكان الجزر الأخرى، فهم "آخرون" والجماعات الأخرى هي "أخرى"·

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالآخر مختلف بالضرورة، ولكن لأنه "مختلف" لا شيء لديه يشاركنا به، ونحن لا نملك ما نشاركه به· فهو إما الأدنى منا، أو هو "غيرنا" أي غير الإنسان الذي هو نحن، أو هو "الكافر" بالمفهوم الشائع·

وقديما كانت شعوب بأكملها تعتقد أنها مثال "الإنسان" وخلقت كاملة مكتملة، أما غيرها من البشر فهم كائنات مشوهة أو هي ليست بالكائنات الإنسانية· فهي "بربرية" و"متوحشة"، أو هي من سكان أو شياطين الجحيم·

وحين يقال هذا اليوم ويترجم الى لغة الخطابات التي نسمعها تارة باسم الدين أو باسم أي معتقد آخر، نكتشف الأرضية الحقيقية التي تنمو فيها مشاعر الانعزال والكراهية "للآخر" والإيمان إيمانا أعمى بما نعتقد أو بما يلقى إلينا من معلمين ودعاة وما شاكل· ونكتشف الأرضية التي تدفع بعض الناس الي الانضواء تحت راية أو شعار عصابة أو جماعة تعتقد أنها الأفضل والأقوى والأحق، وغيرها ليس على شيء، لا فضل له، ولا قيمة له، بل ولا حق له في الحياة·

هي أرضية ملائمة تماما للنبات الشيطاني الذي ندعوه الإرهاب وندعو رعاته وسقاته ومتعهدي زراعته بالكائنات المشوهة روحا حتى جذورها·

�����
   

المشوهون!:
أحمد حسين
المعارضة والانتخابات المقبلة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الخطوة الثانية!!:
سعاد المعجل
اللعب بالأوراق الطائفية والعرقية مرفوض:
محمد بو شهري
نقد العقل الجبان!:
فهد راشد المطيري
الدرس الكوري:
فيصل أبالخيل
وزارات السيادة.. "كفاية":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
تعديل الدوائر ..هو الحل:
المحامي نايف بدر العتيبي
كلمة في رحيل عبدالعزيز الصقر:
د. محمد حسين اليوسفي
خواطر مسافر:
مسعود راشد العميري
حقيقة ما جرى في واشنطن:
عبدالله عيسى الموسوي
"الزراعة" ترد على "من أجل مدينة خضراء":
عبدالله العبدالعالي
لعيون العراق فتح عيونك:
محمد حسن الموسويü
الوقت الثمين:
علي غلوم محمد
إحصاء:
على محمود خاجه
هذا الرجل فاسد:
عبدالحميد علي
صندوق إعانة المرضى أم التكفير؟:
فيصل عبدالله عبدالنبي