رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء غرة جمادى الأول 1426هـ - 8 يونيو 2005
العدد 1681

لعيون العراق فتح عيونك
محمد حسن الموسويü
almossawy@hotmail.com

بدأت (البرق) تقطف أولى ثمارها، وأولاها أنها أعادت الثقة للمواطن العراقي الذي تسببت الفوضى الأمنية التي شهدتها البلاد في الفترة المنصرمة في زعزعة ثقته بنفسه وبحكومته الجديدة، لم يخطئ مخططو العملية الأمنية في تسميتها بالبرق لأن من دلالة البرق السرعة في إشارة واضحة إلى أن العملية سوف تحقق مبتغاها في أقصر فترة ممكنة وكذلك خطف أبصار المجرمين، والقرآن الكريم أشار الى ذلك بقوله [يَكَادُ البَرْقُ يَخْطفُ أبْصَارَهُمْ] ومن دلالاته أيضا الإضاءة والإنارة وكشف الظلمات، وبعون الله وهمة المخلصين فإن (البرق) ستضيء طريق العراقيين وستكشف عن الإرهابيين وتفضحهم·

إنني لا أشك بقدرة حكومتنا المنتخبة وقوى الأمن والحرس الوطني في إنجاز هذه المهمة الوطنية خصوصا مع بدء عملية تطهيرها من العناصر البعثية والوصولية التي استطاعت التسلل إليها فيما مضى بسبب السياسات الخاطئة للحكومة السابقة غير أن اليد الواحدة لا تصفق ومعنى ذلك مالم يتكاتف أبناء الشعب ويتعاونوا مع هذه القوى فإن العملية سوف لن تأتي ثمارها المرجوة كاملة وتجربة الدول المتحضرة تقول إن حفظ الأمن مهمة الجميع مهمة المواطنين كما هي مهمة الدولة والحكومة والسؤال هو: كيف يشارك المواطن العراقي بمهمة حفظ الأمن في العراق الجديد؟

في الأيام الأولى التي أعقبت تحرير بغداد ساد الهرج والمرج العراق من أقصاه إلى أقصاه وبدلا من أن يسارع المواطنون لحماية مؤسسات الدولة من عمليات النهب والسطو التي طالتها وقفوا موقف اللامبالاة أمام ما يحدث وكأن تلك المؤسسات التي تُسرق وتنهب ليست بمؤسساتهم، والواقع لم يكن هنالك تفسير مقنع ومرض لهذا الموقف اللامسؤول من قبل الأهالي تجاه ما حدث سوى أمرين: الأول هو أن ما قام به البعض من نهب وسلب يمثل حالة متوقعة ولا نقول طبيعية تعقب كل عملية تغيير تأتي بالقوة العسكرية أو بالثورات، وهذه قضية تكاد تكون من المسلمات إذ ما عرفنا الحالة الاقتصادية المزرية التي عاشها العراقيون قبل التحرير·

والتفسير الثاني: يرى أن عمليات السلب والنهب لم تكن بحد ذاتها غاية بل التشفي بالنظام الساقط والانتقام منه كانت الغاية، وحيث إن أغلب العراقيين لم يكن له حظ في تلك المؤسسات وحيث إن نظرتهم إليها على أنها رمز وملك للنظام ولّد ذلك رغبة في الانتقام وجاء التعبير عنه بسلب تلك المؤسسات ونهبها آخذين بنظر الاعتبار سيطرة عقلية الغنيمة النابعة من ثقافة البداوة التي سيطرت في السنوات الأخيرة على جوانب من سلوك الفرد العراقي والتي رسختها فيه أكثر فأكثر سنوات الحصار واستبداد النظام البائد الذي سعى بكل جهده إلى مسخ الشخصية العراقية وطمس هويتها الحضارية وثقافتها المدنية واستبدالها بثقافة صحراوية أو قروية تتماشى وثقافة رأس النظام المنحدر من أصول قروية بربرية تحمل طباع القرى المعزولة·

القصد مما ذكر أنه كان بالإمكان حفظ مؤسسات الدولة من التخريب لو أن المواطنين سارعوا إلى حمايتها بدلا من المشاركة في تدميرها أو الوقوف موقف المشاهد والمتفرج من دون حراك، ومن هنا فإن العراقيين وكما هو متوقع قد فهموا من تلك الحوادث الدرس وباتوا على يقين أنهم هم من بيده حفظ الأمن من عدمه وعلى مشاركتهم الفعلية والحقيقية في مهمة حفظ الأمن الذي هو أمنهم لا أمن غيرهم سيتوقف نجاح "البرق" إلى حد كبير·

وفي اعتقادي أن تلك المشاركة يمكن أن تتم من خلال المعلومة المفيدة والنافعة عن أي تحرك مشبوه أو عن أي شخص مشبوه إلى قوى الأمن والشرطة وترك الخوف والتردد، فليس المطلوب من المواطنين العزّل إلقاء القبض على الإرهابيين الانتحاريين بل المطلوب هو المساعدة في توجيه وإرشاد قوى الأمن الى الإرهابيين·

أي المطلوب من العراقي أن يفتح عينيه ويرصد كل ما هو مريب، فعلى سبيل المثال لا الحصر مشاهدة عربي يسير في الطرقات بات أمرا مريبا يستلزم إخبار السلطات عنه، التحدث الى شخص يتحدث بلكنة أو لهجة غير عراقية دليل على أنه غير عراقي مما يتطلب الإخبار عنه، مراقبة المناطق والأحياء التي يقطنها الوافدون الأجانب من عرب وغيرهم تساعد كثيرا في تحديد وتقييد حركتهم وتشعرهم أنهم تحت المراقبة·

التركيز على العرب المستعرقين ممن أغدق النظام البائد عليهم عطاياه التي سرقها من أفواه العراقيين فأسكنهم منازل العراقيين الذين أذاقهم العذاب، فهؤلاء المستعرقين من أكثر الناس الذين تضرروا من عملية تحرير العراق حيث بدؤوا يفقدون امتيازاتهم التي أسبغها عليهم نظام البعثفاشي، وقد كشف إلقاء القبض على منفذي عملية تفجير سوق في بغداد الجديد الذين كانوا من المستعرقين مدى كره هؤلاء للعراقيين الذين تنفسوا الصعداء بعد التحرير·

إلى غير ذلك من الأمثلة التي توضح مشاركة المواطنين في مهمة حفظ الأمن·

وخلاصة القول إن (البرق) سيتحول إلى نار لظى وجحيم تسعر على أعداء العراق من الإرهابيين إذا ما تفاعل العراقيون مع ضوئه والمطلوب منهم ألا تغفوا عيونهم من أجل العراق ومن أجل دحر الإرهاب·· ولعيون العراق فتح عيونك··

* كاتب عراقي

�����
   

المشوهون!:
أحمد حسين
المعارضة والانتخابات المقبلة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الخطوة الثانية!!:
سعاد المعجل
اللعب بالأوراق الطائفية والعرقية مرفوض:
محمد بو شهري
نقد العقل الجبان!:
فهد راشد المطيري
الدرس الكوري:
فيصل أبالخيل
وزارات السيادة.. "كفاية":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
تعديل الدوائر ..هو الحل:
المحامي نايف بدر العتيبي
كلمة في رحيل عبدالعزيز الصقر:
د. محمد حسين اليوسفي
خواطر مسافر:
مسعود راشد العميري
حقيقة ما جرى في واشنطن:
عبدالله عيسى الموسوي
"الزراعة" ترد على "من أجل مدينة خضراء":
عبدالله العبدالعالي
لعيون العراق فتح عيونك:
محمد حسن الموسويü
الوقت الثمين:
علي غلوم محمد
إحصاء:
على محمود خاجه
هذا الرجل فاسد:
عبدالحميد علي
صندوق إعانة المرضى أم التكفير؟:
فيصل عبدالله عبدالنبي