| بعيدا عن الضغوط الدولية وتصريحات بعض السفراء حان الوقت أن تبادر الحكومة بنفسها لترتيب البيت الداخلي والعمل الجاد مع قوى المجتمع المدني لإصلاح الكثير من القضايا المراقبة دوليا·
الحكومة تعي جيدا أن تدخلاتها في الانتخابات البرلمانية الماضية أخرجت لها مجلسا غير قادر على الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الكويت ودول الخليج والتي ستتصاعد مع الأيام وقد تصل الى تعريض الأمن القومي لدولنا·· لذا على الحكومة وقبلها الأسرة الحاكمة لكي تكون أكثر واقعية أن تعتمد اعتمادا كليا على القوى الوطنية بدلا من محاربتها وإبعادها عن مركز القرار·
ما يدور الآن في الأوساط الكويتية أن بعض أبناء الأسرة بالتعاون مع أطراف حكومية وبعض السياسيين والمتنفذين الموالين لها يستعدون للانتخابات المقبلة لإقصاء البقية الباقية من المعارضة الوطنية والاستفراد بالقرار السياسي، وبالتالي فهم سيقفون وبصلابة ضد أي إصلاح على المناطق الانتخابية أو تعديل في السلوك السياسي العام·
ما ينبغي اليوم على القوى السياسية المعارضة أن ترص صفوفها وتتعاون بكل قوة لإيجاد "جبهة وطنية متحدة" تدخل بها الانتخابات القادمة رافعة شعار: "الإصلاح السياسي يبدأ من القمة" لأن الحديث عن إصلاحات ثانوية وهامشية هنا أو هناك لم يعد يؤثر وأن "الحديدة الدولية" أصبحت حارة وإن التدخل أصبح مباشرا ومن دون لف أو دوران أو تعبيرات دبلوماسية·
ولعلنا ونحن نراقب الحراك السياسي في بعض الدول العربية نعي جيدا أن الكويت لن تكون بعيدة عنه، وهذا يلزم أن يعي بعض أبناء الأسرة الحاكمة أن محاربتهم للعناصر الوطنية المعارضة لن تصب في مصلحة الكويت العليا وأن ركونهم الى بعض الموالين والمنتفعين لن يخدم الصالح العام بل إنه في النتيجة النهائية سينعكس سلبا على الجميع·
على القوى الوطنية مجتمعة أن ترسل رسالة قوية الى الداخل والخارج من خلال تنسيق علني ومنظم تدخل به الانتخابات المقبلة، وإنني على ثقة بأن الشعب الكويتي المحبط من أداء هذا المجلس سيعطي زمام الأمور لهذه القوى الوطنية ولن يستطيع الآخرون مهما صرفوا من مال سياسي أن يعرقلوا رسالة الإصلاح الكويتية والتي لا بد لنا أن نسمعها للعالم أجمع ولو من خلال مؤتمر وطني تدعو إليه القوى السياسية أو من خلال تحالفات وطنية معلنة· الانتخابات المقبلة والتي جند لها البعض أنفسهم من الآن ستكون حاسمة في وقت يتحرك فيه الشارع السياسي العربي رافعا شعار الإصلاح السياسي، وعلينا في الكويت أن نساهم معه في رفع هذا الشعار وخاصة أننا نتمتع بجو سياسي حر يكفله الدستور الكويتي ويحتضنه الشعب الكويتي كله وما على القوى السياسية المعارضة إلا البدء بالخطوة الأولى· |
