في الفترة الأخيرة تم إجراء الإحصاء الرسمي لعام 2005 في دولة الكويت، وقد رافق هذا الإحصاء حملة إعلامية كبيرة عبر وسائل الإعلام المختلفة تدعو للإسهام في دعم وإنجاح هذا الإحصاء·
وكما أعلم جيدا ويعلم الجميع بأن نجاح عملية الإحصاء ما هو إلا وسيلة مفيدة جدا لجميع فئات المجتمع وإدارات هذا البلد وقدرة وزاراته على التخطيط السليم وتحديد الأهداف بشكل يعود على الجميع بالمنفعة·
لذا فعندما سمعت عن هذه الحملة الإعلامية لدعم إحصاءات 2005 تخيلت شكل الإحصاء بأنه وسيلة لإبراز الأدوات المتقدمة والمتطورة علميا لتدعيم نتائج الإحصاء وتأكيد مواكبة دولة الكويت لكل علامات التقدم والتطور في القرن الواحد والعشرين·
وفي أحد الأيام ولدى خروجي من المنزل وجدت شخصا عند باب المنزل يبلغني أنه من لجنة الإحصاء، فرحبت به متسائلا: كيف لي أن أساعده؟ فما كان منه إلا أن أعطاني مجموعة من الأوراق طالبا مني أن يعبئها رب المنزل على أن يعود موظف الإحصاء بعد عدة أيام ليأخذ الأوراق، فاستجبت لطلبه دون أن أقرأ محتوى الأوراق، وبعد عدة أيام ومن باب حب الاستطلاع قرأت محتوى الأوراق وأصابتني الدهشة، فلقد كانت الأوراق على شكل استبيان يستفسر عن عدة أمور مثل: كم عدد أجهزة الكمبيوتر بالمنزل؟ كم عدد أفراد المنزل؟ ما وظائف سكان المنزل والتحصيل العلمي وغيرها من الأمور؟ وكان السؤال الذي يدور في ذهني: ماذا لو أنني قمت بوضع بيانات وهمية في هذه الأوراق؟ فأدعي بأن جميع من في المنزل حاصلون على شهادة الدكتوراه، ولكل فرد بالمنزل جهاز كمبيوتر شخصي وآخر متنقل، وأن كل فرد من أفراد هذا المنزل يتولى مركزا حساسا في إدارات الدولة المختلفة، وقمت بإعطاء كل هذه البيانات المغلوطة إلى موظف الإحصاء فهل ستوثق كما كتبت؟!
ولم تكتف إدارة الإحصاء بذلك بل ما زاد الطين بلة هو أن الإدارة قامت بوضع إعلان في الصفحات الداخلية للصحف، تدعو فيه كل من يشارك في هذا الإحصاء بأن يراجع الإدارة ليدلي ببياناته؟!!
فهل يعقل أن يكون هذا الإحصاء الذي تم صرف آلاف الدنانير للإعلان عنه بهذه الصورة السيئة التي لا تعكس الواقع بأي حال من الأحوال؟
هذا تساؤل مطروح في نهاية هذا المقال عن شكل الإحصاء في فترة الستينيات وهل هناك اختلاف عن إحصاء 2005؟ |