في مطلع صبيحة كل يوم، نتصفح صفحات الجرائد اليومية، لعل وعسى أن تسقط أعيننا على خبر يدخل علينا السعادة والحبور، وكذلك نتابع النشرات الإخبارية، من خلال الإذاعة والتلفاز من أجل أن نترصد أي نبأ يدعونا للأمل أو تحسنا ولو طفيفا لأوضاعنا المتقهقرة وعلى جميع الأصعدة، بدءا بالمناهج التعليمية البالية وكذلك المشكلة الإسكانية المتفاقمة، وخصوصا للمناطق التي لم تكتمل فيها الخدمات مثل جنوب السرة أو تلك التي لم يسمح فيها بالبناء حتى الآن كمنطقة شرق القرين، تحت ذريعة عدم إمكانية توفير الخدمات فيها، بالرغم من توفر الخدمات في كل المناطق التي تحيط بها، ومن الأمور الأخرى التي أدت الى تراجعنا أيضا، عدم الاهتمام بتسهيل الوظائف المناسبة لأبنائنا من خريجي الجامعات والمعاهد، إضافة الى ذلك البيروقراطية المزعجة والمتفشية في إدارات الدولة، وأخيرا الأوضاع الرياضية المزرية· عادة حكومات دول العالم (الثالث) أن تولي الاهتمام بالرياضة، ولاسيما رياضة كرة القدم، من أجل إشغال الشعوب وإلهائها عن سياساتهم غير الديمقراطية وغير القانونية، بيد أن ما يدعو للضجر والأسى عندنا، أنه حتى الرياضة قد طالها الخراب والدمار! وباتت ساحة للتنافس والتكالب على المناصب الإدارية من قبل أبناء الأسرة! مما أدى الى تردي الرياضة بشكل كبير، فلا خلاص أو مناص، إلا بابتعادهم عن هذا الميدان·
في الأسبوع الماضي قرأنا عبر الصحافة، الآراء التي طرحها النائب المخضرم أحمد السعدون، حول حكومة الإصلاح في ديوان الأخ عبدالله بن سبت، سعادة النائب جدد هجومه على الحكومة، متهما إياها بعدم القدرة على تحقيق الوعود التي قطعتها على نفسها، وأشار الى أن ما يجري الآن على الساحة، هو محاولة للاستيلاء على مقدرات البلد بأنواع عدة من المشاريع الوهمية، واستطرد قائلا: إنني لا أريد أن أزرع اليأس في نفوس الناس، ولكن لا بد من السؤال·· الكويت الى أين؟ وللإجابة عن هذا السؤال: نقول بكل أمانة إن الكويت تسير نحو الهاوية والظلام ما لم يتصدى الأحرار والمخلصون للأعوجاج الحاصل في البلد· ربما لا يستشعر البعض مدى الخطر الذي يحيط بنا، بحكم وفرة الأموال نتيجة لارتفاع أسعار برميل النفط الموقتة، وكذلك كوننا نقرأ بين الفينة والفينة من أحد الخبراء النفطيين عن المخزون الهائل للنفط الذي يقبع تحت أقدامنا، ولكن نتساءل: الى متى سوف يستمر الاعتماد على امتيازات الثروة الطبيعية؟ فأين مصادر الدخل المتنوعة؟ وأين التنمية البشرية؟ وأين الخطط والرؤى المستقبلية؟ وأين وأين وألف أين يا حكومة الإصلاح؟ على الحكومة أن تعي أن مسألة تثبيط العزائم سياسة مرفوضة، لأن تبعاتها خطرة وعكسية على نفسية المواطن، المعضلة الكبرى حينما تتجاهل الحكومة كل الأصوات الحرة، التي تنادي بالإصلاح واجتثاث الفساد المنتشر في جسد الوطن، بل الأنكى من كل ذلك عندما تكافئ الحكومة المتجاوز وتجدد الثقة به بالرغم من انفضاح أمره وإدانته من قبل ديوان المحاسبة! لا شك أن الحكومة سائرة على نهج قديم ومعروف "قولوا ما تشاؤون ونحن نفعل ما نريد" ولكن للعلم فإن هذا المنطق لا يقبله إلا القانطون والمتخاذلون، أما الأحرار فهم سائرون ومستمرون الى الرمق الأخير فيهم، حتى يتحقق الإصلاح وينجلي غبار الفساد ومن يؤويه ويتستر عليه، فلا مكان للإحباط والفتور لدى الأغيار والأحرار، يقول الشاعر الطغرائي: أعلل النفس بالآمال أرقبها·· ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل·
مستشفى العدان
الذاهب لعيادة أحد المرضى في مستشفى العدان، يتفاجأ بالزحام الكبير هناك، نتساءل: لماذا لا تتم توسعة ذلك المستشفى أو بناء مستشفى محاذ له أو في إحدى المناطق القريبة منه، بدلا من منح القروض وصرف الأموال على دول الواق واق وجمهوريات الموز! ولاسيما أننا نرفع شعار (دهنا في مكبتنا)!
freedom@taleea.com |