رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 ربيع الاول 1426هـ - 27 أبريل 2005
العدد 1675

الطيور المهاجرة
ناصر بدر العيدان
neidan@kockw.com

"لا يوجد أمان عند العرب ولا يوجد احترام"

بهذه الكلمات القليلة عبرت الدكتورة مريم نور عن ملخص انطباعها عن العرب، وعن ملخص أسباب هجرتها من بلاد العرب·

الطيور المهاجرة من بلاد العرب أصبحت في ازدياد، والعقول العربية تبحث اليوم عن المختبرات الأجنبية، لتثبت جدارتها ولتحقق طموحاتها، والعلة في ذلك ترجع لأسباب عدة، لا تحصرها هذه الكلمات لكنها تلقي الضوء على بعض منها·

الوازع القومي للعطاء لم يعد كما كان، من الأسباب الرئىسة في هجرة العرب إنهم لم يعودوا يؤمنون بأن لأمتهم ولأرضهم حقا عليهم، وأن واجب البر ورد الجميل لم يعد محل اهتمام لدى كثير من العقول العربية، السبب في ذلك أنه "لا يوجد احترام"، كما ذكرت مريم نور، لهذه المبادىء بين العرب أنفسهم، إذ إن من أكثر من يناقض هذه المبادىء هم الحزبيون أنفسهم فتجد الشعب منهارا على انتخابهم لأسباب عرقية ومادية وغير عقلانية البتة·

عدم استقرار القرار وتمادي النفوذ، من أقوى أسباب هروب العقول الذكية إلى المهجر هو هضم حقهم في كثير من المناصب والمراكز الإدارية أو السياسية أو العلمية، ويرجع ذلك إلى ثقافة القناعة بقبول مبدأ الوساطة والدفاع عن أخطاء أصحاب النفوذ بشكل أو بآخر بدرجة عالية نسبيا إذا ما قورنت بالدول المتقدمة·

الاستثمار السيئ للعقول الناشئة، يحدثني الدكتور حسني حمدي أستاذ الإحصاء والطرق الكمية والمعلومات في جامعة الكويت، عن أزمة أكاديمية يواجهها العقل العربي في محض انطلاقه وفي بداية قراره للنضج والإنتاج، إذ يؤكد الدكتور حمدي أنه على القرار الأكاديمي أن يتنبأ بالتخصصات التي تحتاجها الأمة لبناء نهضتها، إذ إن كثيرا من التخصصات التي تفخر جامعاتنا العربية بتدريسها هي تخصصات عفا عليها الدهر وشرب، وأن الكثير منها تصلح في هذا الوقت نعم ولكن ليس في الدول العربية!·

يقول الدكتور حسني إنه وقبل 45 عاما من اليوم، أنه هو من قرر أن يغير تخصصه ويكمل·· "لأني استنبأت بأن تخصصي الرئيسي لن يكون له مستقبل في الدول العربية اليوم لقد اخترت دراسة الإحصاء لعلمي أن هذا التخصص سيكون ذا أهمية لجميع المجالات، خصوصا في المجالات المالية، أما تخصص البكالوريوس "الهندسة الميكانيكية" فمنذ ذلك الوقت وخفوت سوقه واضح بالنسبة الى لكنه غامض عن الكثيرين"!

الدكتور حسني حمدي الأول على جمهورية مصر العربية في مادة الرياضيات، والثلاثين على الجمهورية من حيث معدل الثانوية العامة، في وقته·

وعندما نسأل عن قصة العالم الجيولوجي العربي د· فاروق الباز في المحطة الفضائية "ناسا"، نجد أنه هرب هروبا من مصر هو وزوجته من قبل 38 عاما ليبحث عن عمل يوافق تخصصه بعد أن حصل على الدكتواره في الجيولوجيا، إذ إن جهابذة التعليم العالي في مصر بعد أن عاد بشهادة الدكتوراه في الجيولوجيا طلبوا منه أن يدرس كيمياء في المعهد العالي بالسويس! ولكنه رفض واستهجن لأن تخصصه ليس في علم الكيمياء، لكن الواقع يقول إنه لا حاجة ولا استثمار لتخصصه في هذا البلد·

هل أحكي قصة الدكتور والعالم المصري الكيميائي أحمد زويل في أمريكا، أم أذكر قصة المبدع والفنان التشكيلي العراقي كاظم الداخل في إيطاليا، أم أذكر أبيات الشاعر العراقي الجهبذ أحمد مطر في لندن أم أذكر دار النشر التي أسستها الكاتبة اللبنانية المبدعة مي غصوب في لندن أم أتكلم عن الناشطة الفلسطينية غادة الكرمي في لندن أم الرسام المصري أحمد مصطفى في لندن وغيرهم الكثيرون من المبدعين العرب في المهجر·

يتفق الجميع أن الدول العربية لم تعد دولا مصنعة، ويصنفها الكثيرون أنها دول مستهلكة أكثر من كونها دولا مصنعة، والمكان الذي يخلو من العمل يخلو من المبدعين والعكس صحيح· اسمع معي كلام السيد جون كيري مرشح الرئاسة الأمريكية عن العرب المهاجرين: "إن قصة العرب الأمريكيين هي قصة أمريكا، وهم أناس مهاجرون جعلوا من هذه الأمة عظيمة بفضل عملهم الدؤوب وإيمانهم الراسخ"·

ما أردت توصيله، نحن أمة مهما بلغت من العلم ما زلنا أمة مديرة وليست قائدة، نحيا بالوهن ويخفت نورنا وقت النضال، المدنية التي يجب أن تطمح لها الشعوب العربية وقادتها ليست ترفا، ولكنها مسؤولية وتنمية وإنتاجية وثراء مشروع وثقافة ولادة·

"لم أر جهلا في العالم مثلما رأيت عند العرب·· لأن العربي لا يريد أن يقرأ وهو بطبعه اتكالي، بكبسة زر يريد أن يصحو من دون أن يعرف كيف ولماذا؟"

·· د· مريم نور سندعي أن كلامك غير صحيح·· لكنه واقع!

اللهم إنا نسألك أن·· "تحيا" الأمة العربية!

تحيا الأمة العربية!

تحيا الأمة العربية!

neidan@eng2eng.com

�����
   

أساطير!:
أحمد حسين
كفاية.. يا حكومة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
معالي الوزراء!!:
سعاد المعجل
لا تثبطوا العزائم.. بل اشحذوا الهمم يا حكومة:
محمد بو شهري
نعم... ليسوا في حاجة الى "بابا":
فهد راشد المطيري
سيّب الكلام:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الكويت والمرأة!:
عامر ذياب التميمي
الإصلاح قادم:
د. محمد حسين اليوسفي
الطيور المهاجرة:
ناصر بدر العيدان
محطات من الصراع:
عبدالله عيسى الموسوي
منطوق "الدستورية" باللهجة العامية:
مسعود راشد العميري
رجل أعرفه جيدا..:
على محمود خاجه
مطبات حكومية...!:
محمد جوهر حيات
الداخلية ترد على الزميل عبدالخالق ملا:
عبدالخالق ملا جمعة
هذا السبب.. هذه النتيجة:
عبدالحميد علي
فتيل القنبلة الجماهيرية:
فيصل عبدالله عبدالنبي