ذكر أحد الكتاب في عموده في صحيفة "الرأي العام" الكويتية في العدد الصادر بتاريخ 1/9/2004 في ختام مقاله:
مؤشر وإشارة: كم أعجبت بكلمة الرئيس الإيراني السابق الشيخ هاشمي رفسنجاني في مدينة كرمنشاه عندما واجه الضغوط الشعبية لإعادة ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة حين قال: "إن الثورة لا تقوم على أشخاص وعلينا أن نعطي للأجيال الحالية الفرصة لقيادة الدولة"·
والعجيب أن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بالتاريخ نفسه 1/9/2004 نشرت تصريحا لهاشمي رفسنجاني، حيث ورد هذا الخبر:
"ذكرت الصحف الإيرانية أمس أن الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي يعد من الشخصيات الرئيسية في النظام الإسلامي لم يستبعد ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2005، وقال رفسنجاني في لقاء مع المسؤولين في "اتحاد الجمعيات الإسلامية لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية" القريب من المحافظين "إذا كان وجودي ضروريا للنظام والثورة فلن أتردد لحظة واحدة"·
كثيرون من الرؤساء في العالم الثالث الذين لا يغيرهم إلا ملك الموت يرون أن وجودهم في السلطة ضرورة ولذلك لا يرون حاجة لتداول السلطة والانتخابات، فضرورة وجود شخص ما في السلطة تعرف من خلال صناديق الاقتراع ومدى قناعة الشعب به، وأما ما ذكره الكاتب حول "الضغوط الشعبية لترشيح رفسنجاني" رأيناها واضحة في النتيجة التي حصل عليها في آخر مرة رشح لها بالانتخابات البرلمانية حيث كان ترتيبه في الجولة الأولى 30 وفي الجولة الثانية 20 مما جعله يقدم استقالته كنائب للبرلمان، ويثبت رئيسا لمجلس تشخيص مصلحة النظام من خلال التعيين ليكون له القدرة على إيقاف أي تشريع برلماني، لذلك نقول إن الضرورة الحقيقية هي إتاحة المجال للآخرين كي يثبتوا جدارتهم كقادة وأن نخلق أجواء من الحرية والعدالة تولد قيادات نموذجية تتداول السلطة، فنتمنى أن يكون مؤشر الكاتب في "الرأي العام" هو الصحيح وأن مؤشر الشرق الأوسط فُهِم خطأ لكي نرى إيران نموذجا ديمقراطيا يحتذى به·
ويا حبذا لو يكون الكاتب دقيقا بمؤشراته كي لا تتضارب مع مؤشرات الآخرين ومن ثم تتصادم المؤشرات فينهار المؤشر بأكمله فنضيع المؤشر الحقيقي لقياس مدى الإصلاح في هذه الدولة أو تلك وفي هذه الجماعة أو تلك، فنرى الاستمرار بعدم الإصلاح إصلاحا، والدعوة للإصلاح هي فتنة وقى الله المؤمنين شرها، وفي الختام أقول: أفضل مؤشر وإشارة أن يصْدقَك صديقُك من غير عيارة ونكون على الصراط المستقيم فلا نستطيع تحويل الحق لباطل ولا الباطل لحق مهما بلغت الشطارة·
machaki@taleea.com |