جريمة أخرى من جرائم السفاح "شارون" ترتكب منذ أيام بحق الأبرياء في فلسطين المحتلة تحت عنوان "أيام الندم" وسط صمت دولي وعربي قاتل·

ولقد شهدت الأيام السابقة جملة من الجرائم التي لا تغتفر نوجزها بالتالي:

- أولى هذه الجرائم صدرت - بكل أسف - من أشخاص يفترض فيهم أن يكونوا قادة الشعب الفلسطيني والمجاهدين في صفوفه الأمامية، حيث دعا رئيس وزراء سلطة الحكم الذاتي وغيره من مسؤولي السلطة حركة "حماس" لعدم استخدام صواريخ "القسام" في المواجهات مع العدو الصهيوني وهي الوسيلة الناجعة والوحيد التي استطاعت تحقيق نوع من توازن الرعب في حرب تحرير فلسطين بدليل ما نقلته صحيفة "معاريف" الصهيونية عن قيام سكان مستوطنة "سديروت" بالهروب منها بسبب هذه الصواريخ وقيامهم بالإعلان عن بيع منازلهم بأسعار تقل عن ثلت قيمتها الأصلية لكونهم باتوا يشعرون كأنهم رهائن في الملاجىء بسبب استمرار سقوط الصواريخ على منازلهم·

وبالرغم من عروض البيع المنخفضة إلا أنه لم يتقدم مشترون حتى الآن·

- أما ثاني هذه الجرائم فهي ما نشاهده في مناظرات انتخابات الرئاسة الأمريكية حيث يتبادل المرشحان شتى أصناف الانتقادات لمختلف السياسات المحلية والعالمية إلاّ عندما يتعلق الوضع بالكيان الصهيوني فإنهما يتسابقان لنيل رضا اللوبي الصهيوني بالرغم من أن جرائم اليهود ماثلة أمام أعين الجميع·

- وثالث هذه الجرائم تتمثل في سقوط العدالة الدولية من جديد وتأكيدها بأنها مجرد لعبة في يد ساسة البيت الأبيض، حيث لم يتمكن مجلس الأمن من إصدار قرار معنوي لإدانة الجرائم الإسرائيلية بسبب الفيتو الأمريكي الذي استخدم للمرة السابعة خلال السنوات الأربع الماضية، وتمثلت ذروة الوقاحة الأمريكية بكلمة مندوبها في الأمم المتحدة عندما علق على قرار استخدام الفيتو بالقول: "عندما يتحد باقي العالم ضد إسرائيل بالتزامه صمتا ماكرا حول الإرهاب فهو لا يساهم في تقدم عملية السلام وأن مثل هذا القرار يحفز الإرهابيين ويشجع الهجمات المضادة ويساهم في تحقيق هدف الإرهابيين الذي هو ضرب عملية السلام، ويجب أن يغير مجلس الأمن اتجاهه بكفه عن اتخاذ قرارات ضد إسرائىل"·

عن أي عملية سلام يتحدث هذا الشخص والإرهاب الصهيوني قتل خلال ثلاثة أسابيع أكثر من مائة شخص وجرح المئات ودمر عشرات المنازل؟!

abdullah.m@taleea.com