رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 رمضان 1425 هـ - 20 أكتوبر 2004
العدد 1650

حذف المادة الثانية من الدستور
فهد راشد المطيري
fahad@taleea.com

يدور الحديث منذ مدة حول تعديل المادة الثانية من الدستور الكويتي، وفكرة تعديل أية مادة أو حذفها أمر مقبول شريطة الالتزام بالمادتين 174 و175 من الدستور·  المادة الثانية تنص على ما يلي: "دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع·" الجدل القائم ينحصر في إمكانية إضافة ال التعريف إلى كلمة "مصدر"، إلا أن هناك، في تقديري، أكثر من سبب حقيقي يدفعنا إلى التفكير جديا في حذف المادة الثانية من الدستور·

أول هذه الأسباب يتمثل في تعريف دولة الكويت حسب ما جاء في الدستور، و يدرك أهل القانون أهمية صياغة أي تعريف و ما يترتب على تلك الصياغة، فالكويت هي دولة عربية مستقلة وشعبها جزء من الأمة العربية وفقا للمادة الأولى، وعليه فإن الكويت يمكن أن توصف بأنها دولة قومية، لكن لا يمكن وصفها إطلاقا بأنها دولة دينية، ذلك أن التعريف المبين في المادة الأولى لا يتضمن هذه الصفة·

إذا كانت الكويت دولة غير دينية، و هي كذلك بالفعل حسب الدستور، فإن من شأن ذلك أن يقودنا إلى سبب آخر للتفكير جديا بحذف المادة الثانية من الدستور، إذ إن أية دولة تصف نفسها بأنها دولة غير دينية تقع في تناقض صارخ حين تقرر أن دينها هو الدين الفلاني! الدولة الديمقراطية غير الدينية تدرك تماما أن الدين خاص بالأفراد لا بالسلطة من حيث هي نظام حكم، و الدولة الديمقراطية غير الدينية لا تقوم على الدين بل تكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع أفرادها·

حذف المادة الثانية من الدستور من شأنه إغلاق الباب نهائيا بوجه من اعتادوا المتاجرة بالدين لأغراض سياسية، و من شأنه أيضا أن يضفي مرونة أكثر على بقية مواد الدستور باتجاه اكتساب المزيد من الحريات!

ملاحظة: قبل كتابة هذا المقال، اطلعت على دساتير دول أخرى غير دينية، مثل إسبانيا و فرنسا و المكسيك، و لم أعثر إطلاقا على عبارة: "دين الدولة كذا···"! في الدستور الإسباني، على سبيل المثال، ورد ذكر الكنيسة الكاثوليكية مرة واحدة فقط، و كان ذلك على هذا النحو تحديدا: "لا يجوز لأي معتقد ديني أن يكتسب صفة تشريعية· السلطة التشريعية، (ممثلة بالشعب)، تأخذ في الاعتبار المعتقدات الدينية للمجتمع الإسباني وتحافظ على علاقة تعاون مع الكنيسة الكاثوليكية و المعتقدات الأخرى"· (الدستور الإسباني، المادة 16، الفقرة 3·) الدستور الفرنسي، بدوره، يورد كلمة "دين" مرة واحدة فقط، و ذلك في المادة الأولى، في سياق تأكيده على مبدأ العدالة و أن المواطنين جميعهم سواسية أمام القانون من دون التمييز من حيث الأصل أو العرق أو الدين!

 

fahad@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
معادلة رياضية لقياس الحرية
خطبة جمعة عصرية
الدقائق الأخيرة
عندما يرتفع السافل
في قفص الاتهام
المجتمع المحافظ والنزعة الفردية
أبحري يا سفينة الحمقى!
مفهوم الوطنية في ميزان العقل
الوطنية و حلبة الصراع من أجل السلطة
الديمقراطية واستبداد الأغلبية
إلا الدستور
... وحتى الدستور!
في انتظار جيل جديد
الشارع الكويتي ومثلث التظاهر
النجاح على قدر الصراخ!
وداعا...مبارك
هيبة الشيوخ و ضعف الدستور
التفكير النقدي
طريق الخلاص
المثقف بين الطموح وتسويق الذات
الأفكار الجديدة والتقاليد الموروثة
  Next Page

غسلوا أيديكم من الإصلاح:
عبداللطيف الدعيج
تصريحات آخر زمن(1-2):
د.عبدالمحسن يوسف جمال
من يدير الجامعة؟:
سعاد المعجل
إياك من رفقة الجهال:
محمد بو شهري
العدل يا وزارة العدل(2):
المحامي نايف بدر العتيبي
حذف المادة الثانية من الدستور:
فهد راشد المطيري
عيوب منهجية!:
عامر ذياب التميمي
الدكتور يعقوب يوسف الحجي:
غياب التقاليد العلمية في جامعة الكويت:
د. محمد حسين اليوسفي
"أيام الندم" وجرائم لا تغتفر:
عبدالله عيسى الموسوي
عنتر زمانه...:
جابر العلاطي
الولاء المزدوج:
عبدالحميد علي
نعم.. للفساد نهاية.. إذا؟ :
أحمد الطواري
مؤشر وإشارة من غير عيارة:
فيصل عبدالله عبدالنبي
رقابة على الناعم:
عبدالخالق ملا جمعة
حماية المستهلك في البحرين:
رضي السماك