عندما ينتقل الإنسان من بيئة مألوفة الى بيئة غير مألوفة فإنه يتعرض لحالة أشبه بالضياع فمصادر المعلومات الخاصة بتسيير أمور حياته اليومية مفقودة مما يعرضه لأخطاء كثيرة وغالبا ما يواجه السائح هذه الأخطاء في الدول التي يزورها للمرة الأولى ولكن هناك قواعد عامة يجب الانتباه إليها ومن الأمور التي واجهت معاناة فيها هي سيارات الأجرة وأذكر أنني أول مرة سافرت بها الى بيروت استقبلني شخص عند مخرج الواصلين في المطار وعرفني بنفسه بأنه سائق أجرة وعرض علي خدماته فوافقت نظرا لعدم إلمامي بالبلد فأخذ الشنطة من يدي وأسرع متقدما أمامي واختفى بين الزحام فخفت كثيرا أن يكون من أحد اللصوص، ولكن بعد تمعن وجدته يؤشر لي من بعيد فتبعته الى أن وصلنا الى خارج المطار وبعد لحظات وصلت سيارة قديمة جدا مهترئة وفيها شخص له علاقة قوية جدا بالشخص الذي استقبلني فترجل الثاني ووضع شنطتي في السيارة وفتح لي الباب وركبت وركب الاثنان معا في السيارة فشككت في الموضوع فسألت الأول عن الشخص الثاني فقال نحن شريكان في سيارة الأجرة وهو سائق مرخص أما دوري هو إحضار الزبائن من داخل المطار فقلقت جدا وخفت أن يكون في الموضوع أمر ما وأنهما يكمنان لي شرا فسألته عن ترخيص النقل الخاص بهما خصوصا وأن السيارة قديمة جدا ولا تحمل أي إشارة تثبت بأنها مرخصة من قبل الدولة فأظهر لي ورقة مهترئة وقال لي بأنها ترخيص لوالده يستخدمه بإذن منه فسألته عن العداد الخاص بالأجرة فقال لي "ما بنختلف" فازدادت شكوكي وأصررت على معرفة التعرفة المقررة لجهتي المقررة وأصر هو على كلمة "ما بنختلف" وازدادت شكوكي وخوفي وجلست في مكاني أترقب أي حركة مثيرة للانتباه وخفت أن يقوما برش بخاخ التنويم في وجهي أو أن يقوم الشخص الجالس خلفي بضربي على رأسي فغيرت وضع جلستي لأتمكن من مشاهدة الشخصين ووضعت يدي على قبضة الباب لأتمكن من الهرب في أي لحظة يحصل فيها شيء، وما هي إلا دقائق حتى وصلنا الى باب الفندق فنزلت فورا وقاما بإنزال الشنطة وجاء وقت الحساب فطلب مني مبلغا ودفعته له فورا وتوجهت الى داخل الفندق وأنا أحاسب نفسي على الأخطاء التي وقعت فيها فلقد ركبت سيارة أجرة غير مرخصة وهذا أمر قد يعرضني للسرقة أو الاختطاف كما أنني سلمت شنطتي في المطار لأول شخص عرفني بأنه سائق أجرة وهذا قد يعرض شنطتي للسرقة ودفعت أجرة نقل من المطار الى الفندق أربعة أضعاف المبلغ المقرر وكان من المفترض أن أسأل مركز المعلومات في المطار عن التعرفة المتعارف عليها للمسافة المرغوبة، كما كان من المفروض أن أتفق مع السائق من البداية وقبل ركوب السيارة على الأجرة خاصة وأن سيارته غير مزودة بعداد رسمي·