قد لا أفاجأ قريبا وأنا أتجول بين المحطات التلفزيونية الكثيرة أن أشاهد شيخ دين كويتيا يقدم برامجه الدينية بين الفواصل الغنائية أو قبل سهرة تلفزيونية ساخنة تجمع المغنين بالراقصات، وقد حصل هذا مؤخرا، حيث بثت قناة خليجية برنامجا دينيا لشيخ كويتي تلته سهرة تخللها الرقص والغناء، كما أنني لن أستغرب أن يقوم ذات الشيخ بالترويج لهذه القناة في الصحف والدواوين، فقد تحول الدعاة في يومنا هذا كمثل الحصان الذي توضع على عينيه مصدات جانبية ليسير في طريقه دون أن يلتفت الى يمينه أو يساره فتزوغ عينه عن الطريق·

لقد انتشر شيوخ الدين في المحطات ووسائل الإعلام المختلفة التي لا يختلف يساري أو شيوعي أو علماني أو متدين على أن تلك القنوات التي يعمل لصالحها أولئك المشايخ تبث محرمات نهى عنها الدين ولا أدري كيف أجاز هؤلاء المشايخ لأنفسهم الترويج لتلك القنوات والصحف؟! ولا أدري كيف حلل هؤلاء العلماء رواتبهم التي يتقاضونها من وسائل إعلامية تحصد الأموال ببث المحرمات؟! ومن الطرائف أن أحد الدعاة الإسلاميين يكتب مقالا دوريا في صحيفة محلية وبقرب مقالته زاوية مخصصة للقصص الجنسية والإباحية، فهل يريدنا هذا الشيخ أن نشتري الصحيفة، ونموّل صاحبها وندعمه كي ينشر المزيد من الفاحشة؟ أم يريدنا أن نموّل صاحب الجريدة ليتسنى له نشر المزيد من الفاحشة ودفع راتب الشيخ في آن واحد؟!!! لقد ضل بعض شيوخ الدين الطريق وساروا وراء مصالحهم المادية وتناسوا مبادئهم وقضاياهم الرئيسية وأصبحوا ينافسون نور الشريف، ونانسي عجرم في الإثارة وخطف الأضواء والأموال·

الخاتمة:

سئلت إحدى الراقصات المشهورات عن سر نجاحها فأجابت بأنها دائمة الذكر لله ودائما تفتتح رقصتها بقراءة آية الكرسي وتقرأ المعوذات دائما، وتنشر موائد الرحمن في رمضان، وأعتقد أنها تنتمي للفكر نفسه الذي يعتنقه بعض شيوخنا محور مقالتنا أعلاه، والذي يؤمن بالمقولة الشهيرة "ساعة لربك وساعة لجيبك" إلا أن المشايخ قد اختصروها في ساعة واحدة وهي ساعة واحدة لربك وجيبك·

almelhem@taleea.com