عندما يخرج الطبيب الجراح من غرفة العمليات يهب الأهل إليه وكلهم ترقب لنتيجة العملية التي أجراها فإن استبشر وابتسم استبشروا وابتسموا و إن تجهم وعبس تجهموا وبكوا بكاء شديدا وهذا ناتج من كون الطبيب الجراح أعلم بنتائج العملية ما لم يكتب الله أمرا مخالفا، تذكرت هذا المثل عندما أجرى الشيخ صباح الأحمد مجموعة من اللقاءات الجماهيرية مع بعض الوزراء حيث بدا الشيخ صباح في أحيان كثيرة منتقدا ومتشائما خاصة عندما قال لوزير التربية بأن المناهج قديمة جدا و استهزأ بها أكثر عندما قال بأنها من عهد المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الأمر الذي قد يبعث على نتائج سلبية وخيمة في نفوس أولياء الأمور الذين سيفقدون الثقة تماما في وزارة التربية ومناهجها، والأدهى والأمر أن الشيخ صباح الأحمد أقر بنفسه بعدم فاعلية أي من الخطط التي يرسمها الوزراء الذين يرأسهم وأن الكلام أكثر من الأفعال وقد أقر بهذا عندما أعلن في المؤتمر الذي أجراه مع وزير الأشغال العامة والإسكان بدر الحميدي عندما قال بأننا قد سئمنا الأقوال غير المنفذة، فإذا كانت هذه التصريحات تصدر من رئيس مجلس الوزراء فماذا ترى المواطن فاعلا غير التندر والاستهزاء؟ وماذا سيكون موقفه إذا كان مسؤولو التربية يدرسون أبناءهم في مدارس خاصة وقيادات الصحة تتطبب في الخارج؟ وماذا سيفعل المواطن إزاء التجاوزات والتطاول على المال العام وترسية المناقصات على الحظوة؟
تساؤلات:
لماذا توقفت اللقاءات الجماهيرية مع الوزراء؟ و لماذا لم تشمل الوزراء الشيوخ؟ ولماذا لم تكن وزارات السيادة أول من يتم مقابلته جماهيريا؟ و السؤال الأهم المراقب لتلك اللقاءات خرج بانطباع بأن الشيخ صباح الأحمد بدا و كأنه لا يعلم شيئا عن تلك الوزارات و أعمال وزرائها، فماذا إذن يتم في الجلسات الأسبوعية لمجلس الوزراء؟ ولماذا تكلم الوزراء عن مشاريعهم السعيدة ولم يتكلموا عن مشاكلهم وعقباتهم خاصة أن الشيخ صباح الأحمد كان في موضع المنتقد للوزراء في أحيان كثيرة؟ ولماذا بدا الوزراء كتلاميذ في مواجهة اختبار نهاية العام ولم يبينوا معوقات وتطلعات الوزارة بجانبيها السلبي والإيجابي؟
almelhem@taleea.com |