اعتادت الدول العظمى على تجربة أسلحتها الفتاكة في أماكن نائية وخالية من السكان فتقوم روسيا بإلقاء قنابلها النووية في سيبيريا حيث لا يوجد لا إنس ولا جن وتقوم أمريكا بتجربة الصواريخ الذكية في ألاسكا حيث لا يوجد سوى الدببة البيضاء والبطاريق السوداء وفي الكويت نقوم بإلقاء قنابلنا النووية في مجلس الأمة حيث لا يوجد فيها لا حس ولا إحساس وهذا ما كان عندما ألقى جمال العمر وأحمد باقر قنابلهما الأسبوع الماضي دون أن ينتبه أحد لشدة ما قيل والذي كان كفيلا لإسقاط مجلس الوزراء ومجلس الأمة إذ أعلن وزير العدل وعضو مجلس الوزراء أن العضو جمال العمر قد نجح بالانتخابات بالرشاوى وأنه شخصيا ممثلا بصفته وزيرا للعدل ورئيسا للجان الانتخابية العاملة في المقار الانتخابية يفترض فيه أنه يعلم تماما برشاواه ولكنه ساكت عنها، وقد أدان أحمد باقر نفسه شخصيا لعدم تحريكه قضية رشوى ضد جمال العمر وأدان مجلس الوزراء لعدم مساءلته للنائب وفتح ملف تحقيق في القضية وأدان وزارة الداخلية بعدم كشفها عن عمليات الرشوة التي تمت في دائرة النائب وأعلن صراحة بأن الحكومة تعلم بالرشاوى وبنجاح بعض الأعضاء ولكنها لم تتخذ أي إجراء لمكافحة الرشاوى أو تعاقب فاعليها ومساءلتهم والغريب أن أيا من أعضاء الحكومة أو المجلس لم يحرك ساكنا لهذه القنبلة التي ألقاها أحمد باقر وأصابت جسد مجلسي الوزراء والأمة فلم ينف صباح الأحمد رئيس مجلس الوزراء تصريحات أحمد باقر ولم يتحرك جاسم الخرافي وزملاؤه في المجلس للتحقيق في هذا الاتهام الذي أهان زميلهم إن كان باقر مخطئا فيه وأهان مجلسهم إن كان باقر مصيبا فيه، ففي كلتا الحالتين كان من الأجدر بالمجلسين التحرك والتحقيق في الموضوع، ولكن يبدو إن مجلسي الوزراء والأمة أصبحا أكثر تجمدا من سيبيريا وألاسكا حيث لا إنس ولا جن يسكنهما وأنهما أفضل مكان لروسيا وأمريكا لتجربة صواريخهما النووية في المستقبل·
الخاتمة
يقول جمال العمر إن أحمد باقر لا يستحق أن يشتغل فراشا في وزارة العدل وهذا كلام خطير قد يفهم على أنه طعن بقدرات الشيخ صباح الأحمد في اختيار وزرائه فهو على حسب كلام جمال العمر ما يعرف يختار وأن فراش وزارة العدل أحسن من أحمد باقر!!
almelhem@taleea.com |