رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 8 شعبان 1424هـ - 4 أكتوبر 2003
العدد 1597

بلا حــــدود
التغيير بيد عمرو··
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في جلسة عربية ضمت بعض الإخوة والأخوات من دول عربية شقيقة، خيم الحوار الرائج في هذه الأيام على أجواء الجلسة، وهو الحوار المتعلق بالدور الأمريكي في فرض التغيير السياسي والفكري على المنطقة العربية!! وكالعادة فقد وجه الحضور اللوم لدول الخليج بشكل عام وللكويت بصورة خاصة بتهمة أنها هي التي فتحت أرضها وسماءها لاستقبال أمريكا الغازية·

لقد أجاب الأستاذ "سعد الدين إبراهيم" - مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في القاهرة - على مسألة الغزو الأمريكي للمنطقة في مقال نشرته جريدة الحياة في أغسطس الماضي وهو مقال هادئ يضع الكثير من النقاط والهوامش ليوضح على ضوئها الأسباب السياسية والفكرية والاجتماعية في عالمنا العربي والتي سهلت مهمة "الغزو" للولايات المتحدة·

مقال الأستاذ "سعد الدين إبراهيم" جاء ليثني على مقال للكاتبة "رائدة درغام" بعنوان "التغييرات تأتي من الخارج إذا لم تنبثق من حيوية دائمة في الداخل" والتي ردت بدورها على الرد ليتحول الأمر الى حوار مشوق حول مسؤولية العالم العربي وبالتحديد طبقة المثقفين والساسة فيما نشهد من انحدار وتدهور ليس على المستوى السياسي وحسب وإنما في كل المجالات، وقد اختار الأستاذ "سعد الدين إبراهيم" عنوانا لاذعا أجاب فيه عن تساؤلات "رائدة درغام" يقول فيه: "نعم بيد عمرو·· إن لم تسارع أيدينا الى التغيير"، حيث يستشهد بثلاثة أمثلة تلخص مدى العجز العربي على التغيير: الغزو الأنجلو-أمريكي للعراق في ربيع 2003، والمبادرة الرباعية المعروفة بـ "خريطة الطريق" لفلسطين في صيف 2003، والرعاية الأوروبية الأمريكية لاتفاق ماشاكوس في السودان في خريف 2002، وتشكل كل حالة من الحالات الثلاث في العراق، وفلسطين والسودان نماذج درامية لصراعات ملتهبة وممتدة في قلب الوطن العربي أو أطرافه، وقد مضى على كل منها ما لا يقل عن ثلاثين سنة من دون أن يحسمها العرب حربا أو سلما، على الرغم من استنزافها مئات الآلاف من الأرواح وبلايين الدولارات وتعطيلها لمسيرة التنمية والديمقراطية، ويوجه الأستاذ "سعد" لومه الى الحكام "أصحاب القرار" والمثقفين "أصحاب الأفكار" متسائلا كيف أن واحدا منهم لم ينجح في إنجاز شعار واحد مما رفعوه منذ الخمسينات، فلا هم حرروا شبرا من فلسطين ولا حلوا المشكلة الكردية في العراق، ولا مشكلة السودان الذي فقد في حربه الأهلية نحو مليوني قتيل خلال 40 عاما؟

وكيف أن مثقفا أو حاكما لم ينجح في وضع حد لدموية صدام حسين؟ لذلك كانت النتيجة دائما إعادة إنتاج ثالوث الاستبداد والفساد والخراب، وهو ثالوث يستند في رأسه على حكام مستبدين، وفي أحد أضلاعه على مثقفين متواطئين، وفي ضلعه الثالث على شعوب عربية غائبة الوعي·

يعيد الأستاذ "سعد الدين إبراهيم" صياغة السؤال الذي طرحته "رائدة درغام" في مقالها: هل ستكون القابلة التي تتم على يديها ولادة التغيير عربية أم أمريكية؟ هل بيدنا أم بيد عمرو؟ وهذا أمر جاد يستحق حوارا جادا من المثقفين العرب، يتجاوزون فيه لعن الظلام "أي أمريكا والعولمة" وينيرون فيه ولو شمعة واحدة·

شتان ما بين حوار "رائدة وسعد" وحوار السيدات والسادة العرب الذي جاء ذكره في مقدمة المقال، فكما ذكر سعد وأكدت رائدة، هؤلاء هم أحد أضلاع ثالوث الاستبداد والفساد والخراب، بعضهم من المثقفين المتواطئين وبعضهم الآخر من شعوب العالم العربي المغيبة والغائبة عن الوعي، وبالتالي فهم لا يملكون الحق بالتذمر من قدوم التغيير فوق دبابة أمريكية أو بريطانية·

نحن هنا في الكويت، كما أهلنا في العراق نتمنى لو أن إطاحة صدام حسين جاءت ببندقية وبيد عربيتين، لكن وبكل أسف طال الانتظار الذي حصد من أهلنا المئات من الشهداء، واستنزف من عمر العراق الشقيق ومستقبله سنوات طويلة، نأمل أن يتجاوزها العراقيون قريبا، إذا فلا عجب إذا ما تقبلنا التغيير وإن كان بيد عمرو!!·

 

suad.m@taleea.com

�����
   

التظاهرات الأوروبـية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ما العمل لو دُفع بعدم دستورية قانون أمام محكمة التمييز، ورئيس محكمة التمييز هو نفسه رئيس المحكمة الدستورية ؟؟:
المحامي عبد الكريم جاسم بن حيدر
إصلاحات جذرية:
محمد مساعد الصالح
التغيير بيد عمرو··:
سعاد المعجل
تــــاج العروس:
يحيى الربيعان
هل هناك من يقرأ مقالــتي؟:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الخليج والتحول الديمقراطي!:
عامر ذياب التميمي
نعم للمنبر ونجاح مؤتمره:
المحامي نايف بدر العتيبي
مشكلة دوار جوازات حولي:
المهندس حسن محمد أشكناني
كشف حساب:
عبدالله عيسى الموسوي
مــن هـنـا نـبدأ:
نزار حيدر
الليبرالي x المتعنت Dogmatic vs. Liberal:
خالد عايد الجنفاوي
ملاحظات أولية حول صياغة الدستور العراقي الجديد:
حميد المالكي