رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 20 رمضان 1424هـ - 15 نوفمبر 2003
العدد 1603

بلا حــــدود
الإرهاب في السعودية!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

ما الذي يحدث في المملكة العربية السعودية ولماذا يحدث؟! سؤال ننتظر أن يجد الإجابة قبل أن يمتد طوفان الإرهاب ليغرقنا جميعا: انفجارات في الرياض، وخلايا إرهابية تخرج من شقوقها في شمال وجنوب، وشرق وغرب المملكة·

الآن ومع اقتراب الانفجارات والعمليات الإرهابية إلى أرض مكة المكرمة أصبح السؤال أكثر إلحاحا، وأصبحت تفاصيل تلك العمليات تثير القلق والرعب في نفوس المسلمين والعرب على حد سواء، خاصة بعد أن أفرجت السلطات السعودية عن تفاصيل تتعلق بنوع وكمية الأسلحة من أسطوانات غاز الهيدروجين، إلى الرشاشات والقنابل اليدوية ومنصات إطلاق الـ آر· بي· جي، نحن قطعا لن نستطيع أن نعزل ما يحدث الآن في السعودية عن سواه من أحداث في المنطقة بشكل عام، وخاصة ما يتعلق منها بالديمقراطية والحريات بجميع أشكالها·

خطورة الموقف في السعودية قد يضاعفها التعامل الخطأ أو التجاهل لمصدر تلك القلاقل، فهؤلاء "الإرهابيون" جاؤوا من قلب النسيج الاجتماعي السعودي، ومن جميع شرائحه، ولذلك فمن غير المنطقي أن نتوقف عند اعتبارهم أسبابا لتلك التفجيرات والقلاقل دون البحث في زوايا أخرى واردة، كأن يكون هؤلاء الإرهابيون نتائج لأسباب كثيرة، تراكمت مع مضي الزمن وأفرزت ما أفرزت·

إن مقارنة سريعة للوضع الحالي في السعودية مع غيره من أوضاع في العالم العربي، وقراءة خاطفة لحوادث إرهابية مشابهة في عالمنا العربي ستقودنا ولا شك إلى نفس الاستنتاج والخلاصة، فهؤلاء الإرهابيون ما هم سوى نتائج مباشرة وحتمية لغياب الحريات، وحجب الديمقراطية في جميع الأنظمة العربية دون استثناء·

إن سيادة العنف هي من أهم مظاهر غياب الحريات فالإنسان غالبا ما يكون أكثر عنفا حين يعجز عن الحصول على حقوقه أو حين تُحجب عنه حرياته، إلا أن ذلك وبكل أسف هو ما يميز عالمنا العربي بشكل عام، فالحقوق، والحريات إذا لم يسلبها الحاكم أو النظام السياسي سلبتها القبيلة أو العائلة الممتدة حجماً وعدداً·

يقدم الكاتب الأديب عبدالرحمن منيف في كتابه "بين الثقافة والسياسة" تلخيصا لهذا الواقع العربي، حيث يقول: "إنه إذا قُدر للإنسان أن ينجو من سجن السلطة، فإن سجن المجتمع بانتظاره، حيث يتعين على الفرد في المرحلة الراهنة الخضوع بشكل كامل لكل ما يملى عليه من قبل السلطة ومن قبل المجتمع، ومن قبل الكيانات التي يفترض أنه منتمٍ إليها دون أن يكون له حق الاعتراض أو الاختلاف، ودون أن يكون له بالمقابل الحقوق التي كان يتمتع بها فرد القبيلة في أزمنة غابرة، هو إذا لا يستطيع إلا الامتثال لما يملى عليه، ولما يراد منه استنادا إلى أفكار وعلاقات وتراتبية تفرضها التقاليد والاعتبارات التي انحدرت من العصور الوسطى، ولا تزال تمارس نفوذها وسطوتها دون القدرة على مناقشتها أو تغييرها"·

ويتساءل "منيف": كيف يمكن للديمقراطية أن تجد لها مكانا في ظل الإرهاب الذي يُمارس من قبل السلطة والمجتمع معاً؟! وكيف نستطيع أن نعيد للمسميات أسماءها الحقيقية وأن "نرجع العربة إلى السكة" كما يقال؟

إنه التحدي الكبير الذي يواجه العرب في هذا المنعطف الخطير من تاريخهم، وبالتالي يحدد قدرتهم على البقاء والاستمرار، ويقترح "عبدالرحمن منيف" الديمقراطية كمخرج من أزمة العرب اليوم، الديمقراطية كممارسة يومية وتراكم تبدأ من لحظة التقاء اثنين، وليس لها حدود أو نهاية، فالديمقراطية سلوك يومي ينبع من قناعة، وهي تعتمد على أنه مقابل الحقوق تترتب واجبات يجب أن تؤدى ضمن نسق من العلاقات متفق عليه وملزم للجميع، فهي عقد اجتماعي بمقدار ما تلزم الحاكم تلزم المحكوم استنادا إلى أسس واضحة ومقررة بالقانون وليست هبة من أحد، ولذلك يجب أن يُدافع عنها وأن تُحمى من طرفي العقد·

ليست السعودية وحدها التي تعاني من عنف الإرهابيين، وإنما تشاركها كل الدول العربية وبدرجات متفاوتة، وتبقى مسؤولية الخروج من هذا النفق المظلم مسؤولية مشتركة بين الحاكم والمحكوم، يقتضي الخروج منه وعيا من المحكوم بحقوقه وإداركا للحاكم بواجباته، وتثقيفا للمجتمع بأكمله·

 

suad.m@taleea.com

�����
   

السيد مقتدى الصدر:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الإرهاب في السعودية!!:
سعاد المعجل
أعطوا مجلس الحكم العراقي فرصته:
يحيى الربيعان
أنـــا كذاب:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الحريات الصحافية في دبي
لماذا غابت عن " جوائز الحرية " ؟:
ناصر يوسف العبدلي
الديمقراطية والمجتمعات المتخلفة!:
عامر ذياب التميمي
أخبار مقلقة من السعودية:
د. محمد حسين اليوسفي
الديموقراطية في العراق: أعطوهم بعض الوقت:
خالد عايد الجنفاوي
الالتفاف على الديمقراطية في الكويت:
علي محمد البداح
الموقف!!:
عبدالله عيسى الموسوي
العلاقات العراقية - الكويتية:
حميد المالكي
التيار السلفي الجهادي:
صلاح الفضلي
بازار الاغتيالات في العراق!:
بدر عبدالمـلـك*