رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 20 رمضان 1424هـ - 15 نوفمبر 2003
العدد 1603

التيار السلفي الجهادي
صلاح الفضلي
salahma@yahoo.com

مسألة الخروج على الحاكم وطاعة ولي الأمر من المسائل التي اختلفت فيها الفرق والتيارات الإسلامية عبر التاريخ، وفيما يخص الدعوة السلفية فإن المنهج الواضح لهذه الدعوة هو أنه "يجب طاعة ولي الأمر في المعروف وعدم الخروج على الحاكم حتى لو ضربك وجلد ظهرك"·

نجد الموقف السلفي من مسألة عدم جواز الخروج على الحاكم واضحا عند ابن تيمية، فهو يقول في منهاج السنة "لهذا كان المشهور بين مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيه ظلم"· وإذا كان رأي ابن تيمية يمثل رأي المتقدمين من علماء السلفية فإن الموقف نفسه نجده عند محمد بن عبدالوهاب صاحب الدعوة الوهابية السلفية فهو يقول في رسالة الأصول الستة "إن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبدا حبشيا"،

 وعلى المنوال نفسه نجد أن موقف علماء السلف المعاصرين من أمثال ابن باز وابن عثيمين هو رفض الخروج على الحاكم والدعوة إلى طاعة ولي الأمر·

إذن الموقف التقليدي للتيار السلفي هو تحريم الخروج على طاعة ولي الأمر إذا أخطأ أو ظلم، وإنما الواجب كما يقول هؤلاء هو نصيحته والدعاء له بالصلاح، وحتى هذه النصيحة يجب أن لا تكون بالعلن وإنما تكون بالسر اعتمادا لحديث الإمام أحمد عن عياض وهو الحديث الذي يحدد طريقة إسداء النصيحة فيقول "من أراد أن ينصح لذي سلطان بأمر فلا يبد له علانية"، فإذا كان الموقف الفكري للسلفية يرفض مبدأ الخروج على الحاكم وهو الثابت في الخطاب الفكري السلفي، فكيف يمكن فهم موقف بعض فروع التيار السلفي التي لا تلتزم بهذا الموقف وترى أن "إصلاح الأمور" لابد أن يتم بالجهاد وإقامة حكومات إسلامية على "المنهج الصحيح للسلف الصالح"؟

من بين هذه الفروع يبرز تيار السلفية الجهادية الذي ظهر في بداية عقد التسعينات كأشد هذه التوجهات "المتمردة" تطرفاً في مسألة الخروج على الحاكم، فالفكرة المركزية التي تقوم عليها هذه الحركة هي تكفير الحكام والأنظمة في البلاد الإسلامية، وإذا علمنا أن بن لادن قد خرج من رحم هذا الفكر وتربى عليه فلا عجب بعد ذلك أن نفهم موقف تنظيم "القاعدة" من الحكومات الإسلامية وتحديه "لولاة الأمر"، ولعل هذا الموقف المتشدد للسلفية الجهادية نجده متجسدا في موقف الشيخ حمود بن عقلاء الذي كان يفتي بجواز مقاومة أجهزة الأمن بالسلاح، الأخطر من ذلك أن بعض منظري السلفية الجهادية لا يكتفون بجواز الخروج على الحاكم الظالم بل يذهبون إلى تكفير الحكام والأنظمة، ولعل هذا الموقف التكفيري متجسد في أفكار أحد أبرز منظري الحركة وهو الفلسطيني عصام البرقاوي الملقب بأبي محمد المقدسي وهو صاحب الكتاب الشهير "الكواشف الجلية في تكفير الدولة السعودية" وأيضا في رسالته "ملة إبراهيم" التي تعتبر دستورا للتيار التكفيري·

إذا كان من الصحيح أن التيارات السلفية المتشددة والتي تحمل لواء الجهاد وتكفير الأنظمة والدعوة إلى إقامة حكومات إسلامية ترجع في مبانيها الفكرية إلى فكر ابن تيمية وابن القيم، والكثير من قادتها تتلمذ على يد مشايخ السلف المعاصرين من أمثال ابن باز وابن عثيمين والألباني فإن من الصحيح أيضا القول "إن هذه التيارات أصبحت تجاهر باختلافها مع هؤلاء المشايخ وأصبح لهم في هذا الموضوع رؤاهم الفكرية المتمايزة"، وكما يقول البرقاوي في مقابلة معه "أنا شخصيا من الناس الذين درسوا وتتلمذوا على مشايخ السلفية في زماننا أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم سواء مباشرة من خلال حضور كثير من محاضراتهم ودروسهم أو من خلال سماع أشرطتهم وقراءة مؤلفاتهم إلا أنني لا أجد حرجا من تخطئتهم ولا تأخذني لومة لائم في إعلان النكير عليهم في قضايا أعتقد أنهم قد ضلوا فيها وأضلوا الشباب وعلى رأس ذلك مواقفهم من كثير من الحكومات ومن الحكومة السعودية تحديدا، حيث إن المقيمين منهم فيها قد بايعوا سلاطينها وجعلوهم ولاة أمور شرعيين ودعوا الشباب إلى الدخول في بيعتهم وعدم الخروج عليهم بل عدوا الخارج عليهم من البغاة والخوارج"·

الأمر الواضح والجلي أن الخط المتشدد في التيار السلفي وإن كان يعود في مبانيه العقائدية إلى النصوص الدينية التقليدية إلا أن له قراءة مختلفة لهذه النصوص الدينية فيما يخص مسائل الدعوة والجهاد والخروج على الحكام، والقراءة الجديدة هذه تستهوي جيل الشباب بشكل خاص، ولذلك فإن هذا الخط بدأ يسحب البساط من القيادة التقليدية للدعوة السلفية ووضعها في موقف محرج يصعب عليها تجاوزه·

salahma@yahoo.com

�����
   

السيد مقتدى الصدر:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الإرهاب في السعودية!!:
سعاد المعجل
أعطوا مجلس الحكم العراقي فرصته:
يحيى الربيعان
أنـــا كذاب:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الحريات الصحافية في دبي
لماذا غابت عن " جوائز الحرية " ؟:
ناصر يوسف العبدلي
الديمقراطية والمجتمعات المتخلفة!:
عامر ذياب التميمي
أخبار مقلقة من السعودية:
د. محمد حسين اليوسفي
الديموقراطية في العراق: أعطوهم بعض الوقت:
خالد عايد الجنفاوي
الالتفاف على الديمقراطية في الكويت:
علي محمد البداح
الموقف!!:
عبدالله عيسى الموسوي
العلاقات العراقية - الكويتية:
حميد المالكي
التيار السلفي الجهادي:
صلاح الفضلي
بازار الاغتيالات في العراق!:
بدر عبدالمـلـك*