نقول سواء كان الإرهاب اليومي في العراق نابعا من الداخل، أو آتيا عبر إحدى دول الجوار، فإننا نقول لهؤلاء الإرهابيين كفى ذبحا·· وجرحا·· لشعب العراق، أولم يكفهم ظلم نظام صدام حسين وزمرته الذي استمر ثلاثة عقود؟!
ما يلاحظ في هذه الأيام والأيام القليلة الماضية من تصعيد وقصف لمقار الجمعيات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة كجمعية الصليب الأحمر الدولية وجمعية الهلال الأحمر العراقي وغيرهما وما أسفر عنه هذا القصف من دمار وإزهاق أرواح كثير من الأشخاص المدنيين أمر يؤسف له، فهذه المنظمات الإنسانية - بكل تأكيد - جاءت من أجل رعاية وحماية الإنسان العراقي إثر ويلات الحروب التي توالت عليه وتقديم المساعدات الإنسانية له·
العراقيون من حقهم التعامل بالشكل الذي يرتضونه من خلال مجلسهم الحاكم في العراق، أما الدول المجاورة للعراق فينبغي أن تقدر جيدا المحنة التي يمر بها العراق والاعتراف بشرعية مجلس الحكم الموقت بالعراق كمؤسسة سياسية تمثل تقريبا كل التوجهات في العراق - على كل حال - إن مجلس الحكم يعتبر مرحلة انتقالية، ومن الضروري إتاحة الفرصة له وهو الذي تشكل قبل بضعة شهور إثر إسقاط نظام صدام حسين، فضلا عن ذلك "ليس بالإمكان أحسن مما كان" وكفى ضرب الإرهاب للعراق العظيم ولا بد من إعطاء الفرصة لمجلس الحكم ليتصدى لهذا الإرهاب ويضع التشريعات الدستورية اللازمة التي تحقق أهدافه الوطنية ومسيرته الكبرى، وهو - لا شك - يستطيع ذلك إذا ماأخذ أنفاسه، فإنه سينجز الكثير، والكثير جدا، وإنه ليس من صالح الشعب العراقي رحيل قوات الاحتلال من العراق الآن فلو حدث ذلك اليوم فغدا تشهد الساحات العراقية صراعات شعبية تسيل فيها الدماء "للركب"· |