رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 20 رمضان 1424هـ - 15 نوفمبر 2003
العدد 1603

أنـــا كذاب
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
almelhem@taleea.com

"أنا كذاب وستين كذاب وكذبت على الحكومه بإرادتي و بتجاهل من المعنيين في الحكومة وكأنهم يحثونني على هذا الفعل إن لم يكونوا هم من يشجعون عليه لدرجة أنني  وددت لو أنني كنت كذابا من فترة أطول كي أحقق ما تأخرت في تحقيقه " قال لي محمد وهو شاب كويتي في الثلاثينات من عمره  هذه الكلمات الصادقه عن أفعاله الكاذبة  واضطراره للتحايل على الحكومة في مواضع كثيرة لأخذ حق يعتقد بأنه مكتسب وأنه لم يكن ليحصل عليه مالم يكذب، يقول محمد ضمن عرضه لمسلسل أكاذيبه لقد كانت البداية مع بدل الإيجار الذي يصرف عادة من قبل المؤسسة العامة للرعاية السكنية  للمتزوجين المسجلين على قائمة انتظار استلام المساكن الحكومية والقاطنين موقتا في وحدات سكنية مؤجرة، حيث كنت بأمس الحاجه للمال لتغطية مصاريف حياتي فأشار علي أحد الأصدقاء بأخذ بدل إيجار فقلت له بأنني أسكن في بيت والدي ولست مستأجرا حتى أستحق عنه بدل إيجار فقال لي" مثلك وايد ، روح أخذ اللي أخذه غيرك " وعندها قررت أن أطلب من أخي الذي يملك عمارة أن يصدر لي عقد إيجار وتوجهت للهيئة العامه للمعلومات المدنية وكذبت عليهم بغية إصدار بطاقة مدنية تحت العنوان السكني الجديد وهكذا بدأت مسلسل الكذب في حياتي الذي لم ينته إلى الآن·

أما إبراهيم و هو أحد الموظفين في وزارة العدل فيقول إننا نتعرض يوميا للكذب و الاحتيال في قصص مروعه إذ يأتي إلينا الآباء مصطحبين بناتهم لتزويجهن إلى أشخاص آخرين وبعد فترة نكتشف بأن الأب قد عاد مرة أخرى لتزويج الفتاة ذاتها وبعد فترة مماثلة يعود الى الفعل نفسه لدرجة أن بعض الآباء قد مارس هذا الفعل أكثر من 10 مرات واكتشفنا في النهاية أن الأب يقوم بتزويج ابنته بعلم منها أو من دون علم لأشخاص مختلفين على فترات زمنية متباعدة وذلك للحصول على هبة الحكومة التي تمنحها للمتزوجين على أن يتقاسمها الأب والزوج الموقت ·

ويضيف إبراهيم قائلا بأن فترة الزواج قد تطول بغية تحقيق عائد أكبر حيث تتبعها كذبة أكبر ومردود أعلى بالحصول على القرض الإسكاني والمقدر بسبعين ألف دينار· وفي تجربة أخرى  يقول موظف  يعمل في جهاز دعم العمالة الوطنية فضل حجب اسمه بأن الكذب منتشر وصعب اقتفاؤه وتحريه فنحن جهاز وطني يقوم  بتسديد رواتب شهرية للعاملين في القطاع الخاص، الأمر الذي حدا بمجموعة كبيرة من الأشخاص  لتقديم زوجاتهم وبناتهم العاطلات عن العمل على أنهن موظفات في شركاتهم أو مكاتبهم لدرجة أن أحد الأشخاص قدم ابنته على أنها موظفة في بقالته !!!

كذاب آخر يقول إنه كان يرغب في إصدار رخصة تجارية فكان من ضمن الشروط المتعسفة على حد قوله أن يكون هناك رأس مال ضخم و مكتب وأردف الكذاب قائلا: كيف يكون لي رأس مال بهذا الحجم وأنا في بداية طريقي ثم إنني لست بحاجة لاستئجار المكتب في هذه المرحلة المبكرة وهي مرحلة إصدار التراخيص وتجهيز الأوراق وخلافه،  فأنا أرغب في توفير كل فلس يمكن توفيره مما اضطررت معه للتحايل والكذب دون سرد الطريقة·

الكذب أصبح جزءا من ممارساتنا اليومية وخاصة في التعامل مع الأجهزة الحكومية ويبررها الكذابون بأنها إما لاسترداد حق ضائع أو الحصول على حق مكتسب أو مسايرة القوانين التعسفية بنمط مشابه لها، الكويت بلد مليء بالمميزات والمغريات التي شجعت الكثيرين للحصول على جزء منها سواء باستحقاق أو غيره كما أنها بلد مليء بالتعقيدات والبيروقراطية التي شجعت الكثيرين كذلك لسلك مسلك الكذب للتجاوز على تلك العقبات، كما أن عدم المساواة والتمييز بين الناس أمر طبيعي، الأمر الذي ولد إحباطا عند السواد الأمين و الذي بدأ يتخلى عن أمانته لإحساسه بالظلم·

�����
   

السيد مقتدى الصدر:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الإرهاب في السعودية!!:
سعاد المعجل
أعطوا مجلس الحكم العراقي فرصته:
يحيى الربيعان
أنـــا كذاب:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الحريات الصحافية في دبي
لماذا غابت عن " جوائز الحرية " ؟:
ناصر يوسف العبدلي
الديمقراطية والمجتمعات المتخلفة!:
عامر ذياب التميمي
أخبار مقلقة من السعودية:
د. محمد حسين اليوسفي
الديموقراطية في العراق: أعطوهم بعض الوقت:
خالد عايد الجنفاوي
الالتفاف على الديمقراطية في الكويت:
علي محمد البداح
الموقف!!:
عبدالله عيسى الموسوي
العلاقات العراقية - الكويتية:
حميد المالكي
التيار السلفي الجهادي:
صلاح الفضلي
بازار الاغتيالات في العراق!:
بدر عبدالمـلـك*