تقدم خمسة من أعضاء المجلس بشأن تعديل اللائحة الداخلية للمجلس حيث تطرق التعديل الى الأمور التي تشكل حساسية لدى الحكومة من خلال ممارسة الأعضاء لدورهم الرقابي وبهذا التعديل الخطير سيتحول المجلس الى مجلس "طرمان"، فبعدما عجزت السلطة عن تنقيح الدستور أتت من خلال نواب الشعب ودفعتهم لتقديم الاقتراحات التي تقيد الحريات، ألم يتذكر مقدمو الاقتراح السوابق لدى السلطة عندما زورت الانتخابات عام 1967 وحلت مجلس الأمة في 1976 وكان عنوان الحل هو الأمر الأميري بتنقيح الدستور؟ وانفردت في عام 1980 بتقسيم الدوائر من 10 الى 25 التي نعاني منها اليوم وحلت مجلس 1986 وانفردت بالسلطة لوحدها كل هذا ماذا يعني هل هو إيمان بالدستور والديمقراطية وعندما عجزت عن ذلك كله حركت بعض الأعضاء الذين تناصرهم وتدعمهم بالعمل على تعديل اللائحة الداخلية كما فعلت في المجلس الماضي حيث تم تغيير الجلسات من أسبوعية الى كل أسبوعين وكذلك تقديم موعد الميزانية من يوليو الى شهر أبريل، عمليا لم ينجح هذا التعديل بل تضاعف عدد عدم انعقاد الجلسات وحتى الأحداث التي تجرى على الساحتين المحلية والإقليمية لا يستطيع المجلس مناقشتها إلا بعد اجتماعه وبذلك يصبح الحديث فيها غير مجد، وأما تقديم الميزانية فقد أدى الى سلق الميزانيات وعدم إعطائها الحق بالمناقشة والهدف الحقيقي هو سرعة انفضاض دور الانعقاد كي يذهب الأعضاء الى إجازتهم السنوية والتي تمتد من شهر يوليو لغاية أواخر أكتوبر يعني أربعة أشهر ومصالح الأمة معطلة أضف إليها الإجازات الأخرى إضافة الى حرمان العضو من الحديث بدل 15 دقيقة الى 5 دقائق خلافا للمادة (82) من اللائحة الداخلية هل من أجل ذلك نريد تعديل اللائحة كما حصل في مجلس 1999 والتعديل الأخطر منه هو الاقتراح المقدم الآن والذي تمت مناقشته كي يتم تحويل المجلس الى مجلس مفرغ من أدواته الدستورية وكان الأشد غرابة في أثناء المناقشة هو العضو خالد العدوة عندما قال بأن مجلس 1996 لم ينجز شيئا إلا القليل أما الآن والحمد لله ننجز الشيء الكثير يا خالد كفانا ضحكا على الذقون، في مجلس 1996 كنت ممن تجاوزوا القانون، أستحلفك بالله، كيف حصلت على المنزل المطل على ثلاثة شوارع وأنت لم تدخل القرعة أليس هذا العمل تجاوزا على القانون الذي أقسمت على احترامه وأن تذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله؟ لماذا سكت في مجلس 96؟ لماذا لم تمارس صلاحياتك وتفعل جدول الأعمال من خلال تقديم القوانين والاقتراحات لمناقشتها؟ هل مجلس 1999 و2003 أكثر إنجازا من المجالس السابقة؟ إن الذي نعانيه الآن هو تحالف بعض النواب مع الحكومة لضرب الديمقراطية باسم الديمقراطية وذلك عبر هذه الاقتراحات علما بأن اللجنة التشريعية لم تنظر في باقي الاقتراحات والتعديلات الأخرى المقدمة من النواب على اللائحة الداخلية· هل هذا جاء من قبيل الصدفة أم بترتيب معين؟
لذلك آمل بأن يكون أي تعديل على اللائحة الداخلية للمجلس هو لمزيد من الحرية وإذا لم يكن كذلك وإذا وضعت قيود على العضو سيكون لسان حاله لا تسأل·· لا تستجوب·· لا تتكلم بعدها نقول لا حاجة لنا بمجلس أمة مفرغ من أدواته الدستورية·
yalmubaraki@hotmail.com |