رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 مارس 2007
العدد 1766

حديث الدواوين
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!
خالد عيد العنزي*
al-malaas@yahoo.com

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

            فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

                  أمير الشعراء أحمد شوقي

-1-

نوابنا والاحترام

 

لم نعتد في مجتمعنا الكويتي إلا على احترام الآخرين والتحدث عنهم وإليهم بلغة التهذيب والاحترام والاتزان، لكن بعض نوابنا وللأسف الشديد لم يعتادوا على ما اعتدنا عليه، فخرج خطابهم ولغتهم عن إطار الأدب والتهذيب واحترام الآخرين ودخل في باب التجريح والإهانات والسب والقذف·

وعلى سبيل المثال لا الحصر ما زلنا نتذكر مشكلة النائب سعدون حماد مع إدارة العلاج بالخارج، كما نتذكر مشادات النواب داخل قاعة عبد الله السالم بمجلس الأمة وآخر ما حُرر ما قاله النائب وليد العصيمي لرئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون وعنه متناسياً أخلاقيات نائب الأمة وسلوكه وفرق السن والتاريخ الشخصي لكل منهما، فكيف يتطاول نائب مثل وليد العصيمي على رمز من يتجاوز تاريخه السياسي سنوات عمره؟!

إن نواب الأمة هم أبناء هذا المجتمع أولاً وأخيراً وهم نتاج له، ومجتمعنا والحمد لله بعيد عن ممارسات بعض هؤلاء النواب بفضل ما تربينا عليه من عادات وتقاليد كويتية وعربية وإسلامية علمتنا على الدوام أن لا نجرح أحداً أو نسبه أو نشتمه وأن نربأ بأنفسنا دوماً عن المهاترات والمشاحنات التي غالباً ما تخرج البعض عن أطوارهم ليتجاوزوا الخطوط الحمراء أخلاقياً وأدبياً ويدخلوا المنطقة السوداء في الخطاب السياسي وحتى الاخلاقي· وهو ما لم يتعلمه بعض نوابنا أيضاً أو تعلموه وخالفوه·

فغالباً ما يكون الخروج على لغة الخطاب والحوار السليمة هو شلل العقل وعجزه عن التفكير بالمحاججة بعد تلقيه صدمة معلومات أو حقائق من الخصم تفقده القدرة على الرد بالحجة السليمة وبالمنطق، لينفلت اللسان بالألفاظ الجارحة بعد غياب رقابة العقل عليه، فنصل لما وصل إليه بعض نواب الأمة من سلوك لا يتقبله العقل والمنطق ولا المجتمع·

 

-2-

القدوة والأخطاء

 

يفترض بنوابنا أن يكونوا قدوة ومثالاً أعلى لشبابنا وللأجيال، في الممارسة السياسية وفي السلوك الأخلاقي والاجتماعي أيضاً، داخل قاعات المجلس كما خارجه، وكونهم نواب الأمة يلقي على عاتقهم مسؤولية إضافية ويجعلهم عرضة للحساب المضاعف والتشهير بتصرفاتهم وسلوكهم أكثر من غيرهم لان الإعلام وحتى الناس يضعهم تحت المجهر بسبب عملهم في الشأن العام، الذي جعلهم شخصيات عامة أكثر منهم أشخاصاً·

وبالطبع فإن مجتمعنا لا يقبل سلوك بعض نوابنا كما يرفض أي سلوك خاطئ لأي شخص عادي، لكن المجتمع وأفراده يتوقفون عند سلوك الشخصيات العامة أكثر مما تستوقفهم اخطاء وهفوات الناس العاديين، ليحكم على أي هفوة من شخصية عامة بأنها جنحة اجتماعية وأخلاقية، وأي لفظ بذئ وسب وشتم وقذف يكون في نظره جريمة يرتكبها من يفترض به أن لا يخرج تحت أي ظرف من الظروف عن مبادئ السلوك الأخلاقي والإجتماعي التي تسود مجتمعنا·

نوابنا هم واجهة الحياة السياسية والاجتماعية ونجوم الصفحات الأولى للصحف ومحل اهتمام وسائل الإعلام وهم دوماً حديث دواويننا بإيجابياتهم وسلبياتهم، ولكن الجانب السلبي في سلوكهم هو الحاضر الأكبر، وهو محط اهتمام الناس أكثر لأنه يكشف شخصية هذا النائب على حقيقتها ويعريها من القشور ليظهر لبها وجوهرها·

 

-3-

النائب معلم

 

منذ البداية يتعلم أبنائنا في البيت مكارم الأخلاق وآداب السلوك  النابعة من عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف وأخلاق أسلافنا العرب، لتتكون شخصيتهم على احترام الصغير للكبير وعلى  الأخلاق العربية والإسلامية·

ومنذ تأسيس وزارة تعنى بتعليم أبنائنا كان اختيار اسم "التربية" سابقاً على التعليم تأكيداً على أن التربية أهم من التعليم نفسه، وأن التعليم بلا تربية هو كتابة على الماء، فأخذت المؤسسات التربوية والتعليمية على عاتقها مسؤولية تربية النشء قبل تعليمه، وجاءت أهمية شخصية وسلوك من يعلم الطلبة ليكون قدوة لهم ومثلاً أعلى وليلفظ جهاز التعليم كل معلم يشذ عن قاعدة كون خلقه سابقاً على عمله وأكثر أهمية منه·

ولا نعتقد أن الشخصيات العامة والنيابية تختلف كثيراً عن المعلم في الواجب والدور، فهم معلمون للصغار والكبار في المجتمع والحياة وإن لم يكونوا يعملون في وزارة التربية، ولأن لكل منصب امتيازات وعيوب وحقوق وواجبات، فإن علينا أن نتشدد في حساب  النواب والشخصيات العامة خاصة إن كان الأمر متعلقاً بالسلوك والأخلاق أكثر منه بالواجبات الوظيفية، لأن من يخرج في سلوكه عن قواعد المجتمع وآدابه وأخلاقياته في قوله أو سلوكه لا يمكن أن يؤتمن على مستقبل الوطن ولا على حقوق الناس ومصالحهم فلينتبه الأخوة النواب والشخصيات العامة إلى أن كل سلوكياتهم وأفعالهم تحت المجهر، وأنهم عرضة أكثر بكثير من غيرهم للمحاسبة الاجتماعية التي يطلقها الناس، والتي هي أقسى وأكثر أهمية من عقوبات المحاكم وأحكامها القضائية، وليعتذر من أساء بشكل علني وصريح بدلاً من الاعتذار في الغرف المغلقة أو المكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ الذي أرتكبوه فالاعتراف بالخطأ فضيلة أولاً وأخيراً مع أن المثل الشعبي يقول القطو العود ما يتربى!"·

 

دبابيس:

 

·    النائب سعدون حماد اعاد مريضاً كان يعالج بالخارج على طائرة خاصة، نقول كثر خيرك يا نائبنا بس من دفع آجار الطائرة 30 ألف دينار وليه"؟!

·    ازدحام مروري قاتل وحوادث أكثر قتلاً، وحياة الناس على المحك، فتحركي يا إدارة المرور وتشددي في عقوبة المخالفين ·

بعض نوابنا السابقين تستهويهم كتابة المقالات لئلا يخرجوا من الحياة العامة، ولنا في السيد حسين القلاف خير مثال على الإصرار على الحضور أينما كان!

·   استشارات وترشيحات وكلام كثير حول الأسماء والمناصب والمحاصصة، وحكومة فلسطين ولدت وحكومة لبنان في المخاض وحكومتنا لم تولد بعد!

كاتب كويتي

al_malaas@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
لاءاتنا الثلاث..
لا إسقاط لقروضنا.. ولا تنازل عن ديوننا ولا ضرائب علينا!
حقيقة آخر أبريل..
بنانا التحتية "خرطي"... والغرقة قدرنا!
أبراج الكندري وبدعة الشطي.. وأشياء أخرى!
بذاءة إلكترونية أخلاقية وسياسية ..ولا مسؤولية!
أسماء ومحاصصة
..وإصلاح!
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!
نصيحة الأمير طلال... وديمقراطيتنا
طوفتنا الهبيطة... نحن وأشقاءنا الأشقياء!
دواوين الظل ولوبيات الناخبين.. ونواب بوطقة!
دفاعاً عن نائبنا "الصعلوك"
مسلم واللئام.. ونحن وأربعينية صدام
كي لا ننسى حقوقنا..
قراءة كويتية على هامش إعدام صدام
وزراء "كيد" ونواب "دجة"
..واستجواب بالثلاثة!
كى لا ننسى... "سي سمعة".. تنقيح الدستور وتربيط العصاعص والجولات!
نحن والسيد وايت وخارطة السعادة
الكويتيون بين النصف الفارغ و "المليان"!
الإسلامويون "وشعبولا"
اليمن السعيد ومسرحية تنحي العقيد
قطر.. الجزيرة وشبه "الجزيرة" ودبلوماسية الاتجاه المعاكس
 

صراع الحضارات والقيم العالمية:
علي حصيّن الأحبابي
أنا مش معاهم!:
سليمان صالح الفهد
السيناريو الأصعب:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
القضية وآباؤها الجدد!!:
سعاد المعجل
بين الشيخ والمواطن:
على محمود خاجه
"الديرة رايحة... يا فلان":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
حيلة كليوباترا...:
الدكتور محمد سلمان العبودي
دبي.. هي الرؤية المستقبلية:
د. محمد عبدالله المطوع
كما نتمنى يا حكومة ويا مجلس الأمة:
محمد جوهر حيات
هيبة القانون والقدوة:
محمد بو شهري
الوطن ومسؤولية المواطن:
المهندس محمد فهد الظفيري
الحي القديم لا يموت:
مريم سالم
معنى التجربة:
د. فاطمة البريكي
الجرح النازف:
عبدالله عيسى الموسوي
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!:
خالد عيد العنزي*
فراشة مبتسمة تطير من شدة الفرح:
د. لطيفة النجار