رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 مارس 2007
العدد 1766

���� �������
من منا لا يعود بذاكرته إلى تلك المرافئ المطلة على ضفاف الروح والتي تسمى "الفرجان"، الأحياء القديمة التي احتضنت باكورة الصبا، وتغلغلت عميقا في مساماتنا، ونحتت ملامحنا برمالها الطيبة، ورسمت فوق جباهنا غيوما حالمة غمرتنا بحبها حد الهوس بها والخوف عليها، كلما لاحت ذكريات الطفولة تتسرب المرارة فتجتاح الزمن الحاضر لندرك بشاعة الاقتلاع من منابتنا وكأنها صفحة طويت دون استئذان،
قلمــــي
لا يخفى على المواطن المراقب للساحة السياسية بتحركاتها أو على المواطن اللامراقب لهذه الساحة وما فيها من تحركات وحركات (فاقت) السطح كما يقال··· وبما تمر به من إرهاصات ومراهقات سياسية عديدة تصل إلى حد الجنون في الممارسات السياسية سواء كانت نابعة من السلطة التشريعية أو تلك السلطة الغلبانة المغلبة لهذا الشعب، وهي السلطة التنفيذية، هذه الحكومة (المستقيلة)
في الأسبوع الماضي نشر في الصحف اليومية موضوعان في غاية الأهمية، الموضوع الأول الذي قرأته في صحيفة الوطن كان يتعلق بمحمية سمو أمير البلاد والمدعوين الذين تلقوا ورقتين تظهران إرشادات الدخول وتؤكدان خطر المساس بالطبيعة أو الإضرار بالكائنات الحية فيها، وأيضا ضرورة تقيد المركبات بالطرق المخصصة لها، إلا أنه من المؤسف حقا أن معظم من تواجد في تلك المنطقة لم يتبع التعليمات المطلوبة منه حسبما جاء بالخبر!
إنّ التاريخ البشري منذ ظهور الإنسانية على وجه الأرض قد سطر ألوانا عديدة من الصراع في طياته. فالصراع في حد ذاته شيء قديم لدى الإنسان· وصفحات التاريخ تزخر بكثيرٍ من الحروب التي جرت البشرية إلى الويلات وشلالات الدماء نتيجة صراعات بين أبناء البشر أنفسهم، صراع حول البقاء و السعي نحو القوة و الثروة.
قبل أن أبدأ بالإشارة إلى بعض الممارسات والسلوكيات التي لا تعجبني من بعض أبناء الأسرة الحاكمة، أود أن أبين بأنني أكن لأبناء الأسرة الاحترام والتقدير شأنهم شأن سائر البشر، ولأننا في الكويت أو ما تبقى من الوجه الجميل للكويت فإننا نقول آراءنا بصراحة دون أن نخشى لومة لائم ما دام نقدنا من باب الحرص والسعي للأحسن بعيدا عن الشخصانية والتجريح، عموما هو رأي قابل للصواب والخطأ وليس تعميما بأي شكل من الأشكال.
"إن هذا الدين متين فأتوه برفق" (حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
* لا أذكر آخر مرة دخلت فيها دار السينما·· لكن النقاد في مصر المحروسة حرضوني على مشاهدة فيلم "أنا مش معاهم" لكونه يتمحور حول ظاهرة التطرف الديني واللاأخلاقي على حد سواء! بمعنى أنه يعالج التطرف بتجلياته كلها!
آفاق ورؤيـــة
الحكومة القادمة ستكون أمام مفترق طرق: إما الانسجام مع المجلس والتعاون معه أو استفزازه والصدام به.
كل ذلك يعتمد على تشكيلة الحكومة القادمة·· الكتل السياسية التي قابلت رئيس الحكومة أوضحت له رأيها في التشكيلة وبينت أن هناك بعض الوزراء لا ينبغي أن يعودوا إلى الحكومة وإلا فإن عودتهم تعني الصدام.
بين الحين والآخر يطرح البعض العديد من التساؤلات حول التحولات الاجتماعية ـ الثقافية وبالتالي السياسية في المجتمعات العربية وفي الخليج العربي، ولعل تلك الحالة أو الحالات تؤكد على أن التغييرات على مدى نصف قرن من الزمان، وفي ظل العوامل العديدة سواء كانت داخلية أو خارجية، أو تعود إلى عامل اقتصادي، أو اجتماعي أو سياسي،
كنت قبل أيام في إحدى مؤسسات التعليم في الدولة، وبعد أن أنهيت ما جئت من أجله، جلست في مكان مخصص للانتظار، أنتظر زميلتي التي جاءت معي لإنهاء بعض المعاملات، كنت أتأمل المكان، فقد غدا مختلفا جدا عما كان عليه في السابق، كانت ردهة الانتظار واسعة، نظيفة، مرتبة، وكان المكان، على خلاف الماضي، لا يخلو من فخامة، ولمسات اعتناء واضحة·· جالت في ذهني الخواطر وأنا أتأمل المكان..
جميل أن يعيش كل إنسان تجربته، والأجمل أن يتعلم من كل تجربة شيئًا جديدًا· لكن الناس يختلفون في هذا الأمر؛ ففي الوقت الذي تمثل إحدى التجارب نقطة انطلاق لشخص ما في اتجاه المستقبل، وموجهًا لخط سيره نحو الأمام، قد تمثل التجربة ذاتها لشخص آخر محطة انغلاق وانكفاء على الذات، وموجهًا لخطواته الحياتية المقبلة نحو الوراء.
حديث الدواوين
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أمير الشعراء أحمد شوقي
-1-
نوابنا والاحترام
لم نعتد في مجتمعنا الكويتي إلا على احترام الآخرين والتحدث عنهم وإليهم بلغة التهذيب والاحترام والاتزان، لكن بعض نوابنا وللأسف الشديد لم يعتادوا على ما اعتدنا عليه، فخرج خطابهم ولغتهم عن إطار الأدب والتهذيب واحترام الآخرين ودخل في باب التجريح والإهانات والسب والقذف.
لدينا، والحمدلله، نظام حكم مستقر منذ مئات السنين ولم نسمع أن هناك ثورات أو صراعات أو محاولة انقلابات قد حصلت خلال فترة حكم الأسرة ونتمنى ألا تحصل - اللهم إلا بعض المطالبات والمناوشات التي حدثت خلال حقبة معينة وكانت كلها تطالب بالديمقراطية وعدم التفرد بالحكم والحفاظ على الدستور وأن الحكم للشعب..
"عندما تغرق السفينة تهرب الفئران"!
هكذا علق أحدهم، ضاحكا، على قرار الحكومة البريطانية على لسان رئيس وزرائها توني بلير خلال كلمته في جلسة مجلس العموم البريطاني نهاية الأسبوع الماضي بسحب 1600 جندي بريطاني من جنوب العراق على أن يتبعهم 3000 جندي آخر في نهاية هذ العام.
قضيتنا المركــزية
بالرغم من مرور عدة أشهر على انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وما صاحبه من إخفاقات هائلة للجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على مواجهة مقاتلي حزب الله في المواجهات البرية، واستمرار انهمار مئات الصواريخ على عشرات المدن الإسرائيلية حتى لحظة وقف إطلاق النار رسميا، بالرغم من كل ذلك، إلا أن القضية لا تزال تأخذ حيزا في الوضع السياسي والإعلامي والعسكري الإسرائيلي.
بلا حــــدود
منذ إعلان دولة إسرائيل في العام 1948·· والعرب لا يتحدثون إلا في قضيتهم الأم: القضية الفلسطينية!! الجميع كان يتحدث ويتشدق بدوره في الإصرار على التمسك بالقضية الأم·· الجميع وبلا استثناء كان يتحدث في العلن عن ذلك العدو·· لكن الحقيقية أو ما يتحرك منها خلف الكواليس·· كانت شيئاً آخر لا يقارب على الإطلاق الشعارات والخطب الرنانة التي تشتعل حماساً في سماء العلنية!!
قال الحق تبارك وتعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.
وقال الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم: "كما تكونوا يولَ عليكم".
أيها الإخوة الكرام لا يخفى على الجميع الوضع الحالي الذي يعيشه وطننا الحبيب من غياب القرار المواجه للفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي نعيشه جميعا والذي يبدو إما على شكل احتقان أو لا لقرار أو للأسوأ وهو القرار الترضية