رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 30 مايو 2007
العدد 1776

حديث الدواوين
هوامش على حديث دعيج الشمري وقول ما لا يقال!
خالد عيد العنزي*
al-malaas@yahoo.com

-1-

أول الكلام خطأ منهجي

 

قد يكون ما قاله النائب دعيج الشمري حول دور التكتل الشعبي في مجلس الأمة من أنه "يسمع جعجعة، ولا يرى طحيناً" هو خير قول ينطبق على حديثه، فحديث الشمري جاء غنياً بالعناوين وفقيراً بالمضامين وهو هو أشبه برسالة الوزير إسماعيل الشطي الشهيرة دفاعاً عن وزير الصحة السابق حين أضرت ولم تنفع وأدت الغرض المعاكس تماماً لهدفها المنشود، فالحديث أوضح أموراً ملتبسة لطالما أثارت كثيراً من الأسئلة لكن ولسخرية الأقدار جاءت الإجابات لتضر بالنائب الشمري ومن يمثل من حيث قصد هو ومن وراؤه أن ينتفعوا!

يضع النائب الشمري الكتلة الإسلامية بعنصريها الأساسيين الحركة الدستورية والسلف في مواجهة التكتل الشعبي ، ويتناسى أن هناك آخرين من المستقلين وغيرهم ممن يختلفون مع الطرفين وإن كانوا أقرب للشعبي في طروحاتهم وهنا أخطأ النائب خطئاً منهجياً يعبر عن خطأ في الرؤية لا تقف آثاره عنده وحده بل تمتد لمقاربة كتلته لتوازنات المجلس وتجاهلها لقوى أساسية وفاعلة في المجلس والشارع الكويتي، لكنه يتضمن اعتراف فعلي بأن لا خطر على الإسلاميين سوى التكتل بمن يمثل وما يطرح فكأن لسان حالهم "أن ماكو بالبلد غير هالولد"!

ولا نفهم ما هو الخطر إن كان كلام الشمري حقيقي في كون التكتل رؤوس بلا قواعد وهو موجود في مجلس الامة وليس في الشارع، ولا أيديولوجية فهل الأيديولوجية هي شرط للتكتلات النيابية يا نائبنا العزيز؟! أم أن كون التكتل "كوكتيل" أكثر منه تنظيم وتشكل مكوناته من سنة وشيعة وحضر وبدو هو ما يزعج الإسلاميين ويعتبرونه طرحاً جدياً منافساً وبديلاً عنهم وعن طروحاتهم؟!

 

-2-

رؤية لا معلومات!

 

لقد أثار الحديث المستفيض للنائب الإسلاموي كثيرا من الجدل والجدال، وفجر ينابيع من المعلومات التي يسلم هو ومن وراؤه بصحتها، في حين يشكك بها الآخرون ويعتبرونها رؤية الإسلاميين وليست معلوماتهم ويستهجنون توقيتها أكثر من مضمونها، فتهجم النائب الشمري على التكتل الشعبي كان متوقعاً ومحسوباً خاصة في ظل الكلام عن تحرك التكتل لفتح دواوين في معاقل الحركة الدستورية والسلف، تلك المعاقل المتحفظة على أدائهم النيابي والسياسي وخاصة في المناطق الخارجية، مما يمثل خطراً داهماً على حاضنتهم الشعبية التي طالما رفدتهم بالأصوات والمقاعد أيضاً!

يطالب النائب المحترم بعدم تضخيم ما جرى في جلسة "الثلاثاء الأسود"، كون ما حدث يحدث في بعض البرلمانات العريقة كبرلماني روما وتايوان، ولا ندري لماذا أغفل ما حدث في البرلمان الأفغاني حين شبهت نائبة "البرلمان بالحظيرة وزملاءها النواب بالدواب" إن لم يكن أكثر، فهل يقبل الشمري بأن يحدث هذا في مجلس الأمة ما دام حدث في أفغانستان؟!

 

-3-

الحركة والسلف·· زواج نصراني!

 

صدق النائب الشمري عندما قال إن ما بين الحركة الدستورية والسلف هو قواسم مشتركة تجمعهما وأن لا خيار للحركة سوى السلف ولا خيار للسلف سوى الحركة، فقال من حيث لا يدري "إن ما يربط الحركة والسلف هو أشبه بالزواج النصراني منه بالتحالف السياسي على مبدأ الشاعر العربي الذي يقول: أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري!"

فالحركة والسلف هما في النهاية أبناء مدرسة واحدة وهما وجهان لعملة واحدة تستخدم الإسلام السياسي منهجاً وخطاباً، فتتقاطعان في الأسلوب والهدف وحتى في تحديدهما للخصوم!

فمخطئ من يحسب أن كلام النائب الشمري هو تمهيد لتحالف انتخابي قادم بين الإخوان والسلف، فقد يصح ذلك لكنه ليس الحقيقة كاملة، وإن قال النائب نفسه إن التنسيق بين الطرفين سيولد اكتساحاً مزدوجاً لمجلس الأمة في ظل انتخابات تجري وفق الدوائر الخمس، وإضافته أن انعدام التنسيق سيجعل وضع الجميع غير مطمئن، فهل هي سياسة العصا والجزرة أم نظرية الترغيب والترهيب أم أنه طرح قابل للنظريتين؟!

 

-4-

"الشعبي" هدف مشروع!

 

يأخذ النائب الشمري على التكتل الشعبي ما أسماه الدفع باتجاه حل مجلس الأمة بهدف خوض انتخابات مبكرة وزيادة عدد أعضائهم في المجلس وبالتالي الحصول على رئاسة مجلس الأمة، وهو ما يتنافى مع كلامه حول الاكتساح السلفي الإخواني للمجلس في حال وجود التنسيق المتوقع، فأين أصاب الشمري وأين أخطأ في طرحه؟! ربما هو نفسه لا يعلم!

فالشمري يقول في مكان آخر من المقابلة نفسها إن تنسيق الحركة والسلف تنسيق أجندات، ويوضح الحركة طلبت من السلف التهدئة وإيجاد آلية غير استجواب الوزير عبد الله المعتوق، وذلك استجابة لطلب سمو الأمير بالتهدئة ومنح الحكومة الوليدة وقتاً كافياً، فهل هذه هي الحقيقة كاملة أم هناك حسابات أخرى خفية؟!

لا يكتفى الشمري بالتكتل الشعبي كمتهم بالتحريض على حل المجلس بل يضيف لقائمة المتهمين نافذين بعضهم من أبناء الأسرة يمتلكون صحفاً ويدفعون باتجاه الحل خدمة لأجندات خاصة ، لكن الغريب اتهامه للشعبي بأن لديه أكثر من أجندة، ولا أحد يمكنه أن يفهم كيف يمكن لجهة سياسية أن تعمل على تحقيق أكثر من أجندة في وقت واحد، في حين أن أجندة واحدة يصعب تنفيذها!

 

-5-

الحركة والصوت العالي!

 

يتهم النائب سمو رئيس الوزراء بالخضوع لضغط أصحاب الصوت العالي وفرض هؤلاء لأجندتهم في استبعاد الوزير اسماعيل الشطي في التشكيل الأخير، علماً أن الشمري نفسه يعترف بأن الحركة طرحت على سمو رئيس الحكومة أسماء غير ملزمة وأنها تخلت عن تحفظاتها حول التشكيل لتسير السفينة، ويتكلم الشمري في المكان نفسه عن بدعة الاستشارات التي جرت قبيل تشكيل الحكومة، فكيف استوى عند الشمري كل هذا الله أعلم!

ويقول الشمري إنه أخبر سمو رئيس الحكومة بأن الحركة قادرة على رفع صوتها أعلى من صوت غيرها وهي قادرة على إزعاج الحكومة، لكنها تهدف للاستقرار السياسي على عكس غيرها، فهل هو تذكير أم تهديد أم استعراض كلامي؟!

 

-6-

الشطي والحركة·· التفسير الأخير

 

أخيراً فسر لنا النائب الشمري تلك العلاقة الضبابية الملتبسة بين الوزير السابق إسماعيل الشطي والحركة الدستورية، فأوضح أن الشطي لم ينسلخ عن فكره وأنه ما زال مرتبطاً بشكل ما بالحركة التي كان أحد أركانها لعشرات السنين ، واعترف أن الحركة هي من رشحته للتوزير فوزر، لكنها عادت وأعلنت أنه لا يمثلها عندما ثارت أزمة الدوائر بسبب رفضه طلب الحركة الانسحاب من الحكومة، ومع كل ذلك حاولت الحركة الإبقاء عليه في التشكيل التالي لكفاءته وإصلاحه، ويا حبذا لو اتحفنا النائب المحترم بشئ من إصلاح الشطي المزعوم الذي لم نر منه سوى دفاعه عن وزير الصحة ومعارضته للدوائر الخمس!

 

-7-

الكتلة الإسلامية·· فتور أم تصدع؟

 

يعترف النائب دعيج الشمري بحدوث فتور وخلاف في وجهات النظر داخل كتلة الـ17الإسلامية، لكنه ينكر وجود تصدع، ويقول إن من الطبيعي وجود الفتور والخلاف في ظل تواتر الملفات المطروحة والأحداث المتعاقبة والمواقف من كل منها، وإن كان الشمري لم يتعرض لما دار حول وجود انشقاق في الكتلة خاصة من جانب الإسلاميين المستقلين (من غير الاخوان والسلف) إلا أن قوله إن الاجتماع الأخير للكتلة ليس سوى اجتماع تشاوري للحركة والسلف يحمل معاني أخرى، فهل تصدعت الكتلة وليس أمام نواتها الإخوانية-السلفية سوى التلاحم، هذا ما ستبينه الأيام القادمة!

دبابيس:

 

·         مجمع الوزارات لا يعترف بهوية المعاقين ويعاملهم كالأصحاء، أين العدالة والالتزام بالتوجيهات؟!

·         بدأ الكلام عن حكومة إنقاذ شعبية يتواتر بين بعض النخب السياسية، يا جماعة وين الفرصة التي طلب بها سمو الأمير؟!

·         جرائم ومخالفات البنغال في ازدياد لكن مصلحة "البعض" أهم من أمن البلاد والعباد!

·         ازداحام مروري رهيب، وحرارة مرتفعة ودوريات تعرقل السير بدل أن تيسره، كل هذا وقيادات المرور نايمة في العسل في المكاتب المكيفة!

·         وزارة التربية تنام آخر العام الدراسي بدلا من أن تستنفر، ولا عزاء للتعليم ولا للتربية!

 

* كاتب وصحافي كويتي

Khaleed_eid@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
لاءاتنا الثلاث..
لا إسقاط لقروضنا.. ولا تنازل عن ديوننا ولا ضرائب علينا!
حقيقة آخر أبريل..
بنانا التحتية "خرطي"... والغرقة قدرنا!
أبراج الكندري وبدعة الشطي.. وأشياء أخرى!
بذاءة إلكترونية أخلاقية وسياسية ..ولا مسؤولية!
أسماء ومحاصصة
..وإصلاح!
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!
نصيحة الأمير طلال... وديمقراطيتنا
طوفتنا الهبيطة... نحن وأشقاءنا الأشقياء!
دواوين الظل ولوبيات الناخبين.. ونواب بوطقة!
دفاعاً عن نائبنا "الصعلوك"
مسلم واللئام.. ونحن وأربعينية صدام
كي لا ننسى حقوقنا..
قراءة كويتية على هامش إعدام صدام
وزراء "كيد" ونواب "دجة"
..واستجواب بالثلاثة!
كى لا ننسى... "سي سمعة".. تنقيح الدستور وتربيط العصاعص والجولات!
نحن والسيد وايت وخارطة السعادة
الكويتيون بين النصف الفارغ و "المليان"!
الإسلامويون "وشعبولا"
اليمن السعيد ومسرحية تنحي العقيد
قطر.. الجزيرة وشبه "الجزيرة" ودبلوماسية الاتجاه المعاكس
 

أبطال المجتمع:
ياسر سعيد حارب
يبدو أن الموضوع أصبح جديا:
الدكتور محمد سلمان العبودي
نشد على يديْ هذا الرجل:
د. لطيفة النجار
الإرهاب النسوي:
عبد العزيز خليل المطوع
جمال عبدالناصر!!:
سعاد المعجل
تكفير الناس وقتلهم:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
قليل من الحياء:
على محمود خاجه
المجتمع المحافظ والنزعة الفردية:
فهد راشد المطيري
وزارة الشؤون "لا عيون ولا أذون":
المهندس محمد فهد الظفيري
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر:
فيصل عبدالله عبدالنبي
وسائل المعلمين... هي نتائج الطلبة:
علي سويدان
عصابة برتبة مقدم:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
بقاء الجراح جرح... للإصلاح!:
محمد جوهر حيات
59 عاما على نكبة فلسطين (2):
عبدالله عيسى الموسوي
"الأنا" أولا و"الكويت" أخيرا:
د. بهيجة بهبهاني
سراب الإصلاح وحقيقة الفساد:
أحمد سعود المطرود
الامتلاء من أجل العطاء:
د. فاطمة البريكي
هوامش على حديث دعيج الشمري وقول ما لا يقال!:
خالد عيد العنزي*