في قديم الكويت··· أيام الأجداد رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته كانت "الكويت" ومصلحتها فوق كل اعتبار··· لدى كل مواطن··· مهما بلغت مكانته الاجتماعية ومهما كانت حالة جيوبه مليئة أو فارغة· كانت مشاعر وأحاسيس المواطن متجهة جبريا تجاه وطنه، والمحافظة عليه والدفاع عنه بالنفس والولد والمال·
كان المجتمع حينها آمنا مطمئنا لأنه يعرف يقينا بأن هناك من يحمي حقوقه ويدافع بقوة وإصرار عن المال العام··· فلا أحد حينها كان يتجرأ على "الاختلاس" من هذا المال، ولم يكن أحد ذا ضمير غائب يدافع عن المجرم أو السارق، لذا كان الجميع يعمل بأمانة وإخلاص ووفاء لأجل هذه الأرض الطيبة، والدليل على ولائهم للكويت وانتمائهم لها فقط أن لا مصالح شخصية تتحكم في اتجاهات الأفراد، والاتجاه إجباري وإلزامي نحو مصلحة الكويت أولا وأخيرا، وتاريخ الكويت يشهد تكاتف شعب الكويت من الحضر والبدو، ومن السنة والشيعة، ومن الأغنياء والفقراء في الذود عن أرضها والدفاع عنها بجهودهم الموحدة·
إن ما يحدث حاليا في مجلس الشعب، وأمام أنظار حكومتنا الرشيدة من إساءة للكويت، وطعنات في مواقع مختلفة من جسدها لهو دلالة أكيدة على انحراف المسار وتغيير الاتجاه من حب الكويت إلى حب للذات ومصلحتها الشخصية، وإرضاء لهوى النفس ولهفة شديدة وتنافس عنيف نحو ملء الجيوب بالمال العام دون اعتبار للكويت ولمستقبلها ولأجيالها القادمة·
إن دستور الكويت أوجد مجلس الشعب وهذا الدستور يوجهنا ويدير دفة سفينة حياتنا ويفرق الحق عن الباطل ويميز الخير من الشر، فلماذا لا نلجأ إليه كحكم عادل يفصل في القضايا التي باتت تهدد الأمن والاستقرار في بلدنا، وتنخر كالسوس في الصرح الشامخ لهذه الأرض الغالية التي بذل الأجداد والآباء النفيس والغالي من أجل أن تستمر في البقاء وتدوم للأبد، حرة مستقلة يتمتع بخيراتها الأبناء والأحفاد·
إن المواطن بات يفتقد المصداقية، للحكومة والمجلس ولا يدري أين الحقيقة، ولا يدرك ما هو الصواب، فالضباب يلف الكويت، والرؤية معدومة، والكل يعمل من أجل نفسه أولا والكويت أخيرا· والأوفياء والمخلصون من أبناء الشعب يدعون الله عز وجل ليل نهار أن يهدي الحكومة والمجلس لخير "الكويت" وليس لخير "الذين باعوا أنفسهم للشيطان"··· والله يستر!
bshm7000@hotmail.com |