رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 30 مايو 2007
العدد 1776

دوي الأفكار
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

هناك قاعدة مهمة في عملية الإنجاز والتطور تعرف بقاعدة 80/20، ولقد ألفت كتب عديدة حول هذه القاعدة، من أهمها كتاب "مبدأ 80/20" و كتاب "الحياة من خلال طريقة 80/20" تأليف ريتشارد كوتش· وهي من القواعد التي استفادت منها المجتمعات المتقدمة وحققت تطورا كبيرا بفترات قصيرة·

وهذه القاعدة موجودة في التراث الإنساني بتجليات متعددة، ولكن من الذين سلط الضوء عليها بشكل قوي ولفت لها الأنظار، هو الاقتصادي الإيطالي "فيلفريدو باريتو" عام 1895م حين لاحظ أن الناس في مجتمعه ينقسمون طبيعيا إلى (قلة حيوية) وهم قمة الـ 20% في مجال المال والنفوذ، و"كثرة غير حيوية" وهي تشكل 80% من القاع·

وقد لوحظ أن مبدأ "باريتو" ينطبق على الكثير من المجالات على مستوى المهام وليس فقط نوعية الأفراد، وهذا يعني أن لو كان لديك عشرة مهام يجب أن تؤديها، فإن اثنتين منها سيكون لهما قيمة أكثر بكثير من الفقرات الثماني الأخرى مجتمعة· وكذلك على مستوى الأفراد، ففي بعض الأحيان لديك 10 موظفين، ولكن اثنين منهم ينجزون ويحققون نتائج لها قيمة أكبر من نتائج الموظفين الثمانية·

وبعيدا عن مسألة الأرقام والنسب فهي ليست دائما 20/80 بل ممكن أن تكون 10/90، أو 15/85···إلخ وذلك حسب المجال والموضوع والأفراد والمجتمع، ولكن الخلاصة المهمة من قاعدة 20/80 هي أن هناك في الكثير من المجالات سواء على مستوى البشر أو العلوم أو الإنجازات أو النظريات وغيرها ، قلة لها تأثير كبير، وكثرة لها تأثير قليل، ولذلك يجب البحث والتركيز على هذه القلة ذات النتائج الكبيرة وليس على الكثرة ذات النتائج الهامشية، وذلك يعني أن الجميع في مختلف المجالات يستطيعون تحقيق الكثير عن طريق بذل القليل من الجهد، وذلك من خلال معرفة وتطبيق أفضل القوانين والأسباب في الكون لتحقيق أفضل النتائج بمنتهى السهولة وأقل جهد وتكلفة، وعند قيامنا بذلك يستفيد الآخرون مما نقوم به·

وعلى سبيل المثال لا الحصر، لاحظ على مستوى الكتب، نجد أن بعض الكتب يحدث تأثيرا أكثر من ملايين الكتب، وعلى مستوى النظريات لاحظ أن هناك الكثير من النظريات السياسة والاقتصادية قد طرحت، ولكن نظرية "ماركس" كان لها تأثير على أكثر من ثلث العالم في زمن ما، ولاحظ أن النظرية الرأسمالية وبسبب التطور الذي حل بها استطاعت التأثير على أغلب العالم الآن، وعلى مستوى الأفراد لاحظ أن السود في أمريكا بالملايين في زمن العنصرية، ولكن "مارتن لوثر كنغ ومالكم إكس" استطاعوا توعية المجتمع الأسود في أمريكا كي ينالوا حقوقهم كاملة، وعلى مستوى الاختراعات، نلاحظ وجود الكثير من خريجي الجامعات في حقل العلوم في زمن "أديسون"، ولكن "أديسون" استطاع إنارة العالم ودفع العملية العلمية للإمام من خلال اختراعاته ، والأمثلة كثير وبمختلف الحقول حول أفراد استطاع الواحد منهم أن يؤثر بالتاريخ الإنساني بشكل لم يستطع الملايين من البشر إحداثه·

والسبب أن هناك أشخاص يركزون على ما يمكنه أن يحدث تأثير إيجابي كبير، وهناك من يرضخ للأمر الواقع والروتين السلبي ويقبل بما هو موجود، فيتبنى أموار ويقوم بأعمال لا تغني ولا تسمن· والمشكلة التي تجعل مجتمعا ما لا يتطور، هي انشغالهم في المهام الأقل ضرورية وتركك المهام التي تعتبر بالقمة وذات النتائج المبهرة والكبيرة، وخاصة إذا حدث ذلك على مستوى التخطيط العام للدولة وعلى مستوى التعليم والمناصب والإدارات والبرلمان وغيرها، فماذا سيحدث غير التراجع والانشغال بما لا ينفع·

يقول المفكر الأمريكي بريان ترسي: من أهم الأسئلة كلها لإنجاز التأثير الشخصي: ما هو الشيء الذي تستطيع فعله، وإذا فعلته جيدا يمكن أن يحدث تغييرا حقيقيا في حياتك ؟"·

على ذلك نستطيع أن نفهم لماذا في جلسة مجلس الأمة التي تناولت قضية سرقة المال العام، والتي حدث بها الهرج والمرج، لماذا البعض كان يركز على قضية وأفراد بالتحديد، ولماذا البعض كان يريد إدخال الجلسة بقضايا هامشية، والسبب بسيط بعد أن وضحنا قاعدة 80/20، وهو أن هناك من سراق المال العام إن سقطوا وأدينوا وحولوا للنيابة وصدر حكم ضدهم، فسوف يسقط الكثير من السراق وممن يعتبرون من رؤوس الفساد على كافة الأصعدة مثل ما تسقط أحجار "الدومينو"، وكذلك أيضا اختيار قضايا معينة وإثارتها سوف تعطي نتائج كبيرة، فهناك أفراد سقوطهم في أيدي العدالة يعطي نتائج إيجابية للبلد بشكل لن يحدثه لو سقط 1000 شخص من السراق الصغار وممن خالفوا القانون، ولكن سقوط أشخاص معينين ويعتبرون رؤوس الفساد الكبيرة سوف يقضي على الفساد من الجذور، وهذا هو المهم، فإن سقوطهم سوف يسقط معه الـ 1000 من أبطال الفساد، وأما عدم سقوطهم فسوف يفرخ مفسدين دائما·

لذلك من المهم جدا التركيز في عملية الإصلاح على هذه الأسئلة:

ما هي القضايا التي إن أثيرت وعولجت فسوف تحدث تغييرا إيجابيا كبيرا في البلد ؟ ومن هم الأفراد المتهمين بالفساد الذين إن ركز عليهم وحولوا للقضاء وأدينوا فسوف يحدث ذلك تغييرا إيجابيا في البلد ؟ ومن هم الأفراد الأكفاء الذين إن وضعوا في المناصب المناسبة ذات التأثير الكبير فسوف يستطيعون تطوير البلد للأفضل وجعلها بلد العدالة والفضيلة والأمن والرفاهية؟ ومن هم الأفراد الذين إن أزيحوا عن مناصبهم فسوف نقضي على الفساد وثقافة مخالفة القانون؟ وماذا نستطيع أن نفعل كي يتحقق ذلك؟

فعلينا الانتباه من الذين يحاولون إشغال الرأي العام في ألف قضية وقضية، وكلها مجتمعة لا تدفع عملية الإصلاح خطوة واحدة للإمام، ويغض الطرف عن القضايا التي الواحدة منها إن عولجت فسوف تدفع عملية الإصلاح أميالا إلى الأمام وسوف تعطي نتائج إيجابية كبيرة·

machaki5000@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

أبطال المجتمع:
ياسر سعيد حارب
يبدو أن الموضوع أصبح جديا:
الدكتور محمد سلمان العبودي
نشد على يديْ هذا الرجل:
د. لطيفة النجار
الإرهاب النسوي:
عبد العزيز خليل المطوع
جمال عبدالناصر!!:
سعاد المعجل
تكفير الناس وقتلهم:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
قليل من الحياء:
على محمود خاجه
المجتمع المحافظ والنزعة الفردية:
فهد راشد المطيري
وزارة الشؤون "لا عيون ولا أذون":
المهندس محمد فهد الظفيري
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر:
فيصل عبدالله عبدالنبي
وسائل المعلمين... هي نتائج الطلبة:
علي سويدان
عصابة برتبة مقدم:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
بقاء الجراح جرح... للإصلاح!:
محمد جوهر حيات
59 عاما على نكبة فلسطين (2):
عبدالله عيسى الموسوي
"الأنا" أولا و"الكويت" أخيرا:
د. بهيجة بهبهاني
سراب الإصلاح وحقيقة الفساد:
أحمد سعود المطرود
الامتلاء من أجل العطاء:
د. فاطمة البريكي
هوامش على حديث دعيج الشمري وقول ما لا يقال!:
خالد عيد العنزي*