كعادتها السنوية، أصدرت منظمة العفو الدولية في 23/5/2006م تقريرها السنوي حول وضع حقوق الإنسان في العالم، وقد وجه التقرير في أجزاء كبيرة اللوم لممارسات الحكومة الإسرائيلية بحق الأبرياء في فلسطين المحتلة واتهم الجيش الإسرائيلي - استنادا الى شهادات وتحريات موثقة - بقيامه بارتكاب أعمال قتل دون وجه حق وأن الجنود الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال يتمتعون بصفة عامة بالحصانة من العقاب·
واتهم التقرير المستوطنين الإسرائيليين المدنيين بقيامهم بهجمات عديدة على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدن وقرى الضفة الغربية حيث قاموا بتدمير المحاصيل الزراعية ولوثوا خزانات المياه· كما أشار التقرير لوجود حالات تعذيب في السجون الإسرائيلية·
ومن جهة أخرى، اتخذت نقابة عمال كندا ونقابة أساتذة الجامعات البريطانية ونقابة عمال جنوب أفريقيا التي تمثل قرابة 1,2 مليون عامل قرارات تندد بممارسات الإرهاب الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الأبرياء واتهمت الحكومة الإسرائيلية بأنها تمارس سياسات تمييز عنصري لا مثيل لها·
وقد جاء في بيان لنقابة عمال جنوب أفريقيا: (أن أقطاب نظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا كانوا سيخجلون أمام تفوق الإسرائيليين عليهم في مضمار التمييز العنصري وأن الشعب الفلسطيني في هذه الأوضاع الحرجة يستحق التضامن الدولي وليس من المعقول أن يظل العالم يتفرج بصمت على ما تقوم به إسرائيل من ممارسات)·
هذه المواقف المشرفة وغيرها العشرات تؤكد لنا أنه لا يزال في هذا العالم لسان حر ينطق بالحق ولا يرتعب من هيمنة الأحادية القطبية الجاثمة على العالم اليوم والداعية بشكل سافر لسياسات الإرهاب الإسرائيلي التي تمارس بكل جرأة وعلانية وبصورة يومية على مرأى من العالم الذي يدّعي بأنه متحضر ومدافع عن حقوق الإنسان·
ختاما، السؤال الذي يطرح نفسه أين دور النقابات والجمعيات المهنية الشعبية في عالمنا العربي مما يجري في فلسطين؟ يبدو أنها فضلت السير في ركب حكوماتها· |