المشكلة أن الاتفاق والتوافق إن لم يكن مكتوبا واضحاً له بنود وشروط وآليات تنفيذ ومدة يصبح معيبا بعدم الالتزام به وتنفيذه والاختلاف والرجوع إلى الوضع السابق عليه، لأنه بكل بساطة غير ملزم لأطرافه فما بالك إن كان هذا الاتفاق وهذا الإجماع وهذا التكتل وقتياً، فقط بانتهاء قضية الدوائر فلو تم تعديل الدوائر وأقرت الخمس دوائر عندها سينتهي كل شيء وسنبدأ من جديد وسنعاني من كل المشكلات السابقة من بعض التيارات التي تقف مع الحكومة وتستفيد من تحالفها معها ولنا في ثلاثين عاما مضت مثال ولنا موقف واضح لا يحتاج لدليل في أنها كانت علاقة مصلحية·
هذه التيارات هي من سيرجع إلى قواعده السابقة سالما بعد تحقيق هدف مصلحي بحت اجتمعت فيه لأول مرة مع القوى الوطنية الديمقراطية ومع شباب "نبيها خمس"·
لا نختلف في أن تعديل الدوائر هو بداية للإصلاح ولكن الإصلاح لا يتحقق إلا بوجود نواب إصلاحيين يحملون رؤى وأفكار وبرامج إصلاحية وإرادة جادة لإصلاح الأوضاع في البلد أما إذا اختزلنا عملية الإصلاح الكبيرة في تعديل الدوائر وكل يعود لدياره القديمة "فلا طبنا ولا غدا الشر" وبمعنى آخر يجب أن يستمر التكتل متماسكاً وتكون له برامج وأهداف يسعى لتحقيقها لا تنتهي بانتهاء قضية الدوائر "قلت لصديق يا ليت نستنسخ النائب الوطني أحمد السعدون قال لي ليش؟ قلت يا أخي أخاف عليه بعد عمر طويل إنشاء الله من سيكون في المجلس ومن سيمثل الشعب ومن سيصدح بكلمة الحق ومن سيحقق طموحات وآمال الشعب ومن سينعش معه أوقات المهرجانات الخطابية والندوات الشعبية المؤثرة والأوقات العصيبة والجميلة ومن سيدافع عن قضايا الكادحين والمظلومين والفقراء"·
كل شيء جميل في وطني يجب أن يستمر والسعدون جميل في مواقفه وقدراته ومبادئه ويجب أن يستمر·
"أبو شميس" مواطن بسيط يملك مزرعة دفع دم قلبه حتى استطاع تحقيق حلم امتلاكها من اقتراض من البنوك وتوفير وعمل إضافي وأقساط لعدة شركات، طلب مني أن أكتب عن معاناته مع توفير "الشعير" لأغنامه في المزرعة وهو يطالب فقط بالدعم الذي لم يستلمه منذ عدة شهور ومنا الى الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ادعموه!
nayef@taleea.com |