رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 رجب 1426هـ - 31 أغسطس 2005
العدد 1693

دوي الأفكار
لبس الفرو مقلوبا
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

يقول الإمام علي (عليه السلام) واصفا حال الفتنة التي أحدثتها مجموعة من المسلمين في زمنه: (··· ولُبس الإسلام لُبْسَ الفرو مقلوبا)·

من المعروف أن الفرو إن لبس بالشكل الصحيح فسوف يدفىء لابسه ويعطيه منظرا جميلا، ولكن إن لبس مقلوبا فسوف يسبب الحكة للجسم ويعطي لابسه منظرا مخيفا أو على الأقل منظرا مقززا· فقد ظهر الإسلام جالبا معه السلام مع اسمه، محررا للعبيد صانعا من مجتمع جاهل ليس به قانون ولا حقوق للإنسان، مجتمعا عزيزا يقدر العلم والكفاءات ويرتقي بالإنسان في شتى المجالات والحقول وبه قانون يحمي حقوق الجميع بمختلف دياناتهم وأعراقهم وتنوعاتهم، وهذه حال كل الديانات السماوية السابقة تأتي لتنهض بالمجتمع وتخرجه من الظلمات الى النور، ولكن بعد مرور فترة من الزمن من وفاة نبي هذا الدين تبدأ تدخل على هذه الأديان التحريفات وكل صاحب قوة يدخل رأيه وتوجهه وخلفياته بالدين غصبا ليجعلها ضمن الدين فمن خالفها خالف الدين، وتبدأ بداية الانهيار لهذا المجتمع حتى يأتي من يرجع الناس لأسس الدين الحقيقية التي جاء بها نبيه وفي هذه المرحلة سوف تظهر عدة فئات كل منها يقول إنه صاحب المنهج الأصيل الذي جاء به النبي وغيري هم أصحاب البدع· وهنا تبدأ تتشابك الأفكار والتيارات، ولذلك القرآن وضع عدة قواعد لمعرفة الصحيح من الدخيل، فقال: (بشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) إذا هناك عدة آراء  يجب الاستماع إليها بتمعن لتمييز الأفضل منها وهناك حرية اختيار، ولكن أصحاب منهج الغلبة لا يمتثلون لهذه الآية فهم يريدون فرض رؤيتهم الدينية والسياسية والفكرية بالقوة ومن خالفهم ولو كان صاحب حجة قرآنية يُتهم بالعلمانية تارة وبالليبرالية تارة أخرى أو من أصحاب الضلال والبدع، وإن كان صاحب رأي مقنع اتهم بأنه منافق عليم اللسان أو مدلس يشرح الآيات والأحاديث بطريقة لا تعبر عن مقاصدها الحقيقية· وأصبحت ظاهرة جديدة الآن حيث إن كثيرا من الأحاديث التي تعتبر صحيحة ويستفيد منها الباحثون عن الحقيقة وفضح الفكر التكفيري  الدخيل على الإسلام، بدأ يظهر بعض الأشخاص تحت مسمى عالم بالحديث فيضعف كل حديث ممكن أن يكون حجة قوية ضده، بل حتى قضايا التاريخ التي استدل بها كثير من الباحثين وبخاصة الليبراليين منهم قام بعض خصومهم بطرح أمر عجيب لتضعيف كتب التاريخ هذه فقالوا إن هذا المؤرخ (حاطب ليل)!· فأصبح الأمر كالتالي من كان من المؤرخين كتبه تصب في صالح ما نتبنى يكون ثقة، ومن كانت كتبه تطرح ما يفسد ما نتبنى ويقوي حجة خصومنا نتهمه بأنه (حاطب ليل) وضعيف ومدلس وليس ثقة ومخدوشا في عقيدته·· إلخ·

شيء عجيب، فما كان يعتبر قبل 100 سنة صحيحا أصبح اليوم بقدرة قادر ضعيفا، والعكس، بل إن من كان يعتبر من أهل البدع ومات في سجنه بسبب اتفاق علماء عصره على انحرافه، أصبح بقدرة قادر اليوم هو من تروج كتبه وأفكاره وأعجوبة العصر والزمان وهو صاحب العقائد الإسلامية الأصلية الخالية من البدع والشرك!·

نقول إن المجتمع إذا لم تكن به حرية بحث وطرح وتعدد آراء بشكل يطلق عليها فعلا تعدد وحرية، فليس من الغريب أن نرى يوما من الأيام أفكار الزرقاوي المنبوذة اليوم والتي يحاربها العالم أجمع أن تصبح هي الأفكار الصحيحة والنموذج الذي يجب أن يحتذى به، وكأن الحال يقول إن من بيده القوة هو الذي يفرض رأيه ويعتبر الدين الصحيح حتى لو خالف القرآن سوف يجدون له ألف مخرج ومخرج ليبرروا آراءهم كما هي الحال اليوم من تشويه لصورة الإسلام من خلال ممارسات الإرهاب التكفيري الذي قلب الحقائق والمفاهيم ولبسوا الإسلام لبس الفرو مقلوبا·

- في "جريدة الرأي العام" 22/8/2005 ورد خبر حول (كلية الشريعة ترسل وفودا الى أوروبا لنشر الاعتدال في الإسلام ونبذ العنف)! يتساءل كثيرون هل نجحت كلية الشريعة في نشر الاعتدال ونبذ التطرف في كلية الشريعة نفسها قبل أن نسأل عن نجاحها على مستوى الدولة حتى تريد نشره في أوروبا؟! نترك الجواب لأصحاب النظرة الواقعية وليست العاطفية، فواقع طلبة وأساتذة الكلية وما يطرحون وما يحملون من فكر كفيل بإعطائك جوابا واقعيا·

machaki@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

إرهاب بصره.. حديد!:
أحمد حسين
وللعراق دستوره:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الهندسة المجتمعية!:
عامر ذياب التميمي
العراق الشقيق في خطر محتدم:
محمد بو شهري
الطويل....بين المطرقة والسندان!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الدستور الأمريكي:
د. محمد حسين اليوسفي
سمعة الوكالة:
عبدالخالق ملا جمعة
"دلال" القطاع الخاص:
ناصر بدر العيدان
شهالحچي يالطبطبائى:
على محمود خاجه
التعويض!!:
عبدالله عيسى الموسوي
صنع في الكويت... خطوة ناجحة في درب الاقتصاد الناجح:
محمد ناصر المشعل
لبس الفرو مقلوبا:
فيصل عبدالله عبدالنبي
زيادة في الأسعار وغش في الإعلان:
المحامي نايف بدر العتيبي