رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 رجب 1426هـ - 31 أغسطس 2005
العدد 1693

إرهاب بصره.. حديد!
أحمد حسين

لا أعتقد أن المقاومة، مقاومة أي محتل لأرض غيره، عمل إرهابي، ولكن ما يحدث من اختلاط وخلط الآن على صعيد السياسات وأجهزة الإعلام، يكاد يساوي بين أناس ظلموا فهبوا لإزالة الظلم، وأناس دخلوا المعمعة لخلط الأوراق وجعل المظلومين ظالمين، والمعتدى عليهم معتدين، فاتخذوا أزياء وشعارات المقاومين، وحاكوا أعمالهم ولكن في الأمكنة الخطأ، وفي هذا الخلط والتخليط، تشير الأدلة الظرفية على أن تاريخ تشوبه نضالات الشعوب من أجل حقوقها بدأ يكرر نفسه بأساليب أكثر حدة في أيامنا هذه·

لقد ألفنا في الماضي، قبل أربعين أو ثلاثين سنة، أن تزج قوى العدوان والاحتلال في الساحات المناضلة بمنظمات "تتطرق" في أطرحاتها، بل وتزايد على المناضلين وبرامجهم، وتتمكن من الداخل، وتسحب العمل النضالي الى ساحات غريبة عليه تنفر الناس منه، وتحول مسيرة النضال الى مذبحة لا يعرف فيها الإنسان من هو العدو ومن هو الصديق·

هذا المشهد يكاد يتكرر بأساليب متطورة لا يمكن أن تخطر إلا ببال إلا الأبالسة، تضاف إليه قدرات إعلامية (شاشات فضائية، عابرة للقارات، تتلاعب بالعقول وفق تقنيات ماهدة، فهي تصنع له بسيول جارفة من الصور والأفواه والضجيج "واقعا" افتراضيا على أنه هو "الواقع"، وتفصله تماما عن أي واقع ملموس وحقيقي يمكن أن يكون مرجعا للتفكير والموازنة·

هذا "الواقع المصطنع" في الفضاء، لا حيث يعيش الناس ويفكرون ويتناسلون ويتألمون ويفرحون، يضع معاييره ووسائل التمييز الخاصة به، فهذا "إرهابي" وذاك "مناضل من أجل الحرية" وتلك "ديكتاتورية" وتلك "ديمقراطية"·· وهكذا· مرجع كل هذا بالطبع هو معجم صناع هذا "الواقع المصطنع" وليس معجم الناس أجمعين، فحتى الجمعية العامة للأمم المتحدة، المفترض أنها تمسك بيدها المرجعية، لم تعد لكل معاجمها قيمة أو وزنا·

وحتى حين يعود الفرد منا الى نفسه ويحاول التمييز، بين ما هو "مقاومة" مشروعة و"إرهاب" أعمى، يجد نفسه منساقا رغم أنفه الى معايير وتعابير "الواقع المصطنع"، واقع يشبّه له فيه كل شيء· فكل شيء شبه ولا أصل هناك حتى وإن حاول البحث عن الأصول لا الأشباه، هناك بالفعل شاشة "إرهاب" يخيل لنا أنها عمياء ترتفع أمام كل فعل مقاوم حقيقي، فلا يرى الناس المقاومين إلا عبر هذه الشاشة· ولكي يكون الممثلون على هذه الشاشة حقيقيين نجد لهم أسماء عربية أو إسلامية وصفات ونسبا وصورا وأفعالا واقعية لا يستطيع أحد إنكار وجودها· إن المطلوب، وفق أفكار صناع هذه الشاشة والممثلين عليها، أن تنعكس صور المقاومين الحقيقيين عليها وترتد الى أبصار ومدارك الناس، فيتحول كل فعل مقاومة، وهذا هو المقصود، الى فعل إرهابي، يماثل ما يقوم به الممثلون على الشاشة·

الإرهاب ليس أعمى كما قد يتخيل بعضنا، وبخاصة الإرهاب الدائرة عجلته الآن، بل هو إرهاب مبصر له أهداف يخدمها، ويسعى للوصول اليه، صحيح هو آلة، ولكن من يدير هذه الآلة يعرف لماذا يديرها ويحركها ويمولها ويجند لها أكثر وسائل عصر التقنية مهارة ونفوذا·· مقاومة الفقراء هي هدف السحق والتدمير، فابحثوا عن وسائل عصرالتقنية وأسلحتها ومن يملكها، تعرفون من يحرك هذه الآلة المبصرة·

�����
   

إرهاب بصره.. حديد!:
أحمد حسين
وللعراق دستوره:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الهندسة المجتمعية!:
عامر ذياب التميمي
العراق الشقيق في خطر محتدم:
محمد بو شهري
الطويل....بين المطرقة والسندان!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الدستور الأمريكي:
د. محمد حسين اليوسفي
سمعة الوكالة:
عبدالخالق ملا جمعة
"دلال" القطاع الخاص:
ناصر بدر العيدان
شهالحچي يالطبطبائى:
على محمود خاجه
التعويض!!:
عبدالله عيسى الموسوي
صنع في الكويت... خطوة ناجحة في درب الاقتصاد الناجح:
محمد ناصر المشعل
لبس الفرو مقلوبا:
فيصل عبدالله عبدالنبي
زيادة في الأسعار وغش في الإعلان:
المحامي نايف بدر العتيبي