رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 3 ربيع الآخر 1426هـ - 11 مايو 2005
العدد 1677

بلا حــــدود
كوني جميلة.. واصمتي
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

مع تنامي حدة الطرح لقضية حقوق المرأة السياسية، هذا الطرح الذي اجتاح منطقة الخليج بشكل عام في الآونة الأخيرة، يبرز أكثر من سؤال حول هذه القضية، أهمها وأكثرها جرأة على الإطلاق، السؤال المتعلق بهوية المرأة ودورها الاجتماعي والذي شكله مزيج من التقاليد والأعراف، والرؤية الدينية والفكرية·

بداية تجدر الإشارة هنا الى أن الحق السياسي للمرأة يتضمن في أساسه إعلانا عن دور جديد لها، بخلاف الأدوار المعهودة في المجتمعات الخليجية بشكل خاص، وفي هذا الدور أمور يخشاها الرجل، كما رأينا في منطق المعارضين للحق السياسي للمرأة·

وبما أن القضية ساخنة الآن، فإن الفرصة لتسخين قضية المرأة بشكل عام هي فرصة لا يجب التفريط فيها، وأعني بقضية المرأة هنا، القضية من مختلف الزوايا·· لأن في معالجتها الشاملة يكمن العلاج الحقيقي لكل قضايا المرأة المعلقة والمعقدة، والتي يرتبط أكثرها بمفاهيم وتقاليد آن الأوان لكي نتوقف عندها ونتحاور بشأنها بصورة موضوعية وناضجة·

الحديث عن دور سياسي للمرأة سواء انتخابا أو ترشيحا يعني وكما ذكرنا مسبقا خروجا عن أدوارها المألوفة والتي رسختها عادات وتقاليد راسخة في جوهر البنية المجتمعية، تساندها في ذلك قراءات خاطئة للدين وللنهج المحمدي، فأغلب الذين يعارضون اليوم حقوق المرأة السياسية، هم من الذين لا يرون للمرأة دورا بخلاف كونها أماً أو زوجة أو أختاً، وهؤلاء تربكهم أطروحات لسيدات اخترقن المألوف، وخرجن من رداء المرأة التقليدي، ولم يستسلمن للأدوار التي سنها المجتمع بتقاليده وأعرافه، فهم لا يستسيغون ما تطرحه مثلا سيدة كالدكتورة نوال السعداوي ولا ما تكتبه مفكرة مثل فاطمة المرنيسي ليس لأن هاتين السيدتين تتحدثان عن حقوق المرأة السياسية وإنما لأنهما امتلكتا الشجاعة لرفض أدوار المرأة التقليدية·

النقد الذي يوجهه المعارضون للدكتورة نوال السعداوي ليس نقدا لفكرها، ولا لكتاباتها - على الرغم من أن ذلك ما يشير إليه المنتقدون في نقدهم للدكتورة - وإنما هم يرفضون بل يخشون فيها ذلك الخروج الجريء عن صورة المرأة المدونة في ذاكرتهم، "المرأة الصورة" التي تخشى أن يشيب شعرها، أو أن يتغير مظهرها، المرأة التي لقنتها التقاليد ضرورة أن تكون جميلة حسنة المظهر طوال الوقت لأن دورها يملي عليها ذلك·

هنالك في مجتمعاتنا سيدات أثبتن جدارتهن في مجالات كثيرة وتصدرن مهام ومسؤوليات حساسة، لكن ذلك لم يعف غير المتزوجات منهن، ذنب أو تهمة البقاء بدون زواج، لأن مقاييس المجتمع ومعاييره لا ترى في إنجاز المرأة - مهما بلغ حجمه - أهمية إذا ما تجاوز ذلك الإنجاز دورها التقليدي كزوجة وأم·

ليست هذه دعوة لنبذ الزواج، وإنما هي دعوة لإعادة رسم أدوار أخرى للمرأة بخلاف ذلك· أدوار تؤهلها لأن تكون عالمة أو خبيرة أو وزيرة ومن دون أن تلاحقها نظرات المشفقين لعدم خضوعها لشرط المجتمع الأول، أي في أن تكون زوجة وأما، وتلك مسألة لا يشرّعها قرار فردي لأمرأة وإنما يرسخها يقين مجتمعي بأدوار متعددة للمرأة، يقين ينعكس على أدبياتنا التي تتفنن في ترويج صورة يتيمة للمرأة محظور تجاوزها أو إنكارها، بأن تكون زوجة وأما جميلة وصامتة·

suad.m@taleea.com

�����
   

لا عقل.. ولا طبيعة!:
أحمد حسين
كوني جميلة.. واصمتي:
سعاد المعجل
بعيدا عن السياسة:
محمد بو شهري
لا دستور جديد:
المحامي نايف بدر العتيبي
معاناة شعبية:
مسعود راشد العميري
مأزق الإصلاح في الكويت!:
عامر ذياب التميمي
التراكض صوب أسواق المال:
د. محمد حسين اليوسفي
استراتيجية شارون:
عبدالله عيسى الموسوي
جماعاتنا الإسلامية سبب.. وليست السبب!:
ناصر بدر العيدان
ما أهمية النصح وكيف يمكن إيصاله الى من نحب؟:
د. سعاد الفضلي
العنف:
فيصل أبالخيل
العقود الحكومية تحت المجهر:
عبدالحميد علي
ممارسة مشروعة للتغيير.. ولكن!:
عبدالخالق ملا جمعة