رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 3 ربيع الآخر 1426هـ - 11 مايو 2005
العدد 1677

جماعاتنا الإسلامية سبب.. وليست السبب!
ناصر بدر العيدان
neidan@kockw.com

وأنا أتناول وجبة العشاء، شدتني جريدتي المدللة "القبس" فجلست أتصفحها واخترت مقالتين لتشاركاني وجبتي السريعة تنتقد المقالتان الجماعات الإسلامية ودورها في تنمية الإرهاب في هذا البلد·

وكما هي عادة المتعصبين، يسيسون الموقف لصالحهم، ويقومون المعوج على حساب خصومهم، وهذا خزي وإن كان لسانه ينطق بالحق والإنصاف ولا شك أن إلقاء التهمة تهمه بحد ذاتها، فليس من الإنصاف أن يتهم الكتاب الليبراليون الإسلاميين المعهودين عندنا بالصلاح بأنهم سبب الإرهاب الحاصل بالكويت·· دون دليل!

وأنا هنا سأتحدث عن موقد شرارة الإرهاب في هذا البلد، لكن للأسف لا أجد أحدا أتكلم عنه! لأني لا أملك دليلا، هذا هو الإنصاف إن صدقنا أنفسنا، والتأويل دون دليل كارثة إن شككت بالنوايا وبوطنية الإسلاميين أو الليبراليين على حد سواء·

أنا أعرف "مخيمات" الإخوان، وأعرف "لقاءات" السلف، وتحدثت مع "مجاميع" التبليغ والدعوة، وسمعت عن "طرق" الصوفية·· في الكويت، أنا أعرف كل تلك التجمعات إن صحت التسمية، وأعرف ما هو همهم، وأعرف أن أطمحهم سياسيا هم "الإخوان"، وأعرف أن لكل من هذه التجمعات تاريخه سواء كان في البلد أو في خارج البلد·

وأعرف تاريخهم كذلك، ومنبع أفكارهم، وقصص نشأتهم، ثقافة قادتهم، ومناهج دعوتهم، أعرف إنجازاتهم وطموحاتهم، أعرف مثالبهم وسلبياتهم، وملخص معرفتي بهم، أنهم على الهدى جميعا، إن شاء الله، لكن هناك جهل!

نعم إن صدقت نواياهم، فأنا لا أعلم منهم إلا حسن النية جميعا بلا استثناء، لكن ينقص بعضهم التخصص، وبعضهم يسيء للعمل الخيري دون قصد بسبب الجهل! وهنا مدخل التهمة الذي يجب أن يغلقوه، على سبيل المثال لا الحصر·

ماذا نفسر وجود كشوف انتخابية في لجنة خيرية؟

ماذا نفسر غياب التقارير المالية الفنية عن أرصدة اللجان الخيرية؟

ماذا نفسر توجيه شباب المساجد إلى المقار الانتخابية؟

ماذا نفسر تشريع مبدأ التبرعات الخيرية لصالح مرشح ما؟

ماذا نفسر إلقاء سليمان بوغيث لمحاضرة دينية في جمعية خيرية معروفة؟

هذه استفهامات على أصحاب الشأن أن يقفوا عند حدها ليعلموا أن مواقف مضادة لمثل هذه التصرفات غير المسؤولة·· تولّد إرهابيا محترما! إرهابيا لا يجد في تسييس هذه الجماعات الدينية بحبوحة لفراغه الديني، بل بالمقابل يجد إحساسا وتوجها لاستغلال ديانته لأغراض قد يكرهها، فوجد بالمقابل من يعبىء فراغه الديني بالجهاد والعنف و"محاربة" الطاغوت! خارج هذه الجماعات المعروفة طبعا·

لا ليست الجماعات الإسلامية الكويتية وحدها هي السبب·

لكن على الجماعات الإسلامية التي تحظى باحترام كل كويتي على هذه الأرض، أن تزيد من كفاءتها في إدارة العمل الخيري ولا تركز على السياسة فقط لأن لذلك تأثيرا على مصداقيتها وعلى أعضائها· إن الجماعات الإسلامية في الكويت جماعات مسالمة بكل ما تحوي الكلمة من معنى، وأنا أحمل سوء إدارة هذه الجماعات لمواردها·· الحكومة! نعم الحكومة هي السبب مرة أخرى!

لو أن الحكومة فتحت مثلا مجمعات خيرية لوزارة الشؤون، في كل منطقة مجمع، وتقوم بفتح أفرع لجميع الجمعيات الخيرية داخل هذا المجمع الخيري، لكان أفضل في إدارة أموال التبرعات ومراقبة الأنشطة التي تحدث داخل هذه اللجان في مختلف المناطق السكنية، لتكون تحت نظر الحكومة قبل أن تشك بأداء الجماعات أو الجمعيات الخيرية، وإن كنّا نثق في أداء هذه الجمعيات، لكنا نشك بكفاءتها بالقدر الإداري المطلوب·

أما الجماعات "المستترة" أو غير المنطوية تحت جمعية مشهرة، فأنا أدعو وزارة الأوقاف الى تبني أنشطتها والاعتراف بها وتعيين من يمثلها لتتحرك بمعية الوزارة وتحت مظلتها الرسمية، وتشدد إشراف الوزارة على جميع أنشطتها، وليس بالضرورة أن تكون تحت جمعية خيرية، على الحكومة أن تفتح لهم مجالاتها ومواردها·

ورغم أن أحلامي هذه لن تتحقق، لأن وزارة الأوقاف هي نفسها "تلك" الجماعات الإسلامية، فإن الحكومة ستظل غائبة عن أنشطة وفعاليات تلك الجماعات· اطمئنان الحكومة لهذه الجماعات في محله "سياسيا" لأنها بالفعل جماعات مسالمة، لكن اطمئنان الحكومة "إداريا" لها ليس في محله البتة! والحكومة نفسها تملك الأدلة!

علينا أن نعي أن الإرهاب مولود مهجن، وثقافة خليطة، وفكر لقيط، ومنهج مضطرب، قد يولد من رحم تلك الجماعات التي ذكرت، وقد يولد من أرحام أخرى، وإلقاء التهمة على تلك الجماعات وحدها ليس في محله، والتاريخ أثبت براءة هذه الجماعات من العمد الى ترويج مثل هذا الفكر، خصوصا جماعاتنا الكويتية·

في الحقيقة تلكما المقالتان اللتان صاغهما الدكتور الربعي وعبداللطيف الدعيج في عدد سابق للقبس "المؤرخ بـ 2/2/2005" أثارتا شجوني لأكتب هذه الخواطر، دفاعا ونقدا للجماعات الإسلامية·

أنا أعلم أن المرحلة صعبة، لكن الأصعب إدارتها· وتهمة الإرهاب ليست بالسهلة حتى نلقيها على جماعات لها تاريخها في خدمة البلد والدفاع عنه، إنها تهمة تهز الوطنية وتطعن بالولاء وتشكك بالعقيدة وتؤثر بالانتماء·

وصعب أن نتساهلها على أي كويتي تربى على هذه الأرض، سواء كان إسلاميا أو ليبراليا، دون دليل قطعي وواضح·

neidan@eng2eng.com

�����
   

لا عقل.. ولا طبيعة!:
أحمد حسين
كوني جميلة.. واصمتي:
سعاد المعجل
بعيدا عن السياسة:
محمد بو شهري
لا دستور جديد:
المحامي نايف بدر العتيبي
معاناة شعبية:
مسعود راشد العميري
مأزق الإصلاح في الكويت!:
عامر ذياب التميمي
التراكض صوب أسواق المال:
د. محمد حسين اليوسفي
استراتيجية شارون:
عبدالله عيسى الموسوي
جماعاتنا الإسلامية سبب.. وليست السبب!:
ناصر بدر العيدان
ما أهمية النصح وكيف يمكن إيصاله الى من نحب؟:
د. سعاد الفضلي
العنف:
فيصل أبالخيل
العقود الحكومية تحت المجهر:
عبدالحميد علي
ممارسة مشروعة للتغيير.. ولكن!:
عبدالخالق ملا جمعة