رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 3 ربيع الآخر 1426هـ - 11 مايو 2005
العدد 1677

لا دستور جديد
المحامي نايف بدر العتيبي
nayefo@hotmail.com

عندما تحدث الفتنة وتقع يسود المتطرفون، وهم كثر ولكنهم ساكنون ينتظرون الوقت المناسب لبث سمومهم وأفكارهم وخطبهم وتجييش الموالين وخلط الأوراق دون مصلحة لوطن أو دين، بل لمصالح مريضة معوقة حاقدة كريهة تؤدي الى تفتيت الوطن وتفريقه الى ملل وطوائف وفرق متحاربة متصارعة تضيع وسط تعاركها وتحاربها مصالح الوطن والمواطن، فلا أمن ولا استقرار ولا حفاظ على النفس البشرية ولا على الأموال والممتلكات ولا مستقبل للأطفال ولا تنمية ولا تخطيط للقادم ولا نظام ولا مسؤولية وتختفي معالم الدول الحديثة ويسود منطق الغاب والقوة والتدمير والثأر والحريق والتفجير والاغتيال، وكل يحشد قوته لمحاربة وقتل أخيه في المواطنة والإنسانية والدين من أجل عين مذهبه وطائفته وقوميته متناسيا كل قواسم الوحدة، ذاكرا تفاصيل تاريخية، أغلبها مزيف، واختلاف لم يكن لهم دخل في حدوثه وأحداث لم تكن من صنع أيديهم بل من صنع غيرهم·

الفتنة الكبرى حدثت بين المسلمين الصحابة الذين حضروا الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفوه، ويعلمون بالدين الإسلامي أكثر منا اليوم وكلهم مؤمنون لكن مصالحهم وأهدافهم وخططهم اختلفت فتصارعوا وهم بشر ليسوا بمعصومين وجل أعمالهم اجتهادات شخصية وفقا لمصالحهم تقبل الصواب والخطأ، ولا يمكن أن ننسى الموروث التاريخي الاجتماعي للعرب الذي لايزال الى وقتنا الحاضر يساهم بفاعلية بردود أفعالنا وتصرفاتنا فما بالك بالعصر المتقدم والموروث الثأري والقبلي والعصبي الذي يبتعد الى تغليب العادات والتقاليد والتعصب على قيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والذي ما زال الى يومنا هذا مسيطرا فالقبيلة والطائفة والقومية والعائلية اليوم هي المتحكمة بقراراتنا وتحركنا وعملنا!!

اليوم على الشعب الكويتي واجب هو ألا ينخرط ولا يستغرق في قراءة التاريخ القديم الإسلامي ويتأثر به وينتج تصرفاته بناء على قراءته واستنتاجه، بل عليه واجب أن يؤمن بالدولة المدنية الحديثة التي يعيشها وعليه احترام الدستور وتطبيقه ونسيان الماضي الذي لم يكن لنا دور به نحن أبناء اليوم، فكل حسب اعتقاده له حرية التصرف فيما يعتقد، وله الحرية في عبادة الله حسب منظوره، وما يعتقده صحيحا، لكن كل هذا مشروط بعدم استفزاز الآخر وتكفيره وإقصائه والإساءة إليه وتحقير معتقده وطريقته·

وما دمنا أمة لا تزال جاهلة ومتعصبة وتغلب العاطفة على العقل فعلينا جميعا احترام رموز المذاهب الإسلامية المختلفة ولا نحتكر الحقيقة ولا نسيء لهم حتى لا نزرع بذور الفتنة والتفرقة والتطرف حتى لو اختلفنا معهم جملة وتفصيلا بل علينا عدم الاستمرار بهذا النهج حتى لو فرض علينا من قبل متطرفينا الذين لهم مصالح في تأجيج الاختلاف، فاحترام المواطنة يحتم احترام اعتقاد الآخر حتى لو كان بوذيا!!

المسلمون في الكويت عليهم ترك التفاصيل وأدعوهم الى حب الكويت والولاء لهذه الأرض الطاهرة وتغليب مصلحة الوطن على مصالح خيالية تأخذ من الخرافة والأساطير والتمويل والزيادة أساسا لضرب وحدة المجتمع، فالكويت يحكمها الدستور الذي ينظم علاقاتنا والجميع يحترمه ويقره فلا تأتونا بدستور جديد·

nayef@taleea.com

�����
   

لا عقل.. ولا طبيعة!:
أحمد حسين
كوني جميلة.. واصمتي:
سعاد المعجل
بعيدا عن السياسة:
محمد بو شهري
لا دستور جديد:
المحامي نايف بدر العتيبي
معاناة شعبية:
مسعود راشد العميري
مأزق الإصلاح في الكويت!:
عامر ذياب التميمي
التراكض صوب أسواق المال:
د. محمد حسين اليوسفي
استراتيجية شارون:
عبدالله عيسى الموسوي
جماعاتنا الإسلامية سبب.. وليست السبب!:
ناصر بدر العيدان
ما أهمية النصح وكيف يمكن إيصاله الى من نحب؟:
د. سعاد الفضلي
العنف:
فيصل أبالخيل
العقود الحكومية تحت المجهر:
عبدالحميد علي
ممارسة مشروعة للتغيير.. ولكن!:
عبدالخالق ملا جمعة