نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر يوم 26/4/2005 دراسة للباحث والمعلق السياسي الإسرائيلي المخضرم (ألون بن) بين فيها رؤية رئيس الوزراء (أرييل شارون) للصراع العربي - الإسرائيلي في السنوات المقبلة حيث استمد الباحث معلوماته من خطابات ولقاءات صحافية كثيرة أجريت مع شارون، ولأهمية مثل هذا المقال التحليلي المعمق فإننا نوجز أهم ما جاء في الدراسة للقارئ العربي ليعرف كيف يفكر الصهاينة في مستقبل الصراع·
- (عمق السلام كعمق الانسحاب): بمعنى أن حل الصراع العربي - الإسرائيلي سيكون ممكنا فقط حين يعترف العرب في حق اليهود الكامل في إقامة دولتهم في أرض إسرائيل وأنه الى حين حصول هذا الاعتراف سيكون التقدم في العملية السلمية بطيئا للغاية·
- (الحقائق على الأرض ترسم الحدود): ويعني أساسا سيطرة إسرائيل على الكتل الاستيطانية الكبرى في محيط القدس والضفة الغربية على أن تكون متواصلة جغرافيا مع حدود الخط الأخضر علاوة على السيطرة على حزام واسع في غور الأردن·
- (وقف الإرهاب أولا): يشترط شارون للتقدم في خريطة الطريق قيام السلطة الفلسطينية بتفكيك كل المنظمات الإرهابية - حسب وصف المعلق - مؤكدا أن شارون وحكومته لن يتنازلا عن هذا الشرط·
- (غزة مقابل الضفة): يؤكد المعلق أن شارون يرى في خطة الانسحاب من غزة وإخلاء المستوطنات فيها ثمن مبرر لقاء رسالة الضمانات الأمريكية التي تثبت - بحسب شارون - سيطرة إسرائيل على الكتل الاستيطانية وأرجأت الانسحاب المستقبلي من (مهد ولادة الشعب الإسرائيلي) أي الضفة الغربية·
- (الهجرة الى إسرائيل): يرى شارون أن أحد الأهداف المركزية للدولة العبرية سيكون استقدام مليون يهودي من دول الاتحاد السوفييتي السابق ومن فرنسا ودول أخرى لتوطينهم في النقب والجليل ومدينة القدس·
باختصار، هذه خطة إسرائيل النهائية للسيطرة على كامل التراب الفلسطيني والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ما استراتيجية الدول العربية لمواجهة المخططات الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكي؟ أم أن الأمر سيقتصر على الركوع المذل على عتبات مجلس الأمن الدولي؟
abdullah.m@taleea.com |