إن إيذاء الإنسان للإنسان قديم منذ ظهور الخليقة على وجه الأرض ومستمر الى ما لا نهاية أينما وجد الأفراد وجدت النزاعات والخلافات نتيجة الفروق الفردية في الرغبات والميول والاتجاهات فيصبح الإنسان عدائيا بطبعه خصوصا ونحن نعيش في زمن أكثر تعقيدا حتى أصبحت الجريمة سمة بارزة في هذا العصر·
لكن أن يتطور الأمر ويصل العنف والإيذاء داخل الأسرة، فهنا لنا أن نتصور حجم الكارثة التي تقع داخل هذا المجتمع الصغير، فشتان بين أب يربي ويعلم ويرعى ويقوم أبناءه وبين أب تصل فيه الإنسانية حد القتل المتعمد الى أغلى وأعز هبة أعطاها إياه الخالق، إذا هناك أسباب معينة دفعت هذا الأب أو الأم الى العبث بهذه الهبة؟!! في اعتقادي أن السبب من الممكن أن يرجع الى أكثر من ذلك على سبيل المثال خروج ذلك الأب أو الأم من أسر مفككة غير صالحة لتنشئة الإنسان، فلم يحصلا على الرعاية الصحيحة في بداية حياتهما فينعكس ذلك سلبا على الأبناء في المستقبل بالإضافة الى أن هذا الأب أو الأم قد يعانيان من اضطرابات نفسية وعقلية وضغوط اجتماعية حتى قبل الشروع في تكوين الأسرة بحيث لا يوجد مكان للتنفيس سوى الأبناء بحجة إغاظة الزوج أو الانتقام من الزوجة والضحية مع الأسف هم الأبناء أيا كانت الأسباب والدوافع وراء السلوك الإجرامي فلا يمكن أن نقدم الأطفال قربانا لمشاكلنا·
إن ثمة أمورا يجب مراجعتها وإدراكها على أنها حقائق من ضمنها أننا لا نعير النواحي النفسية أي اهتمام حتى الحديث عنها يصبح ضمن المحظور الذي يحتمه علينا المعيار الاجتماعي من هنا تنشأ المشاكل الاجتماعية حتى على مستوى الأسرة، ناهيك طبعا عن ضياع المشورة النفسية من الأفراد إما كبرا أو حياء·
obo_mansoor76@hotmail.com |