يقول مارتن لوثر كينج الصغير: "إذا كان أحد الأشخاص يعمل كناسا للشوارع، يجب عليه أن يكنس الشوارع بالروعة نفسها التي كان يرسم بها مايكل أنجلو لوحاته، أو يؤلف بها بيتهوفن موسيقاه، أو يكتب بها شكسبير شعره، يجب أن يكنس الشوارع بكفاءة تجعل الجميع يتوقفون ويقولون: هنا يعيش كناس شوارع عظيم يؤدي عمله كما ينبغي"·
ليت بعض الوزراء يلعب دور المصلح في وزارته فيذكره المراجعون قبل الموظفين فيقولون: هنا يوجد وزير عظيم استطاع إصلاح ما أفسده من قبله، استطاع الإصلاح والتطوير في مرحلة نسمع فيها بهذه المفردات ولا نرى سوى شكل الكلمة وليس تطبيقها، وزير استطاع عزل كل من جاء لمنصبه بطريقة غير شرعية وتعيين من هو كفء قادر على التطوير والبناء، وزير استطاع أن يقول "لا" لكل نائب يطلب منه تجاوز القانون وظلم الكفاءات لتعيين أقاربه وحاشيته أو إعطائهم مناصب لا يستحقونها، وزير استطاع فتح ملفات الفساد والتجاوزات في وزارته وتحويلها للنيابة ومعاقبة المتجاوزين ليشعر الناس أن هناك من لديه الشجاعة للتصدي للقطط السمان، وزير استطاع أن يطبق سياسة حل المشاكل العالقة ووضع استراتيجية واضحة للتطوير والإصلاح وليس تطبيق سياسة الباب المفتوح التي تسمح للمشتكي وصاحب الرأي والاقتراح بالدخول ولكنهم لا يخرجون بنتيجة، وزير استطاع رفع شعار "القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه، والضعيف عندي قوي حتى آخذ الحق له"، وزير لديه فريق مساعد من المخلصين الوطنيين ذوي الكفاءة وليست حاشية من المنتفعين الذين لا هم لهم سوى مصالحهم ومصالح من لف لفهم فتجدهم يهدمون أكثر مما يطورون، وزير استطاع أن يثبت أنه وزير وليس فقط يحمل اسم وزير أو يجلس على كرسي وزير، فهناك من الوزراء من إذا لم تسمح له الظروف بالإصلاح نراه يقدم استقالته بسبب العراقيل التي توضع أمامه، فهذا النوع يذكره الناس دائما بالشجاعة والجرأة في الموقف ولا يسمح أن يكون جسرا لمصالح هذا وذاك، ولكن المحزن أن يستقيل وزير بعد قرارات غير حكيمة مما يجعل ذكراه ليس كما يحب·
في هذه المرحلة أصبح المواطن عندما يسمع عن تغيير وزاري يتساءل: هذه المرة الوزير الجديد من سيعزل من الكفاءات؟ ومن سينصب من الذين ليسوا أهلا للمناصب؟ الكاتب المصري مصطفى أمين يذكر قصة أحد الوزراء المخلصين في مصر بعد أن عزل عن منصبه وحضر عنده الوزير الجديد وطلب منه قائمة بأسماء الموظفين المتميزين الناجحين في عملهم، فأعطاه قائمة أسماء وإذا باليوم التالي نسمع نبأ عزلهم، فعاتبنا الوزير القديم على إعطاء الأسماء، فقال: "إنني أعطيت الوزير الجديد قائمة بأسماء أسوأ الموظفين لأنني أعلم بأنه يريد عزلهم"، فكل وزير كأنه يريد الثأر من الذي قبله عن طريق عزل المخلصين وتعيين أصحاب المجاملات والمصالح الشخصية، نتمنى ألا تكون هذه العقلية لدينا في الكويت·
machki@taleea.com |