في ظاهرة إنسانية تستحق الرصد والمتابعة يتدافع البشر من كل صوب ودين وثقافة بمد يد العون لمنكوبي زلزال تسونامي الذي قتل الآلاف وشرد الملايين وسبب الدمار في مساحة واسعة من دول عدة·
الصورة المأساوية التي خلفها الزلزال المدمر، تقابلها الصورة الإنسانية لشعوب العالم المختلفة والتي تتسابق في مساعدة هؤلاء المنكوبين، هذه المساعدات تعطي دليلا واضحا على أن هناك خيرا في الناس لا بد من التعامل معه مهما كانت الظروف والاختلافات·
فالحروب والدمار والتخريب ليست هي الصفات الأبرز في هذا الإنسان، بل إن الخير والمساعدة وحب الآخر هي صفات مكبوتة في النفس الإنسانية وتحتاج الى يد حنونة لتخرجها الى الواقع·
المساعدات الإنسانية دليل قوي على أن الناس لن تنتظر جزاء ولا شكورا في مساعدة بعضها البعض، بل إنها تتسابق في انتشال الناس من مصائبهم ومشاكلهم وتقوم بكل أريحية على إنقاذهم والتفريج عن همومهم·
لقد سمعنا عن كثير من الرياضيين والفنانين والسياسيين والأدباء والناس العاديين الذين أعلنوا منذ اللحظات الأولى للكارثة أنهم سيقدمون يد العون لهؤلاء الضحايا، وقاموا مشكورين بالدعم المادي الضخم في حالة فريدة في هذا العالم المتصارع، والذي يعمل البعض فيه على إشعال الحروب والخراب والدمار هنا وهناك، ولعل قيام الدول المختلفة بإلغاء الديون أو فوائدها من على كاهل الدول المتضررة لمثال آخر لهذه الروح الإنسانية التي أظهرها زلزال تسونامي· |