رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء غرة ذي الحجة 1425هـ - 12 يناير 2005
العدد 1661

ألفـــاظ و معـــان
الإباء الوطني
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

يلوم بعض أهل الغرب الهند لرفضها قبول المعونات الأجنبية في حالات الكوارث الطبيعية، ويقولون كيف ترفض حكومة بلد فقير يعيش نحو خمس سكانه تحت حد الفقر العون إلا إذا كانت تستهين بحياة مواطنيها، ويتبعهم بعض متعلمي العالم الثالث الذين عودتهم حكومات ظالمة فاسدة على الاعتماد على الغير ومد اليد في كل مناسبة واعتبار كل ما تقدمه الولايات المتحدة وأوروبا كسبا وطنيا، وقد نسي هؤلاء وأولئك أنهم يتحدثون عن أكبر ديمقراطية في العالم، ولو لم يكن هذا الإباء الوطني صادرا عن شعور شعبي أصيل ومنتشر لأسقط الناخبون مثل هذه الحكومة، ولشعوب الهند سابقة شهيرة في هذا الصدد، فحين أعلنت إنديرا غاندي أن حكومتها تفكر في تعقيم الرجال بعد عدد معين من الأطفال كوسيلة للحد من خطر ما كان يسمى "الانفجار السكاني" لم يكتف الناخبون بإلحاق هزيمة نكراء بحزب المؤتمر، وإنما أسقطوا إنديرا نفسها في دائرة معروفة في الهند من قديم كدائرة "بيت نهرو"، وما كان على الزعيمة الشعبية إلى أن تنصاع لرأي الشعب مصدر السلطات وتنزل من جديد الى الشارع السياسي ويقبض عليها في إحدى المظاهرات·· ثم يكافئها الشعب بعد سنتين بنصر انتخابي واضح وتعود إنديرا الى الحكم·· ما أجمل هذه العلاقة بين الشعب وقادته·

والواقع أن الثقافة السائدة في شعوب الهند رغم تعدد أصولها العرقية ودياناتها ولغاتها تعلي مفهوم الاعتماد على الذات· وقد رأيت على شاشة التلفزيون سيدة هندية في إحدى القرى وسمعتها تصف للصحافيين ما قام به أهل القرية من إجراءات واستعدادات: تحدثت عن المتطوعين المحليين وتنظيم عملهم وعن تفتيش المستوصف المحلي للتأكد من كامل قدرته على استيعاب الضحايا·· إلخ ولم يجئ ذكر الحكومة على لسانها إلا في نهاية المقابلة حين أشارت الى إعداد بيان بما تحتاجه القرية منها، كذلك يعد البلد نموذجا للتضامن الكامل في مواجهة الكوارث بين المواطنين وتناسي كل الخلافات والنزاعات السابقة أو القائمة، وقد رأيت أيضا جماهير من الهندوس تحتمي بمسجد من الأمواج العاتية وتلقى المساعدة من المسلمين الموجودين به·

وتفكير المواطن الهندي في هذا الصدد أن وطنه ثاني دولة في العالم من حيث السكان، وخامس دولة من حيث المساحة فكيف لا يستطيع تضميد جراحه وينتظر الصدقة من السويد أو سويسرا (حالة حسن النية) أو من حكومات مغرضة تسعى لمكاسب سياسية الولايات المتحدة، المملكة المتحدة·· إلخ)· حقا إن هذا الوطن فقير (متوسط دخل الفرد 2691 دولار مقابل 3710 في مصر - محسوب على أساس القوة الشرائية) ولكن الإنسان الحق هو الذي يتقاسم أصغر الأشياء مع غيره من الضحايا، حتى لو كان الضحية سائحا أمريكيا، ومن ناحية أخرى قدمت الهند معونات من أشياء بالغة الأهمية لمن تطاردهم أمواج المحيط في الدول الصغيرة المجاورة خير مثال لها السفن الحربية (ومنها سفن مستشفيات) وطيارات الهيلوكوبتر· إنه الإباء الوطني الذي عرفناه في أيام مضت·

�����
   

زلزال تسونامي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
زلزال الشرق.. والبيئة:
سعاد المعجل
امنحوا المرأة الكويتية حقوقها السياسية:
محمد بو شهري
الإنسان البدائي... والنائب الطبطبائي!:
فهد راشد المطيري
الإباء الوطني:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
استحقاقات استقالة وزير الإعلام!:
عامر ذياب التميمي
مقتطفات "إنترنتية" وتعليق:
مسعود راشد العميري
من البحرين الى المنفى(3-3):
د. محمد حسين اليوسفي
"سيسيل مورزا":
عبدالله عيسى الموسوي
هنا يوجد وزير مصلح:
فيصل عبدالله عبدالنبي
نواب ضلوا الطريق:
د. سامي عبدالعزيز المانع
ما لا تعلنه أرقام الميزانية العامة
معايير وقف الهدر:
عبدالحميد علي
دولة عصابات "بوليسية" مع حفظ ماء الوجه:
صلاح مضف المضف
محاولات ذبح القطاع العام لمصلحة من؟!:
عبدالخالق ملا جمعة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية:
رضي السماك