أخبار متلاحقة في الأيام والأسابيع الماضية أثارت شجون وهموم المواطن فيما يتعلق بجهازي الأمن الداخلي والخارجي للبلاد، الخبر الأول يتعلق بتجنيس الداخلية لبعض الإخوة "وفقا للقانون وما تستوجبه المصلحة الوطنية"، والثاني يتعلق بمطالبة عضو مجلس الأمة الموقر وزارة الدفاع بضرورة غض النظر عن السمنة "زيادة الوزن" للمتقدمين الراغبين في الالتحاق في الكلية العسكرية من أهالي الأسرى والشهداء، أما الخبر الأخير فيتعلق بمشروع الداخلية "ايسو - الداخلية" الخاص بتوصيف مختلف الوظائف في الوزارة وتقييمها وتحليلها بهدف مراعاة التخصص لدى قياديي وضباط الوزارة قبل ترشيحهم لتولي أي منصب جديد في وزارة الداخلية، بداية ليس لنا أي تحفظات على تجنيس من يستحق الجنسية ممن ثبت ولاؤه لهذا الوطن أو ممن قدم للوطن خدمات جليلة تستحق التقدير أو من أفراد الأسرة الواحدة التي نصفها مواطنون والنصف الآخر غير متجنسين أو من أبناء المواطنات أو·· فالقضية لدينا تعتمد على الولاء، ما يهمنا بخصوص هذا الموضوع هو عبارة "وفقا للقانون وما تستوجبه المصلحة الوطنية" وهي عبارة مطاطة في قاموسنا الكويتي الفصيح، معظم القوانين لدينا مستباحة "وأولها الدستور" والبعض الآخر يطبق على الضعيف دون القوي والبقية الباقية تكفلت الواسطة و"الاستثناءات" بتجاوزها، ثم أين كانت المصلحة الوطنية طيلة العقود الماضية التي مرت على مشكلة ما يسمى بالبدون؟ ولماذا أصلا توجد لدينا هذه المشكلة من دون خلق الله جميعا؟ ومتى تنتهي هذه القضية بشكل تام؟ عموما نهنئ الإخوة المواطنين القدماء الجدد على نيلهم الجنسية وندعو لهم بالتوفيق، ولن نخوض أكثر من هذا الموضوع أولا للحفاظ على مستوى ضغط الدم، ثانيا حتى لا نتهم بأننا ضد "المساعي الحميدة" ثالثا لأن الموضوع يحتاج لأكثر من مقالة ثم إن مطالبة العضو المحترم المذكورة والتوجه الحكومي الجديد لحل مشكلة البطالة عن طريق التعيين "الكمي" في الجيش وفر علينا الكثير من الكلام واللهم ارحم شهداءنا وفك قيد أسرانا أما تكريم أهلنا ذوي الأسرى والشهداء فهو واجب وتوفير الوظائف لهم واجب ولكن ليس بهذه الطريقة التي تسيء إليهم وللوطن أكثر من أن تقوم بتكريمهم·· وكفى استغلالا للقضية الإنسانية من أجل المكاسب السياسية الضيقة يا نواب الأمة، يبقى موضوع الداخلية الخاص بالتصنيف وأهدافه يبدو أن الداخلية تحاول وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا أمر مطلوب على كل حال تفاديا للقرارات المزاجية غير المدروسة وللحد من حرب الاستنزاف اليومية في شوارعنا "المرور" ولوقف استغلال الوظيفة الأمنية لكن ماذا يستطيع الرجل المناسب عمله إذا جاءت الأوامر من "فوق"، التوصيف والتقييم والتحليل عملية سهلة لكن الأوامر والنواهي والخطوط الحمراء تكاد تجعلها غير فعالة·