رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 ربيع الأول 1427هـ - 19 أبريل 2006
العدد 1724

ماذا يحدث في العراق؟
المحامي نايف بدر العتيبي
nayefo@hotmail.com

لا تكفيريين ولا صداميين ولا هم يحزنون إنها الحرب الأهلية بين العراقيين أنفسهم وقودها السنة والشيعة وتحركها إيران حسب التحاليل والتقارير والمعلومات العربية والعالمية، فالجميع متفق على أن إيران تلعب دوراً سلبياً تجاه كل ما يحدث في العراق، وأنها وراء عملية البطء في السير بالعملية السياسية، وأنها تغذي الطائفية حتى يقال إنها تعمل على جبهتين شيعية وسنية وتضرب الطرفين ببعضهما من أجل أهداف معينة في محاولة الاستحواذ على قرار الطائفة الشيعية العربية، في النهاية تكون هي الملاذ الوحيد لهم والحاضن والداعم عند اشتداد الحرب الأهلية وهي كذلك تستفيد إن هي عطلت المشروع الأمريكي في العراق لا يلتفت إليها بعد إتمام العملية في العراق·

عندما تشاهد صوراً لمخيم قرب الفلوجة أقيم للعائلات السنية النازحة من المناطق الشيعية ماذا يمكن أن تسمي هذا المشهد، هل هوالتعايش السلمي والاستقرار والوحدة بين فئات الشعب العراقي؟ أم أنها مؤشرات قوية للحرب والتصفية والإبعاد والتشريد والتقسيم، وماذا يسمى تفجير الحسينيات والمساجد ومراقد الأئمة والقتل على الهوية، أليست أعمالاً حربية إجرامية داخل البلد الواحد بين شرائح مجتمعه ينتج عنها الموت والدمار والتخريب؟! وهذه هي الحرب الأهلية ليس لها مسمى آخر·

ثم إن كان من يقوم بأعمال التفجير والتخريب والقتل هذه هم الصداميون والتكفيريون القادمون من الخارج حسب اعتقاد البعض إذاً لماذا التقاتل بين الطائفتين في العراق إذا كانوا هم ليسوا وراء مثل هذه الأعمال؟

التجارب أكدت دائماً أن المحاصصة الطائفية التي يتشكل على أساسها النظام السياسي لأي بلد تكون بالتوافق بين مكونات المجتمع "المتحاصص" فما لا يمكن الحصول عليه بالتوافق يتم الحصول عليه بالتقاتل والتصفية والإلغاء، فإذا تم التوافق قد تسير العملية السياسية بعض الوقت، ولكن في النهاية لابد من حدوث الاختلاف الذي لا يحسم بالتصويت في البرلمان ولا في الحكومة حسب نظام المحاصصة الطائفية،إذ لا مفر ولابد من الاتجاه نحو القوة والعنف في حال تعذر الوصول الى حل توافقي يرضي كل الأطراف كما في لبنان والعراق حالياً، فإذا أضفنا إلى هذا بعداً خارجيا والمتمثل في التدخل الإيراني عندها تزداد الفجوة والفرقة بين الطوائف وتحدث الانقسامات على أساس مذهبي وعرقي وهو ما يحدث اليوم في العراق ولبنان بنسبة أقل·

الأكراد ينتظرون وهم أكثر حكمة وحنكة سياسية من عرب العراق، فإذا استقرت الأوضاع، وهذا أمر مشكوك في حدوثه على الأقل في المدى القريب، فهم مساهمون فاعلون في القرار العراقي وإن لم يحدث الاستقرار وفشلت التجربة الديمقراطية فإنهم لن يخسروا كثيراً فمدنهم وقراهم وأراضيهم تتمتع بالأمن والاستقرار وشعبهم متوافق ومتعايش سلمياً· المشكلة في العراق هي انحسار الأحزاب والتنظيمات الحديثة لصالح الأحزاب والتنظيمات الدينية، فالعراق متعدد الطوائف والمذاهب والأعراق لا يبنى إلا على أساس وطني والأحزاب الدينية والمذهبية لابد أن تتقاتل وتتصارع وتكفر بعضها في نهاية المطاف، وبذلك تكون الحقوق بين مكوناته قائمة على أسس مذهبية وعرقية وليست على أسس وطنية تحمي حق المواطن ويتساوى فيها الجميع وتكون لهم  الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها، إن الذي يحدث في العراق هو أن الشيعة يريدون الاستثئار بالحكم والسيطرة بحكم أغلبيتهم والسنة كذلك يدعون أنهم أغلبية وحكموا طويلاً، ولابد أن يشتركوا في الحكم بشكل مباشر وليس ثانوياً أو رديفاً، والأكراد يؤكدون أنهم يمثلون قومية مختلفة لها موقعها ونفوذها بالتالي لها الحق في الحكم أيضا، الكل يريد ويطمح ولهم الحق في ذلك طبعاً ليس على أسس وطنية  وديمقراطية إنما على أساس أعدادهم ومجاميعهم الطائفية والمذهبية والقومية، فالأغلبية الحزبية هي التي تشكل الحكومة في النظام الديمقراطية، إنما القوائم الانتخابية العربية لا تشكل على أسس وطنية إنما على أسس مذهبية وقومية وهذا ما يشكل عائقاً يحول دون التحول الديمقراطي الحقيقي للبلد، ويظل المواطن  العراقي البسيط وقود مثل هذا التوجه الطائفي التقسيمي·

في الكويت نتمنى أن نكون بمنأى عن كل ما يحدث في العراق وعلينا الالتزام والانضباط التام بالوحدة الوطنية والولاء للوطن الذي يسمو فوق كل اعتبار، ولنا في تجربة الغزو الصدامي خير دليل على أننا دون وطن لا نساوي شيئاً، سواء كنا سنة أو شيعة أو عرباً أو عجماً، فالكويت هي الأصل والهوية، ومن دونها لا وجود ولاحياة لنا، وهي مرجعيتنا لا سواها نرجع اليها وقت الشدائد والمحن وهي الحضن الدافئ والرفاه والأمن والخير وقت السلم، الكل يعبد الله "سبحانه وتعالى" حسب معتقده وله مطلق الحرية في القيام بشعائره دون إيذاء لمشاعر  الآخرين ودون تصنع وتكلف ومزايدة ومغالاة، والدستور هو المرجع والقانون هو الفيصل بيننا في حال الاختلاف والتقاضي استُمد من الشريعة السمحاء لا يخالفها وبالتالي علينا احترام القانون وتطبيقه الذي سيؤدي إلى استتباب الأمن والاستقرار والشعور بالرضا والحرية والعدل والمساواة بين الشعب وعاشت الكويت حرة والله يحفظها من شرور الغادرين·

nayef@taleea.com

�����
   

في انتظار "الربعي"!:
سليمان صالح الفهد
شعبية شركة اتصالات ثالثة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
يا أهل العراق تكاتفوا:
محمد بو شهري
حوار من بعيد(5):
فهد راشد المطيري
"الإرهابيات":
د. حصة لوتاه
سيد.. خلاص.. يا سيد!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الهجرة إلى الجنة الامريكية:
د. محمد حسين اليوسفي
اللوبي الصهيوني في أمريكا:
عبدالله عيسى الموسوي
الفساد بين الأمس واليوم:
يوسف الكندري
أزمة صراحة أم أزمة مبادئ:
عبدالخالق ملا جمعة
الجعفري والمهاتما غاندي:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الطرف غير المرئي:
الدكتور محمد سلمان العبودي
ماذا يحدث في العراق؟:
المحامي نايف بدر العتيبي
سؤال نووي!!:
سعاد المعجل
مشاهدات كويتي في الكويت:
عبداللطيف الدعيج