رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 ربيع الأول 1427هـ - 19 أبريل 2006
العدد 1724

في انتظار "الربعي"!
سليمان صالح الفهد

(إن "لا" تقال عن اقتناع أهم بكثير من "نعم" تقال كي ترضي السامعين، أو لتجنب المشاكل التي هي جزء من المسيرة ويجب مواجهتها)·

"المهاتما غاندي"

 

كل فجرية، أشق طريقي صوب الصندوق الأزرق، الذي تقبع فيه صحيفة "القبس"، أتأبطها، وأهرع نحو داخل البيت· ثمة عادة قسرية، أحسب أن العديد من القراء يشاركونني فيها، وهي: قراءة الصحيفة من الصفحة الأخيرة حيث مقالة "بالمقلوب" تتصدر هامتها· احتساء قهوة الصباح، وقراءة ما يدبجه يراع "الساحر" الزميل الصديق الدكتور "أحمد الربعي" باتت استجابة عضوية شرطية (وفق نظرية العالم "بافلوف" في الفصل الشرطي) تتبدى في أن تناول الفطور يستدعي - بالضرورة- قراءة "بوقتيبة" عبر مقاله الشهير "بالمقلوب" تتأخر "القبس" في الوصول الى المنزل، فيتأجل الفطور إلى حين وصولها! أقرأ "بالمقلوب" ولا تنتهي علاقتي بالكاتب والمكتوب بختام فعل القراءة! ذلك أن القارى يظل سحابة نهاره: يهوجس بما قرأه "بالمقلوب"، لأن المقالة: تحرضه "القارىء" على التفكير الشديد بموضوعها، وتقلق مضجعه، وفي أحايين كثيرة، تصحبه الى غرفة النوم متوسدا السؤال الوجودي الأزلي: لماذا؟ السؤال الحاضر دوما في متن "بالمقلوب"، يضطرب بين سطوره، مثيرا علامات الاستفهام والتعجب والاحتجاج والدهشة، والغضب النبيل المسكون بقضايا البلاد، وهموم العباد وطنيا وإقليميا وعربيا، من المحيط الى الخليج· ومن هنا: أقول - جادا - بأن من حق "القبس" وواجبها أن تذيل مقالة "الربعي" بعبارة "تحذيرية" تنوه فيها إلى أن مضمون المقالة وموضوعها "للكبار البالغين" فقط، فضلا عن أنها تتسبب في ارتفاع الضغط، ونسبة السكر في الدم، والصداع النصفي بلى "الربعي"! وغير ذلك من أعراض وأمراض وآثار جانبية تنداح بين السطور "بالمقلوب" من حيث لا يحتسب القارىء! كل أولاد آدم يمرضون، وكان من البديهي أن يكون موطن المرض عند "أبي قتيبة" في رأسه، ودماغه تحديدا! ففي كثير من الأوقات أشعر - كقارىء مريد له - أن المداد الذي يحبر به مقالته، شبه اليومية، معمدة بالدم والدموع، والقلق الخارج من رحم الهم الوطني العربي العام الذي يسكن متنه وسطوره! فتراه من الأوائل الذين يعلقون الجرس في أذن الخطأ والخطىئة، ليس لأنه يروم السبق والأولوية، ولكن لأن بحوزته خاصية الحدس والاستشراف، والاستشعار عن بعد!! وكأنه يتماهى - بمعنى من المعاني- مع طيبة الذكر المهرة العربية الحرة المدهشة "زرقاء اليمامة"! وأحسبني لا أغالي إذا أشرت الى أن مقالاته اليومية تغني خارج السرب، وتسير "بالمقلوب"، وتبحر ضد التيار، وتحدد وتصوغ المزاج الجمعي العام لمريدية "المتورطين" باختيارهم بقراءته، على الرغم من الآثار التي يكابدونها معه وبسببه كما نوهت آنفا! إن حال القارىء والكاتب هنا ينسحب عليهما قول الشاعر "المتنبي":

      ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

                  وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ!

ولا بأس على مريديه من كل التبعات، ما داموا قد ألفوا من الكاتب التحليل الصريح الواضح، الذي يضع النقاط على الحروف دون تردد ولا خشية· الحق ضالته، وصديقه الحميم، الأثير على نفسه الذي يقف في صفه متكئا على الحكمة المعروفة القائلة "صديقك: مَنْ صَدَقِكَ، لا من صَدّقَكْ!" إن عزاء القراء والمشاهدين المريدين "لبوقتيبة" يكمن في إحساسهم بإذن غيابه القسري العابر بإذن واحد أحد، بمثابة استراحة المحارب الذي يترجل عن صهوة جواده هنيهة (كم مقدار "هنيهة" هذه قياسا الى "فيمتو ثانية" بنت العالم "النوبلي" الدكتور أحمد زويل؟!" أيا كان الأمر فإننا نتمنى على المولى سبحانه وتعالى بألا تطول مدة مرضه وغيابه عن مريديه الكثر·· اللهم زد وبارك، فعد إلى مريديك الذين ألفوا حضورك في "القبس" حد الإدمان! ومن نافل القول: بأن الإدمان - بداهة - محمود وصحي، ولذا لا يروم "المدمن" الخلاص منه مطلقا ربما لأن الفكاك منه يكون بالرجوع إليه! ترياقه يكمن في تعاطيه! هذا هو واقع حال المريدين مع "الساحر" كما ينعته أصدقاؤه البدو·

كم هو مؤلم مرور يوم الأربعاء وسط غياب "الأربعائيات" التي يتجلى فيها "الربعي" الأديب الشاعر، المسكون بالشطح والخيال، والحكمة والشجن الشفيف الذي يمس شغاف القلوب بامتياز! إنها تباريح جريح لا تذروها الريح (ومعذرة للسجع المقتحم للسياق من دون تصريح) صريح! يقول مولانا الشيخ إمام، بلسان الشاعر "أحمد فؤاد نجم": مُرُّ الكلام زي الحُسام لكن بيمرّّ، أما المديح سهل ومريح لكن بيضر! وسلامتك···

�����
   
�������   ������ �����
"الله بالخير" بوصلة الهم العام
أنا مش معاهم!
رهاب الاستجواب
"بوعرام" الخطوط الكويتية!
حكاية شاعر عاشق لمصر(2-2)
حكاية شاعر عاشق لمصر
تاكسي الخميسي!
"عروس المطر" وكيمياء التواصل!
"عروس المطر" التي لم يخلق مثلها في البلاد
"فيروسات" التأزيم و"جينات" الحرمنة!
وهذه الفتوة علاما؟!
الطريق إلى دمشق
حمانا جبل لبنان
النداء الأخير!
مولد مولانا.. المونديال!
يصير خير!
المراوغة في لغة المرشحين!
السياحة والإرهاب وقانون الطوارئ!
مصر الحبلى بكل الاحتمالات
  Next Page

في انتظار "الربعي"!:
سليمان صالح الفهد
شعبية شركة اتصالات ثالثة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
يا أهل العراق تكاتفوا:
محمد بو شهري
حوار من بعيد(5):
فهد راشد المطيري
"الإرهابيات":
د. حصة لوتاه
سيد.. خلاص.. يا سيد!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الهجرة إلى الجنة الامريكية:
د. محمد حسين اليوسفي
اللوبي الصهيوني في أمريكا:
عبدالله عيسى الموسوي
الفساد بين الأمس واليوم:
يوسف الكندري
أزمة صراحة أم أزمة مبادئ:
عبدالخالق ملا جمعة
الجعفري والمهاتما غاندي:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الطرف غير المرئي:
الدكتور محمد سلمان العبودي
ماذا يحدث في العراق؟:
المحامي نايف بدر العتيبي
سؤال نووي!!:
سعاد المعجل
مشاهدات كويتي في الكويت:
عبداللطيف الدعيج