رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 3 ذو القعدة 1424هـ - 27 ديسمبر 2003
العدد 1608

اعتقال صدام حسين·· لكل طاغية أجل
نزار حيدر
nazarhaidar@hotmail.com

لن يتعظ الطاغية الذي ألقي القبض عليه في العراق ، صدام حسين، بمصيره، لأنه انتهى والى الأبد، إلا أن الذي يجب أن يعتبر بمصيره ويتعظ بنهايته، هم كل طغاة العالم، ومن هم في طريقهم إلى الطغيان، فلكل طاغية أجل، إنها حقيقة يجب أن لا تغيب عن بال العاقل أبدا·

نتمنى أن يعيد طغاة العالم النظر في أمرهم، ويبادروا فورا إلى الاعتذار من ضحاياهم، ويقرروا حالا تصحيح مناهجهم، أو التنازل عن السلطة، فمهما تجبروا وتفرعنوا، فسيأتي اليوم الذي يفرون فيه من أنفسهم وجرائمهم ومما عملت أيديهم واقترفت بحق الناس، فيتركوا قصورهم الفارهة وجواريهم الحسان وكل الخدم والحشم، ليختبئوا كالجرذان المرعوبة في بالوعة عمقها سبعون قدما، قبل أن يسحلوا يوم يقوم الأشهاد بسلسلة طولها سبعون ذراعا، يوم ينادي المنادي "وقفوهم إنهم مسؤولون"·

العراقيون، ومعهم كل الذين يحبون الحرية ويعشقون الكرامة ويكرهون الاستبداد ويبغضون الديكتاتورية، فرحوا لاعتقال الطاغية، وبهذه الطريقة المأساوية والمزرية والذليلة·

من كان يصدق أن ـ سيف العرب ـ سيلقى عليه القبض في بالوعة مجهولة؟!

 من كان يتصور أن ـ القائد الضرورة  ـ سيعتقل بهذه الطريقة البشعة؟!

قلبي على زملائه الطغاة، وهم يشاهدون  صوره الموحشة والمرعبة لحظة اعتقاله، وكيف أنه يفتح فاهه كالبقرة أمام الطبيب المختص، ليجري عليه الفحص الطبي اللازم·

هل تصور الطاغية الذليل أنه سيعيش يوما ما، كما عاش ضحاياه الذين غيبهم سنين طويلة قي قعر السجون المظلمة، وطوامير المعتقلات؟·

على مدى 35 عاما، ملأ الطاغية الذليل الدنيا، فأقامها بجرائمه ولم يقعدها، ليجد نفسه في لحظة تاريخية، يُستخرج من بالوعة·

لقد ظن وقتها، أن الفلك لن يدور أبدا بعد الآن، وإن الساعة لن تأتي أبدا، وأن الله لن يبعث من في البالوعة والقبور، ظنا منه أنه ملك ناصية الدنيا والى الأبد، ناسيا أو متناسيا أن العزيز الجبار للظالمين بالمرصاد، وصدق رسول الله ـ ص ـ الذي قال وهو الصادق المصدق ـ إن يوم المظلوم على الظالم، أشد من يوم الظالم على المظلوم ـ فاعتبروا يا أولي الألباب، فصدام حسين ليس عبرة من التاريخ حتى تشُكُّوا في روايته، إنه حي يرزق، و··· يعظ·

نتمنى أن نتعلم ـ نحن العراقيين أولا وقبل أي إنسان آخر ـ من نهاية الطاغية الذليل، حتى لا تتكرر ظاهرته مرة أخرى، ونحن على أبواب صياغة معالم عراق جديد، عراق الحرية والكرامة والعزة، لأن صدام ظاهرة،3 وليس شخصا، قابلة للتكرار إذا لم ننتبه إلى عوامل صناعتها·

إن الطاغية لا ينتج نفسه، وإنما ينتجه الناس بسكوتهم عن أخطائه، وتجاوزهم عن جرائمه الصغيرة والحقيرة، حتى تكبر لتملأ البلاد بالمقابر الجماعية·

أقترح أن يصنع من آخر صورة التقطت للطاغية لحظة اعتقاله ـ بشعره الأغبر ولحيته التي عبث بها الزمان فاغرا فاهه ـ  تمثالا عظيما ينصب في بغداد، لنتذكر دائما كيف صنعنا صدام حسين، حتى لا نستنسخه مرة أخرى في عراقنا الحبيب والجميل، والله هو المسدد، وهو الذي يهلك ملوكا ويستخلف آخرين، وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، والعاقبة للمتقين، فهنيئا لكل ضحايا الطاغية يوم أذله الله ، فهل من متعظ؟·

nazarhaidar@hotmail.com  

�����
   

تصريحات في خدمة صدام:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عذق البلح!!:
سعاد المعجل
مجتمع البحرين العزوبي!!:
رضي السماك
الشيوعيون الروس وبكائية غير مجدية!!:
بدر عبدالمـلـك*
اعتقال صدام حسين·· لكل طاغية أجل:
نزار حيدر
نهاية نظام:
يحيى الربيعان
الخروج من النفق!:
عامر ذياب التميمي
"الشــرعية الـدولية":
حمـد الصباح*
ثغــرات:
فاطمة الهاجري*
شارلز، لويس وصدام: التاريخ لا يتكرّر ولكن الأحداث التاريخية تتشابه:
خالد عايد الجنفاوي
يحاكمه علنيا·· العراقيون؟:
د. جلال محمد آل رشيد
هزائم دبلوماسية:
عبدالله عيسى الموسوي
أول دراسة عراقية تنشر للمرة الأولى عن القضية الفلسطينية في خطابات صدام
اعتقال صدام حسين والحقيقة الغائبة:
حميد المالكي
مجتمع البحرين العزوبي!!:
حميد المالكي
التسامح الفرنسي:
كامل عبدالحميد الفرس
الذكرى السنوية الـ 55 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
نقابات اليوم:
المحامي نايف بدر العتيبي