رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 محرم 1425هـ - 10 مارس 2004
العدد 1618

العراق···العلماني؟(1)
نزار حيدر
nazarhaidar@hotmail.com

ليس في العراق الجديد، من لا يحق له أن يدلي برأيه، في أي قضية من القضايا العامة، السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والحقوقية، وغير ذلك، ولكن، في الوقت نفسه، ليس لأحد أن يفرض رأيه على الآخرين، في كل الظروف·

هذه القاعدة لا يستثنى منها أحد، بسبب زيه أو انتمائه أو موقعه الاجتماعي، فإذا كان المواطن العادي يحق له أن يدلي برأي ما في قضية ما، فهل يجوز أن نمنع المرجع الديني - مثلا - من الإدلاء برأيه، في قضية من القضايا، ليس إلا لمجرد أنه يلبس العمامة؟·

حتى أولئك الذين يرفضون اليوم تدخل (رجل الدين) بالسياسة، ظلوا، ولسنين طويلة، يتعاملون معه كرجل سياسة، وذلك طوال فترة عمل المعارضة العراقية، والممتدة أكثر من ربع قرن من الزمن، فهل يعتقد هؤلاء، أن (رجل الدين) هذا، يحق له التدخل بالسياسة فترة النضال السلبي، ولا يحق له تعاطيها فترة النضال الإيجابي؟ وبعبارة أخرى، هل يرونه يصلح للذبح والإعدام والاعتقال والمطاردة والاغتيال، ولا يصلح للسلطة والإدارة، أو على الأقل كرأي في القضايا العامة؟ فيتعاملون معه في مجلس الحكم الانتقالي، ولا يتعاملون معه إذا لم يكن عضوا فيه ؟ أو يتعاملون معه إذا كان ضعيفا مستضعفا، ويرفضون التعامل معه إذا كان قويا مقتدرا؟·

ثم، من أنتم؟ وماذا تمثلون ؟ حتى تحددوا دور الناس ؟ فهذا يصلح للحكم، وذاك يصلح للذبح؟ أنتم تصلحون للقيادة، وغيركم جهلة وأميون لا يصلحون إلا للسوق كالبهائم؟·

حقا، لقد سقط الطاغية الذليل، ليكشف الكثيرون عن حقيقتهم، وما كانوا يخبئونه تحت طيلسانهم، والإمام علي (عليه السلام) يقول ؛ (المرء مخبوء تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه)، وها هي الأيام، تنتزع ما خبأه هؤلاء، تحت طي ألسنتهم عقودا طويلة من الزمن، لتكشفهم على حقيقتهم  و (عش رجبا، تر عجبا)· ما لهم؟ كيف يحكمون؟ وما هو الفرق، إذن، بينهم وبين نظام الطاغية الذليل؟، الذي لم يكن يميز بين مواطن وآخر عندما كان يوزع الموت وينشر القتل وينثر الدم في الاتجاهات الاربعة؟·

لقد حاول النظام البائد أولا إبعاد (رجل الدين) عن السياسة، في الوقت الذي كان يتدخل هو في الدين وشؤونه ومؤسساته وبكل التفاصيل المتعلقة به، ولكنه عندما كان يمر بأزمة ما، كالحرب العراقية الإيرانية وأزمة اجتياح الكويت، وأزمة الحرب مع المجتمع الدولي، كان يسعى لتوظيف الدين و (رجل الدين) لخدمة سياساته وأغراضه أسوأ توظيف، وعندما كانت تعييه السبل، كان يستورد (رجال الدين) من الخارج، ليمرر ما كان يريد قوله على ألسنتهم، كما فعل ذلك فترة إحتلاله للجارة الشقيقة الكويت·

أكثر من هذا، فقد راح يفتتح بياناته وخطبه، بآيات من القرآن الكريم ويختتمها بأخريات، وأكثر، عندما اختار الآية المباركة، (وجئتك من سبأ بنبأ يقين)، لتكون شعار جهاز المخابرات سيئ الصيت، لتزين شارة عناصره الإرهابية، في إشارة إلى استحسان عملهم، كما فعل هدهد سليمان الذي نقل لصاحبه نبي الله خبر الملكة بلقيس التي كانت تعبد وقومها من دون الله·

ولم يكتف بكل ذلك، فأطلق ما أسماه بالحملة الإيمانية التي كانت، ولله الحمد، السحر الذي انقلب على الساحر·

وعندما أراد المرجع الديني (الصدر الثاني مثالا) أن يدلي برأي ما، في قضية ما، أقام النظام الدنيا ولم يقعدها، فهدد وتوعد، ولما لم ينحن الرجل أمام كل تهديدات النظام، اعترضه جهاز الاغتيالات، الذي كان يشرف عليه قصي، ابن الطاغية الذليل، ليمطره برصاصات الحقد الأعمى الدفين، هو واثنين من أولاده الأربعة·

تلك كانت قصة النظام البائد مع الدين ورجاله، فلماذا يتعامل بعض ضحاياه اليوم بالطريقة نفسها؟ وإذا بهم يصبون جام غضبهم على الدين ورجاله، لمجرد أن المرجع الديني قال رأيا في قضية ما؟· 

�����
   

عاشوراء·· يوم اتحد العالم:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
هوامش منيف العراقية:
سعاد المعجل
"مخامط كبار":
محمد حسين بن نخي
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(1-3) :
بدر عبدالمـلـك*
يوميات محمد في المحكمة(1)
"شنو قالوا للحرامي ؟":
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
العراق··
حلبة لتصفية الحسابات:
عبدالخالق ملا جمعة
إجابات باطلة:
يحيى الربيعان
بوش فقط المكرم:
كامل عبدالحميد الفرس
عاهة عربية!:
عامر ذياب التميمي
تحرير وديمقراطية العراق:
المحامي نايف بدر العتيبي
العراق···العلماني؟(1):
نزار حيدر
مدينة علمية كويتية شاملة:
ما المانع من وجود زويل كويتي؟:
خالد عايد الجنفاوي
رعب في "إسرائيل"!!:
عبدالله عيسى الموسوي
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2:
د. جلال محمد آل رشيد
أتحدى أتحدى قناة "المستقلة" أن تكشف عن حقيقتها:
حميد المالكي
مؤسسة شمس الدين للحوار:
رضي السماك
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2:

أتحدى أتحدى قناة "المستقلة" أن تكشف عن حقيقتها:

مؤسسة شمس الدين للحوار: