رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 محرم 1425هـ - 10 مارس 2004
العدد 1618

عاهة عربية!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

وفق الأخ العزيز الشيخ سعود ناصر السعود الصباح وزير النفط الأسبق، سفير الكويت لدى الولايات المتحدة حتى عام 1992، وفق في نشر أوراقه في صحيفة "القبس" والتي أكدت مقدرته على طرح الأمور بصراحة وشجاعة ودون مواربة·· وتؤكد أوراق الشيخ سعود أن احتلال نظام صدام حسين للكويت كان يتوافق مع طموحات لدى بعض الأنظمة والمنظمات السياسية العربية، وليس أدل على ذلك من الدعم الذي حصل عليه النظام العراقي البائد من تأييد أطراف عربية عديدة والتي كشفت من خلال المواقف في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في القاهرة بعد الاحتلال مباشرة في شهر أغسطس (آب) 1990، وكذلك المواقف التي تم التعبير عنها من أطراف عربية سواء من خلال الزيارات إلى بغداد أو من خلال المنتديات والصحف وغيرها من وسائل أو وسائط، ومما يجب أن نؤكد عليه أن الكثير من الأطراف ذات الصلة لا تزال تحمل القيم والمفاهيم التي استند إليها صدام حسين في تبرير الغزو والاحتلال، ولاتزال تحمل القيم والمفاهيم التي استند إليها صدام حسين في تبرير الغزو والاحتلال·· ولا يمكن الاعتداد بالطروحات التي تقول بأن ذلك الاحتلال كان نتاجا لمؤامرة استعمارية أو صهيونية كما يطرح المفكرون العرب أو الكتاب المتأثرون بالقيم القومية والفكر الأصولي في الصحافة المحلية أو العربية·· إذا كان هناك من مؤامرة فهي مؤامرة عربية كما أوضح الشيخ سعود الصباح بجلاء في أوراقه القيمة·· أتذكر جيدا أحد المعارضين في العراق عندما شخص غزو صدام للكويت بأنه نتاج عاهة فكرية يعاني منهاالدكتاتور السابق·· ولم يكن صدام حسين بحاجة إلى ضوء أخضر من ابريل غلاسبي السفيرة السابقة للولايات المتحدة في بغداد، لينطلق محتلا الكويت فهو قد عقد العزم على  ذلك منذ زمن سحيق، وتروي بعض المصادر أن النظام العراقي السابق أو البائد، قد قرر احتلال الكويت بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وربما شجعت تلميحات عربية ودولية القيام بذلك·· ويتذكر الكثير منا كيف أن بعض أقطاب النظام زعموا أن إمكانات العراق المالية والاقتصادية سوف تتحسن بعد غزو الكويت، وقدموا أرقاما وبيانات حول الثروة المقبلة للعراق بعد الاحتلال·· لا شك أن تلك الطروحات تعبر عن رؤية مرضية للعلاقات بين الدول العربية، وبدلا من أن تتوافق الأنظمة العربية حول التعاون والتنمية تتفق أذهان القيادات للاستحواذ على الثروة الطبيعية والأموال السائلة التي تملكها الحكومات والدول العربية الأخرى·· وإذا كان صدام حسين قد نفذ ما كان يراوده من أفكار شريرة فإن هناك أنظمة وقوى عربية لابد أنها كانت تحلم بمثل تلك الأفكار ولذلك أعلنت تأييدها لاحتلال الكويت·

لا ريب أن الكويت قد وفقت بأن ظروف العالم كانت مواتية لتقف الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وتضع حدا للاحتلال ودحر قواته·· كان وجود الرئيس جورج بوش "الأب" والمسز تاتشر في قيادة الولايات المتحدة وبريطانيا مصادفة تاريخية مهمة لنصرة الكويت·· كما أن مشارفة الحرب الباردة على نهايتها واندحار الاستقطاب بين المعسكر الغربي والمعسكر السوفييتي قد ساهما في إنجاز عملية تحرير الكويت·· هذه العوامل لابد أنها عجلت من تحرير البلاد وطوعت النظام العالمي لمواجهة العدوان·· ولو اعتمدت الكويت على ما يسمى بالنظام العربي واعتمدت على تطمينات الأنظمة العربية لكنا حتى يومنا هذا مشردين ولظلت قضية الكويت معلقة دون حل، إن لم يطوها النسيان·· لذلك فإنه ليس من المستغرب أن نكون ممتنين لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها ولدول التحالف التي وقفت مع الكويت وحررتها، كما أن دعمنا لتحرير العراق يمثل استكمالا لتحرير الكويت بعد أن ظلت تلك المهمة غير مكتملة عندما تقاعس النـظام العالمي عن دعم انتفاضة العراقيين في ربيع 1991·

إن الدرس الأساسي الذي يجب أن نتعلمه هو أن الضمان الأساسي للأمن والاستقرار هو قيام أنظمة ديمقراطية ذات نهج تقدمي ومتحضر في مختلف البلدان العربية، وإذا كانت الأنظمة العربية ترفض مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحته الإدارة الأمريكية والذي سوف تتم مناقشته من قبل الدول الصناعية الأساسية خلال شهر يونيو "حزيران" المقبل، فهل تملك هذه الأنظمة رؤية للإصلاح تتوافق مع أماني شعوبها؟ من السهل الادعاء بأننا نرفض الهيمنة الأجنبية ونقاوم المقترحات القادمة من الخارج لكن من الصعب تقديم البدائل المقنعة والتي تتوافق مع متطلبات الإصلاح والتجديد·· لاشك أن أي كويتي عقلاني يأمل بقيام نظام ديمقراطي تعددي في العراق، كما نص على ذلك الدستور الموقت، لكن ذلك يظل مرهونا بحماية النظام الدولي الذي حرر العراق من الدكتاتورية والاستبداد·· ما هو ضروري بعد ما حدث في العراق وبروز المنظمات الإرهابية التي تحاول أن تعرقل عملية التحول نحو الديمقراطية هو إنجاز تحولات ثقافية في العراق وبقية البلدان العربية لإزالة رواسب الفكر المستبد وغياب التسامح السياسي والثقافي·· لن تكون المهمة يسيرة في ظل منظومة القيم العربية التي تكرست على مدى عقود وقرون لكن يجب أن نستفيد من خبرات الأمم المتحضرة لمواجهة فكر الاستبداد حتى نتمكن من بناء مجتمعات ودول آمنة·

 

 tameemi@taleea.com 

�����
   

عاشوراء·· يوم اتحد العالم:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
هوامش منيف العراقية:
سعاد المعجل
"مخامط كبار":
محمد حسين بن نخي
إشكالية توليفة الحداثة والتخلف(1-3) :
بدر عبدالمـلـك*
يوميات محمد في المحكمة(1)
"شنو قالوا للحرامي ؟":
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
العراق··
حلبة لتصفية الحسابات:
عبدالخالق ملا جمعة
إجابات باطلة:
يحيى الربيعان
بوش فقط المكرم:
كامل عبدالحميد الفرس
عاهة عربية!:
عامر ذياب التميمي
تحرير وديمقراطية العراق:
المحامي نايف بدر العتيبي
العراق···العلماني؟(1):
نزار حيدر
مدينة علمية كويتية شاملة:
ما المانع من وجود زويل كويتي؟:
خالد عايد الجنفاوي
رعب في "إسرائيل"!!:
عبدالله عيسى الموسوي
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2:
د. جلال محمد آل رشيد
أتحدى أتحدى قناة "المستقلة" أن تكشف عن حقيقتها:
حميد المالكي
مؤسسة شمس الدين للحوار:
رضي السماك
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2:

أتحدى أتحدى قناة "المستقلة" أن تكشف عن حقيقتها:

مؤسسة شمس الدين للحوار: