المتابع للأحداث في فلسطين هذه الأيام يقف مذهولا على حجم الدمار والإرهاب الذي تمارسه حكومة الإرهاب في الكيان الصهيوني بحق الأبرياء في فلسطين حيث وصل عدد ضحايا العملية العسكرية الأخيرة التي بدأت مساء يوم الأربعاء الفائت حتى ساعة كتابة المقالة مساء يوم السبت الى: (41 شهيدا، و213 جريحا، وهدم 16 منزلا، وهدم مسجد، وأربع عمليات اغتيال لقيادات الشعب الفلسطيني)· هذا بالإضافة الى الممارسات المذلة على الحواجز الصخرية التي تفتقر لأدنى أساليب التعامل الإنساني والقانوني مع البشر·
بالإضافة الى ذلك، نجد أن العالمين العربي والإسلامي يعيشان حالة غير طبيعية من الصمت واللامبالاة تجاه ما يحدث من انتهاك يومي لحقوق إخوانهم في فلسطين وهذا الأمر يدعونا لنقف وقفة جادة لمراجعة أنفسنا لمعرفة أسباب هذه الحالة غير الطبيعية·
وهذه الأحداث اليومية في فلسطين، نقدمها من دون أية رتوش لكل دعاة التطبيع والواقعية والذين يدعون لسلام زائف ومذل في الوقت نفسه، وهو السلام الذي لم نجن منه شيئا منذ أن بدأت مسيرته في بداية التسعينات من القرن الماضي·
وللدلالة على ذلك، نستعرض بصورة موجزة نتائج أكبر استطلاع للرأي العام في إسرائيل قامت به (جمعية مكافحة العنصرية في إسرائيل) ونشر في صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية يوم 22/3/2006م، وجاء فيه: 40% من اليهود في إسرائيل يحبذون أن تقوم حكومتهم بطرد فلسطينيي 1948م من أراضيهم و68% من اليهود ليسوا مستعدين للعيش بجوار العرب، و63% من اليهود يعتبرون العرب بمثابة خطر أمني عليهم، و34% من اليهود يعتبرون الثقافة العربية دونية بالمقارنة مع ثقافتهم، و50% من اليهود قالوا إنهم يشعرون بالاشمئزاز عندما يستمعون الى أي كلام يقال باللغة العربية، و41% من اليهود يفضلون الفصل في الأماكن العامة بين العرب واليهود، و18% من اليهود قالوا إنهم يكرهون كل ما هو عربي بالمطلق·
وكانت خلاصة التقرير الذي أعدته الجمعية هو: (إسرائيل هي دولة عنصرية بشكل خطير وينبغي عليها أن تحصل فورا على دروس في الثقافة الإنسانية)·
فهل نقتنع بأن إسرائيل دولة عنصرية لا تؤمن بالسلام معنا بأي حال من الأحوال؟!!
abdullah.m@taleea.com |