الظلم له حدود·· عبارة قالها الأولون وأثبتت حقيقتها الأيام·· ولعل ما يعانيه "البدون" في كل الكويت أثبت ذلك·
فلقد تدافع الناس الى ندوة "البدون يتحدثون" التي أقامتها الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان في جمعية الخريجين حيث احتشد آلاف الحضور من جميع الفئات الكويتية ليقولوا جميعا "كفى لمعاناة هذه الفئة" وعلينا كمجتمع أن نتوحد في رفع معاناتهم فلا يعقل أن يتواجد معنا وبين ظهرانينا أناس يمنعون من أبسط حقوقهم المدنية، وكأننا في القرون الوسطى، فهل يعقل أن إنساناً في هذا العصر الحديث يمنع من استصدار شهادة ميلاد لابنه! أو شهادة وفاة أو شهادة زواج ناهيك عن منعه من إجازة القيادة أو جواز سفر أو وظيفة·· كل ذلك بحجة أنه من دون جنسية مع أن بعضهم استشهد آباؤهم على تراب الكويت وهو يقاتل مع الجيش الكويتي في حروب العرب الثلاثة مع العدو الإسرائيلي·
كان حديث البدون يخترق القلوب لأنه يخرج من إنسان عانى كل المآسي الإنسانية هو وأسرته·
الحشد الجماهيري الكبير مع البدون في ذاته رسالة إنسانية وسياسية قوية الى أصحاب القرار أنه كفى ظلما لهؤلاء الناس قبل أن يعم الظلم الجميع فالساكت عن الحق شيطان أخرس·
· ما يحدث في بيت حانون مخالف لكل الأعراف الدولية والأخلاق الإنسانية وما يفعله الجيش الإسرائيلي هو محاولة يائسة لإعادة هيبته التي فقدها في جنوب
لبنان حيث استطاع حزب الله التصدي لجيشه الذي كان يوما ما لا يقهر وأنزل به وبسمعته العار والهوان·
فهو هنا يحاول أن يقتل بعض النسوة الفلسطينيات لعله يخيف بذلك رجال المقاومة الإسلامية الباسلة في فلسطين والذين أبوا إلا أن يسجلوا انتصارا آخر كما فعل إخوانهم رجال الله في لبنان·
العدو بذلك ينهي ما يراهن عليه بعض العرب المهزومين بما يسمونه اتفاقيات السلام والتي يحاول البعض من خلالها كسب رضا أمريكا واليهود ولو أهان شعبه وسجنه·· بيت حانون تسجل انتصارا آخر بأن الحق لا يسترد إلا بالقوة وأن ما عجز عنه بعض المسؤولين العرب سيرجعه رجال فلسطين ونساؤهم وأطفالهم· |