| الظاهر أن الأمور بالشعبي "كل مالها أردى وأردى" فنحن بلد يعتمد على مصدر وحيد، وهو النفط الذي يشكل كل مصادر الدخل والذي يترتب عليه كل شيء في الكويت من رواتب للموظفين وتشغيل محطات تحلية المياه والكهرباء وأوجه الصرف المختلفة، وإذا انخفض سعره كثيرا أو قل الطلب عليه أو استحدث بديلا عنه أو نضب دون أن نخطط لمستقبلنا وللأجيال القادمة فسنكون في مهب الريح! دون النفط لن نتمكن من توفير المال اللازم لاستمرار الحياة لا غوص ولا رعي للأغنام والجمال يشفع لوجودنا أبدا، سنهلك حتما من العطش لأن كل محطات التحلية ستتوقف - اليوم ولدينا فائض مالي نتيجة ارتفاع سعر النفط ولك عليها - وتنتهي حياة الرفاهية إن لم تكن الحياة كلها، وهل سنتمكن من حفر آبار جوفية تكفي حاجتنا، بالفعل لا، لأنه لا يوجد لدينا مخزون من المياه الجوفية وسيتهافت الجميع على حفرها إن وجد عدد قليل منها وستقع معارك وصراعات على هذا المصدر كما في الماضي خصوصا أن أرضنا شحيحة بمصادر المياه·
أولادنا وأحفادنا إذا استمر تدفق النفط وإذا عملنا بكمية احتياطياتنا منه بدقة "لا بأس عليهم" بالمغربي، ولكنه إذا صحت المصادر التي تشكك بكميته فإنهم أو لنقل "الله يستر عليهم" الأغنياء "ما عليهم خلاف" فهم يمتلكون الأموال الطائلة التي حققتها لهم كويت النفط، وعندما تختفي مصادرهم يهربون الى أموالهم المكدسة في البنوك العالمية، وسنبقى نحن وأولادنا وسنكافح من أجل العيش ولكن هل سنجد الماء والغذاء بعد أن هرب أصحاب الكروش بخيرات نفطنا وهل سيلتفتون علينا وهل سيدعموننا· أنا شخصيا أشك في ذلك، فقصورهم وأموالهم بل ملياراتهم التي هربوها للخارج ستجعلنا نحن أصحاب الدخل المحدود الذين كنا نطالب بالعدل والمساواة وتكافؤ الفرص أجراء عند غيرنا، فالحرامية الكبار نهبوا أموال النفط وخيراته ومقاولاته ولم يقدموا للوطن شيئا، ونحن السواد الأعظم لم يكن لدينا شيء وكذلك عشنا مع النفط حياة العز وبعده حياة الفقر لأننا لم نسرق ولم نساوم على كرامة الوطن·
ياساتر تستر إن شاء الله ما ينضب النفط ولا تنخفض أسعاره ولا تنقطع الكهرباء ولا تتعطل محطات تحلية المياه وتختفي الزحمة من شوارعنا وتحل المشكلة الإسكانية وتنخفض أسعار الأراضي والعقارات ويتطور التعليم وترسخ الديمقراطية وقبول الآخر·
nayefo@hotmail.com |
