رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 8 نوفمبر 2006
العدد 1749

���� �������
عدت قبل أيام من رحلة قصيرة إلى القاهرة، وهي أول زيارة لي منذ أكثر من عشر سنوات عندما كانت الناس "تحلق" في السيارات من شدة الازدحام كما يقول المصريون، أما اليوم وبعد إنشاء الطريق الدائري الذي يلف يطوّق المدينة وبعد زيادة عدد الجسور على نهر النيل، تبيّن لي أن الازدحام قلّ عن السابق وإن كان في كلتا الحالتين يعيق حركة الحياة اليومية في المدينة.
يروى عن الزعيم الهندي المهاتما غاندي أنه في إحدى الأيام كان يشتكي لقرينته من أرباب الطبقة الأرستقراطية في مجتمعه لبذخهم الكبير في الإنفاق وارتدائهم لأرقى الحلي و"البدل" التي تزينها ربطات العنق الفخمة، فكان الجواب من حرمه كالتالي: عزيزي غاندي بدلا من أن تنتقد هولاء المتعجرفين ليتك أولا ابتدأت بنفسك وذلك من خلال تخليك عن أبهة الملبس!
كنت و ما زلت أعتقد أن أنبل ألوان الطموح (إن كان للطموح ألوان) هو ذلك الذي تتعدى أهدافه الفرد لتصل إلى المجموع، إذ تتجسد من خلاله أروع صور نكران الذات و الذوبان في الآخر· لست أتحدث هنا عن نوع من أنواع الخيال غير الممكن، فهذا الصنف من الطموح له مظاهر عدة، فعلى الصعيد الأسري نجد طموح الوالدين فيما يتعلق بمستقبل أطفالهما،
لماذا تتحمل الدولة مصاريف وأعباء مادية لمن اقترض لشراء أشياء تفوق قدرته المادية؟
وماذنب الشعب والأجيال القادمة في أن يتحملوا وزر كشخة بعض الناس على الرغم من عدم قدرتهم على هذه الكشخة؟
في أواخر أكتوبر المنصرم استعرض "جهاز خدمة المواطنين وتقييم أداء الجهات الحكومية" إنجازاته في تقرير سنوي نشرته بعض الصحف، وسنحاول في هذه العجالة تحليله وقراءة ما بين سطوره باستخدام التبويب نفسه الوارد فيه.
اقتحمت قاموس حياتنا اليومية الاجتماعية والسياسية عبارات ومصطلحات لم تكن موجودة منذ ثلاثة عقود ونيف "لا تسألني عن مقدار النيف هذا!".
فحيثما حللت في الديوانية والنادي وغيرهما: صرت تسمع- همسا وجهاراً- اللسان الشعبي الساخر ينعت نظام الـ B.O.T الاستثماري بوصمة "بوق ولا تخاف" وقد شاعت الوصمة وانتشرت رغم أنها تنطوي على تعميم ظالم لظني بأن الوصمة لا تنسحب على جميع مشاريع الـ B.O.T.
آفاق ورؤيـــة
الظلم له حدود.. عبارة قالها الأولون وأثبتت حقيقتها الأيام·· ولعل ما يعانيه "البدون" في كل الكويت أثبت ذلك.
فلقد تدافع الناس الى ندوة "البدون يتحدثون" التي أقامتها الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان في جمعية الخريجين حيث احتشد آلاف الحضور من جميع الفئات الكويتية ليقولوا جميعا "كفى لمعاناة هذه الفئة" وعلينا كمجتمع أن نتوحد في رفع معاناتهم فلا يعقل أن يتواجد معنا وبين ظهرانينا أناس يمنعون من أبسط حقوقهم المدنية،
بأسلوب سلس وبعرض شيق تناول الكاتب المبدع الدكتور خليفة الوقيان البدايات الأولى للحركة الثقافية في الكويت منذ تأسيسها في أواخر القرن السابع عشر· انصب اهتمام الوقيان على الرواد في جميع عناصر الثقافة كالفن مثل الموسيقى و الغناء والمسرح وكتابة القصة، والتوجهات السياسية والاهتمام بالكتب:
من الأمور التي تدهشنا وتثير عجبنا هي علاقة المشاعر والأفكار بالمكان والزمان؛ فكثيراً ما تبدو أفكارنا وتصوراتنا مجردة في وضع أقرب إلى الثبات والسكونية، تتشكل بمعزل عن الزمان والمكان والبيئات المختلفة حتى لو اختلفت فيها اللغات والثقافات والأفكار،
قبل مدة ذكرت إحدى الدراسات التي تم تطبيقها في مدينة دبي حول الزحام المروري ، والكيفية التي يمكن معالجته فيها، أن التخلص من هذا الزحام سيتطلب الصبر على مدى طويل، وأنه لن يتغير إلا بعد جيل من الآن· حيث إنه كما لاحظنا وكما أشارت الدراسة ضمنا إلى ذلك، على أن الإشكال الأساسي يكمن في سلوكيات السائقين وكيف يكون بالإمكان تغييرها وتحولها بعد جيل من الآن.
كثيرا ما يثار هذا السؤال من قبل البعض حول حقيقة استمرار وجودنا كدولة وهل نحن دولة لديها كل مقومات الدول الحديثة·· من الواضح بجلاء وللوهلة الأولى وإذا نظرنا الى هذا الأمر من منظور شكلي سنجد الإجابة بنعم لدينا كل المقومات من علم ودستور وحدود ومجلس أمة وحكومة لكن·· وآه من لكن لدينا كم هائل من الفساد الإداري والمالي وقبلهما السياسي لدرجة تجعلك بأن تعيش وسط غابة من المتناقضات، الأمر الذي يشعرك بأن المستقبل غامض ومجهول مجهول مجهول··
الظاهر أن الأمور بالشعبي "كل مالها أردى وأردى" فنحن بلد يعتمد على مصدر وحيد، وهو النفط الذي يشكل كل مصادر الدخل والذي يترتب عليه كل شيء في الكويت من رواتب للموظفين وتشغيل محطات تحلية المياه والكهرباء وأوجه الصرف المختلفة، وإذا انخفض سعره كثيرا أو قل الطلب عليه أو استحدث بديلا عنه أو نضب دون أن نخطط لمستقبلنا وللأجيال القادمة فسنكون في مهب الريح!
الجميع لاحظ أن هناك تنامياً عسكرياً متلاحقاً وسريعاً جدا وغير مكترث يحدث منذ سنوات قليلة على حدود منطقتنا يشبه انطلاقة صاروخ بسرعة2000 كم/س، بينما المنطقة تسير بسرعة سيارة لا تتعدى 150 كيلومترا في أزماتها المحيطة بها...
قضيتنا المركــزية
المتابع للأحداث في فلسطين هذه الأيام يقف مذهولا على حجم الدمار والإرهاب الذي تمارسه حكومة الإرهاب في الكيان الصهيوني بحق الأبرياء في فلسطين حيث وصل عدد ضحايا العملية العسكرية الأخيرة التي بدأت مساء يوم الأربعاء الفائت حتى ساعة كتابة المقالة مساء يوم السبت الى: (41 شهيدا، و213 جريحا، وهدم 16 منزلا، وهدم مسجد، وأربع عمليات اغتيال لقيادات الشعب الفلسطيني).
قبل أعوام نشرت "القبس" لقاء للشيخ سعود الناصر الصباح حدد فيه أن الإسلاميين يسعون الى اختطاف الكويت، وتطرق الشيخ سعود الى موقف يجب أن يكون مدار بحث وتدقيق لا بل محاسبة عندما أشار الى أن وفداً إسلامياً بينهم الوزير الحالي د· اسماعيل الشطي أعلنوا رفضهم تدخل القوات الأمريكية لتحرير الكويت أنذاك.
بلا حــــدود
قبيل حرب 2003 التي أطاحت بنظام صدام حسين·· وصلتني رسالة من معارض عراقي مقيم في لندن·· يعلق فيها على مقال كنت قد كتبته في جريدة "الطليعة" بعنوان "النضال بالمراسلة"!! فحوى المقال كان أن التغيير في أي مجتمع كان لا يمكن أن يُفرض من الخارج في إشارة الى موقف وجهد المعارضة العراقية في الخارج والتي كنت أرى أنها لا يمكن أن تحقق أهدافها طالما بقيت بعيدة عن العراق·· كما أن الحرب التي ستشنها الولايات المتحدة وبريطانيا لن توفر المخرج الحقيقي لأزمة العراق المتمثلة في الرضوخ للعنف الديكتاتوري لعدة عقود·· وغياب الحريات والديمقراطية!!
يوجد ستة ميادين رماية في الحرس الوطني تتكرر فيها الأعطال الفنية مما يرهق كاهل المدربين ويعطل وقت العاملين والعسكر فبدلا من وجود ستة ميادين يكون الصالح للعمل فيها فقط وعلى أقصى حد ثلاثة ميادين علما أن هنالك فترة صيانة طويلة يفترض أن تنجز فيها أعمال الصيانة اللازمة والضرورية ويجدر محاسبة الشركة المعنية بهذا الأمر حيث إن هذه الأعطال متكررة ومنذ إنشاء هذا النظام الأوتوماتيكي لميادين الرماية.