البيان الذي أصدرته لجنة الدفاع عن الدستور بجمعية المحامين الكويتية وذُيّل باسم لجنة الدفاع عن الدستور والمشروعية كان واضحا برفض رئيس اللجنة مثل هذه الممارسة إن حصلت فعلا وهي انتخابات فرعية أجراها بعض من المحامين من قبيلة واحدة بهدف خوض مرشحهم انتخابات جمعية المحامين·
أعتقد أن الكثير من المحامين يرفضون مثل هذه الممارسات البعيدة، عن المبادىء الديمقراطية وروح الزمالة والأخوة بين أبناء المهنة الواحدة، والانتخابات الفرعية مرفوضة ومجرمة قانونا، وهي كذلك بالنسبة لكل الانتخابات وليست مجرمة ومرفوضة فقط لانتخابات جمعية المحامين دون غيرها، فمن يخوضون فرعية مجلسي الأمة والبلدي والجمعيات والنقابات والأندية وغيرها يقومون بممارسات لاديمقراطية وغير مشروعة يجب رفضها ومحاربتها·
اللوم لا يقع فقط على بعض من المحامين الذين قد يكونون صغار السن تنقصهم التجربة والخبرة قد يقعون في مثل هذه الأخطاء الفاحشة دون قصد منهم أو إدراك وفهم صحيح للأمور، ولكن اللوم يقع على عاتق المجتمع والوضع السائد والواقع المرير الذي عاشوا فيه، فالجميع ومنذ ما يقارب ربع قرن من الزمان يشاهدون مثل هذه الممارسات التي تسمى انتخابات فرعية تقام أمام مرأى ومسمع الحكومة دون أن تحرك ساكنا، وفرسان هذه الانتخابات هم أعضاء السلطة التشريعية المنوط بها رقابة تنفيذ القوانين وأعيان الطوائف وكبار القبائل والعوائل، إذاً الانتخابات الفرعية ليست ظاهرة حديثة على الساحة المحلية بل هي أمر واقع ومن المسلمات لدينا· وعليه فإن البعض لا يرى فيها عملا مرفوضا ومخالفا بل إن البعض يؤيدها ويدافع عن مشروعيتها وقد أخذت صفة الاستمرارية وبالتالي تقبلها هذا البعض، ومع هذا فإن السلطتين التنفيذية والتشريعية قادرتان على منع حدوثها إن هما فعلا أرادتا، وعلى مؤسسات المجتمع المدني أيضا دور لا يقل أهمية بتوجيه المجتمع نحو محاربة مثل هذه الممارسات والأفعال التي تؤثر دون شك على وحدة المجتمع وتثير الفتنة والفرقة والتعصب بين مكوناته المختلفة·
ويقع اللوم كذلك على أي من القوائم التي تعلم بنتائج مثل هذه الانتخابات ولديها الدليل على إقامتها وتقبل بمرشح مثل هذه الانتخابات لأنها بذلك تشجع على القيام بمثل هذه الأعمال مستقبلا وسيتم التوسع فيها إن هي فعلا قد حدثت وتم قبول نتائجها!
انتخابات جمعية المحامين على الأبواب وإلى الآن لم نر برنامجا انتخابيا واقعيا ممكن التنفيذ يحصر مشاكل المحامين ومطالبهم ويضع حلولا مناسبة لها، برنامج يلامس هموم المهنة ومتاعبها يقضي بقدر الإمكان على السلبيات الحالية ويعزز الإيجابيات ويساهم في تطوير العمل وسرعة الإنجاز، برنامجا واضحا حول موقف كل قائمة من قضايا المجتمع الأساسية·
ثلاث قوائم حتى الآن تتنافس للوصول لمجلس إدارة الجمعية، جميعهم زملاء تجمعهم مهنة نبيلة واحدة وعلاقة أخوية، هدفهم الدفاع عن الحق، نتمنى أن يحالف الحظ والنجاح من هو قادر على تحمل مسؤولية الجمعية ومن يمثل الجمعية العمومية خير تمثيل ويحافظ على استقلالية الجمعية، نريد أن نصوت لبرنامج حقيقي ولا نريد أن نصوت لأشخاص وهم أعزاء لدينا لأننا في مثل هذه الحالة قد نأتي بتشكيل غير متجانس يقضي جل وقته في المهاترات والمناوشات والبيانات والتصريحات التي لا طائل من ورائها ويكون الضحية في النهاية المحامي·
وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك
nayefo@hotmail.com |