من أكثر المواضيع التي تستفزني وتثير حفيظتي تلك المواضيع التي تسعى بأي شكل من الأشكال إلى زرع الفتنة الطائفية والتفرقة بمختلف أشكالها بين أبناء وطني، ولن أتوانى أبدا في رفض كل موضوع يسعى إلى هذه الفتنة وسأمارس أي حق دستوري أملكه لرفض الفتن أيا كانت ومن أي جهة كانت شيعية كانت أم سنية، قبلية كانت أم فئوية أو أي تقسيمات أخرى·
فقد طالعتنا بعض صحف يوم السبت الموافق 14/10/2006 بتصريح للنائب الفاضل عبدالله عكّاش يستهجن فيه توزيع وزير الدولة عبدالهادي الصالح لنسخ من كتاب "الصحيفة السجادية" بحجة أن هذا الكتاب يثير الفتن ويشق وحدة الصف·
وفور قرائتي لهذا التصريح من النائب الموقر بدأت بالبحث عن ماهية هذا الكتاب وإن كانت لدي معلومات بسيطة عنه، ففضلت أن أراجع هذه المعلومات قبل أن أصدر حكمي على ما تفضل به النائب عكّاش·
ولقد وجدت من المعلومات ما يلي:
هذا الكتاب يتم بيعه وتوزيعه منذ سنوات بعيدة جدا في العديد من المكتبات الكويتية سواء كانت تابعة لبعض الجمعيات التعاونية أو المكتبات الخاصة التي تعج بها البلد، كما أن هذا الكتاب يعتبر من الكتب التي تتكرر في معرض الكتاب سنويا ويباع بالعلن، أما عن محتواه فهو يتضمن أدعية ومناجاة إلهية مختلفة كالدعاء في الرهبة والدعاء في استكشاف الهموم والدعاء في الأعياد والأدعية في أيام الأسبوع ودعاء دفع كيد الأعداء ودعاء يوم عرفة والعديد العديد من الأدعية الأخرى·
أما المسألة الأهم فتتمثل في مؤلف هذا الكتاب أو بالأصح صاحب كل تلك الأدعية فهو ليس عبدالهادي الصالح ولا أحد من هذا الزمن بل هو من مؤلفات الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وحفيد فاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم عليهما أفضل الصلاة والسلام!
وهنا أقع في حيرة، فهل يعقل أن يتهم هذا الإمام بزرع الفتن والطائفية من قبل النائب المحترم؟! فإن كان النائب يعرف هوية الإمام ويتهمه بهذا الاتهام فتلك مصيبة وإن لم يكن يعرف فالمصيبة أعظم·
إن هذا الإمام هو من قال عنه الشاعر الكبير الفرزدق:-
هذا ابن خير عباد الله كلهم·
هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي أحمد المختار والده·
صلى عليه إلهي ما جرى القلم
فكيف لك يا نائب الأمة أن تتهم هذ الإنسان بزرع الفتن؟ إن هذا الاتهام وللأسف الشديد يثبت بشكل قاطع بأنك لا تعرف من تنتقد، ولماذا تنتقد بل كل ما تفعله هو سعي مؤسف لزعزعة الاستقرار والألفة بين قلوب الكويتيين·
فاتق الله يا نائب الأمة فيما تقول وتفعل وكم أتمنى أن لا تتجاسر مجددا على شخصية إسلامية تاريخية لن تصل أنت ولا أنا إلى قدرها مهما حيينا·
خارج نطاق التغطية:
نحن على مشارف نهاية شهر الحب والخير والألفة نسأل الله أن يعيده على المسلمين المخلصين منهم في زرع الوحدة والمحبة بين صفوف إخوانهم وأبناء وطنهم، وعيدكم مبارك·
ali-Khajah.blogspot.com |