قد يتساءل المراقب لما يجري يومياً في فلسطين ولبنان من مجازر تطال في أغلبها المدنيين عن الشريعة التي يستند عليها الجيش الإسرائيلي عندما يقدم على هذه الأفعال الإجرامية!!
صحيح أن إسرائيل منذ نشأتها لم تعط للشرعية الدولية المتمثلة في جملة القرارات والمواثيق الدولية أية أهمية وتمارس عربدتها من دون الالتفاف لموقف المجتمع الدولي خاصة في ظل الدعم غير المحدود من الإدارة الأمريكية لهذه الممارسات واعتبارها حقاً شرعياً للدفاع عن النفس أو عندما تكون المجزرة كبيرة، والضحايا بالعشرات، فإن أقصى موقف تتخذه الإدارة الأمريكية هو دعوة إسرائيل لعدم الاستخدام المفرط للقوة!
ولكن هناك جانب آخر قد يكون خافياً على الكثيرين، وهو المنطلقات الدينية لمثل هذه الجرائم وهي في أغلبها مستندة إلى التوراة المحرفة والتي تحتوي على نصوص غاية في الإرهاب، وتعطي شرعية دينية لأية جريمة يرتكبها اليهودي·
وللدلالة على ذلك، فإننا سنكتفي بنموذجين لذلك· الأول هو الفتوى الصادرة من حاخامات اليهود يوم 30/7/2006 م التي أباحوا فيها ارتكاب المجازر ضد المدنيين، حيث أعلن مجلس حاخامات المستوطنين والذي يضم نخبة من رجال الدين الكبار أنه رداً على مجزرة قانا التي راح ضحيتها عشرات المدنيين، فإنه طبقاً للقانون اليهودي لا يوجد أبرياء في صفوف العدو أثناء الحرب، وإن كل الكلام حول الأخلاق يضعف الروح المعنوية للجيش والأمة، ويكلفنا دماء جنودنا الأبرياء·
أما ثاني النماذج، فقد جاء في كتاب: (ميشناه توراة، جزء قوانين بشأن القتلة) وهو من الكتب المقدسة لدى اليهود، أن قتل اليهودي، بحسب الديانة اليهودية، جريمة عقوبتها الإعدام وللمحاكم الدينية والسلطات العلمانية اليهودية، الأوامر التي تُلزمها بمعاقبة أي شخص مذنب بجرم قتل يهودي وحتى بما يجاوز حدود إجراءات العدالة العادية·
أما اليهودي الذي يقتل أحد الأغيار - غير اليهود - يكون مذنباً فقط بارتكاب معصية ضد شرائع السماء، وهي معصية غير قابلة بعقوبة صادرة عن محكمة، أما التسبب بمقتل أحد الأغيار بصورة غير متعمدة، فهذا ليس معصية على الإطلاق·
إن عقائد دينية كهذه من الصعب أن تتغير بمجرد التطبيع أو عقد معاهدات واتفاقيات سلام· |