على ما يبدو أن الرياضة همّ سيعيش في قلب الكويت في ظل قيادات الرياضة الحكيمة والعقليات الجبارة التي لا همّ لها سوى الظهور في الصحف والمجلات والتصريح من فترة لأخرى، ولإن فضائح ومهازل الرياضة الكويتية مصيبة يعلمها كل كويتي وكويتية سواء كانوا مهتمين بالرياضة أم غير مهتمين، فإنني لن أكتب عن هذه الفضائح الكثير بل سأكتب عن بعض نماذج التخبط المخزي في جسد رياضة الكويت·
ولنبدأ بالاتحاد الكويتي لكرة القدم، فقد أعد جهابذة الاتحاد من الرئيس إلى الفرّاش مرورا بجميع اللجان كالتدريب والتطوير والإعداد وغيرها من الأسماء رنانة الصدى وخاوية المعنى معسكرا لمنتخب الكويت الوطني في ألمانيا وذلك استعدادا لمواجهة استراليا اليوم الأربعاء في سيدني· وسأشير إلى بعض ما علمته كما علمه غيري عن طريق وسائل الإعلام عن هذا المعسكر وما يعلمه اللاعبون أعظم وأكبر بالتأكيد، فالمباراة ستقام في سيدني والمعسكر في ألمانيا وهذا أكثر الأمور غرابة فاستراليا الآن تمرّ بموسم الشتاء بحكم أنها في النصف الجنوبي من الأرض بالإضافة إلى أن ألمانيا في هذا العام تحديدا تمرّ بأعلى مواسم الصيف حرارة وهذا ما يعني عدم تناسق المعسكر وأجوائه مع أجواء المباراة الرسمية في سيدني، ولقد أعد عمالقة الرياضة برنامجا لهذا المعسكر يتضمن خمس مباريات لم تقام منها طيلة المعسكر الذي استمر لمدة شهر سوى ثلاث مباريات علما من أن مبارتين من الثلاثة لم تكن على جدول مفكري الاتحاد أي أنه تم ترتيب المبارتين بالحظ، علما بأن المنتخب قد خسر في مبارتين مع فرق من الدرجة الثانية بستة أهداف!!
كما أن الوفد المغادر إلى ألمانيا لم يكن يتضمن بين صفوفه طبيبا يعالج إصابات اللاعبين! وبعد مهزلة ألمانيا عاد الأزرق إلى الكويت ليتمرن مباشرة بعد عودته لمدة يومين ومن ثم غادر إلى سيدني دون أي مراعاة للإرهاق الذي سيشعر به اللاعبون لطول ساعات السفر من ألمانيا إلى الكويت ومن ثم إلى استراليا، ولا أود أن أكون متشائما ولكني لا أرتجي أو آمل خيرا في مباراة اليوم مع كل ما ذكرته من ظروف، ولكن لن يتغير شيء لأنه لا يوجد في هذا الوطن رجال يقفون أمام من يشوه ويدنس علم الكويت، ولكن كل ما نملكه هم مجموعة تغني للإصلاح دون تطبيق·
الهيئة العامة للشباب والرياضة أصدرت قرارا مع نهاية الموسم الرياضي السابق باستصلاح جميع أرضيات الملاعب في الكويت، ولم يتبق على بداية الموسم الجديد سوى أيام قليلة وإلى الآن لم يتم إجراء أي تعديل على أرضيات الملاعب التي ما زالت تعاني من حفر قد يعود تاريخها إلى خنادق الغزو العراقي· فكيف لنا أن نتأمل خيرا ونتمنى عودة الرياضة الكويتية على نصف مستواها على أقل تقدير وما زالت الهيئة العامة للشباب والرياضة تتخذ من الكذب شعارا لها وتعجز عن صرف ما لا يتجاوز مئتي ألف دينار كويتي لصيانة الملاعب؟!
لقد درست شخصيا في أحد مقررات الإدارة العامة لدى الدكتور فؤاد الفلاح وما أذكره جيدا أنه كان ينتقد وبقسوة الشلل الإداري في الكويت والبيروقراطية البغيضة، ولكن وعلى الرغم من توليه لمنصب إداري رفيع ومهم وهو رئاسة هيئة الشباب إلا أن الإدارة برئاسته ما زالت عاجزة عما كان ينتقده هو شخصيا في قاعة المحاضرات!!
منتخب الكويت لكرة السلة لم يجد صالة رياضية واحدة يمارس فيها تدريباته!! وأنا لا أمزح بهذا الكلام، بل هو واقع تناقلته وسائلنا الإعلامية، والغريب أن هذه المشكلة حدثت في بلد حرّ ومستقل لا يعاني من أي أزمات مالية أو سياسية ولله الحمد، بل يمتلك وفرة تجعله يصرف الأموال يمينا وشمالا بغير حساب كصرف المنحة "أم 200"!!
إن ما يجعلني لا أحمل همّ الوضع الرياضي كثيرا هو أنه لا يوجد أسوأ مما وصلنا إليه أبدا، فمالذي سيحدث أسوأ من خسائر متلاحقة وملاعب غير صالحة وإدارات لا تفقه وسرقات علنية، وهذا ما يعني إن الوضع إما أن يبقى على ما هو عليه وهذا ما يلوح بالأفق إلى الآن، أو أن يتطور لأنه لا إمكانية للتراجع أكثر·
وأذكر أيضا أن كلمات مثل الشباب فيهم البركة أو رجال الوطن لن تغير أي شي ما لم يكن هناك تحرك صادق لحل معضلة رياضتنا التي أرهقت الكثيرين·
a_m_khajah@hotmail.com |